منعت القوات العمومية وقفة احتجاجية كانت مقررة مساء اليوم الخميس للمكتب الجهوي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة بجهة العيون الساقية الحمراء، المنضوي تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغربuntm ، أمام مقر المديرية الجهوية للصحة بالعيون، احتجاجا على أوضاع قطاع الصحة بالجهة الجنوبية، التي قيل إنها "تعرف احتقانا وتراجعات غير مسبوقة واختلالات مالية وإدارية حادة، وتسييسا فاضحا لتدبير المؤسسات الصحية وإخضاعها لأجندات حزبية سياسية ونقابية ضيقة"، وفق بلاغ نقابي تتوفر هسبريس على نسخة منه. وشهد محيط المديرية الجهوية للصحة بمدينة العيون إنزالا أمنيا كبيرا من أجل منع المسيرة الاحتجاجية في إطار تفعيل البرنامج المسطر من طرف المكتب الجهوي للنقابة سالفة الذكر، تحت شعار "مسيرة العزم من أجل ربط المسؤولية بالمحسوبية". "المسيرة الاحتجاجية عرفت حصارا من طرف القوات الأمنية بمختلف تلاوينها، من أجل منع انطلاقتها، دون أن يتم التواصل مع المنظمين أو تقديم توضيحات حول أسباب المنع"، يقول يونس لبيض، عضو المكتب الجهوي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة بجهة العيون الساقية الحمراء. وأضاف النقابي ذاته لهسبريس: "مانعو المسيرة لم يشرحوا الأسباب، وبالتالي لا يمكننا معرفة تفاصيل الأمر، غير أن الهاجس الأمني يحضر دائما"، مشيرا إلى أن "استئناف النقابة لأشكالها النضالية جاء بعد غياب التفاعل الإيجابي مع المراسلات والبيانات وكذا الاحتجاجات، والتي كان آخرها المسيرة الجهوية يوم 04 يونيو 2018، وإنزال قطب الجنوب في ال 10 من يوليوز 2018 بمشاركة الجهات الجنوبية الثلاث، واعتصام سابق أمام مقر وزارة الصحة بالعاصمة الرباط في ال 27 من غشت 2018، بالإضافة إلى مراسلات كتابية مطلع السنة الجارية إلى كل من أنس الدكالي، وزير الصحة، ووالي جهة العيون الساقية الحمراء، وكذا مراسلات توصل بها المدير الجهوي للصحة بالعيون، دون أن تفتح تحقيقات جادة ومسؤولة في الملفات التي ما فتئ المكتب يرفعها". وقال لبيض لهسبريس: "يتضح من خلال هذه السياسة عجز الإدارة الحالية عن حل الأوضاع، وغياب نية الإصلاح وانعدام الإرادة الحقيقية لدى المسؤولين الجدد، محملا إياهم المسؤولية التاريخية بسبب تكرار نفس الأخطاء، وبالتالي الفشل في التسيير والتدبير والارتجال في القرارات، بدل الوقوف على الاختلالات المالية والإدارية التي تحتاج التحقيق والتدقيق والمحاسبة والعمل على تجويد خدمات القطاع والرقي بمكوناته". واستنكر عضو المكتب الجهوي لنقابة UNTM "عدم فتح تحقيق في جميع الملفات المطروحة، في محاولة لتجاوز وتجاهل مطلب الجامعة الوطنية لقطاع الصحة، والخضوع للإملاءات الحزبية من أجل الاستجابة لطلبات انتقال مشبوهة وأخرى لتهريب مسؤولين دون تعويضهم قصد إعفائهم من المساءلة والمحاسبة"، وفق تعبيره. واستنكر النقابي لبيض التدخل الأمني الذي وصفه ب"الهمجي والمفاجئ في حق مناضلي ومناضلات الجامعة الوطنية لقطاع الصحة دون وجه حق، وداخل حدود المؤسسة الصحية"، مستحضرا تسجيل 5 إصابات بجروح وكدمات على مستوى الوجه خلال تفريق المحتجين، على حد قوله. وعبر المتحدث نفسه عن نية النقابة التي ينتمي إليها تنظيم مسيرة جهوية "مزلزلة" في الأيام القادمة، ردا على "المقاربة الأمنية الهمجية والقمع الذي تعرضت له الجامعة، وإلى حين تحقيق المطالب العادلة والمشروعة".