وجّه أكاديميان مغربيان تهمة ب"السرقة العلمية المكشوفة" للدكتور أحمد أيت لمقدم، عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، عن مقال له بعنوان "المشترك الإنساني في الرؤية القرآنية". وبخصوص اتهام الأستاذَين الباحثين أحمد الفراك، أستاذ الفلسفة بجامعة عبد المالك السعدي، ومحماد رفيع، أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة بجامعة محمد بن عبد الله، نُشِر مقال مطوّل في موقع "مركز ضياء للمؤتمَرَات والأبحاث" وقّعه الباحث الأكاديمي عبد الله بنتهيلة المومني يذكر فيه مواقع "السرقة" ومصادرها. ويتعلّق الأمر ببحث شارك في الندوة العلمية الدولية التي نظّمتها الرابطة يومي 3 و4 يونيو 2014 في الرباط بعنوان "القرآن الكريم ورؤية العالم: مسارات التفكير والتدبير"، نشرت أشغالها في كتاب بالعنوان نفسه. ويفصّل الكاتب في مواقع "السرقة العلمية" محيلا على مصدَرَيْها الأصليّين، ويستنتج في النهاية أن بعض التفاصيل الواردة والمندَرِجَة تحت عناوين تمّ "نقلُها حرفيا من بحث الدكتور رفيع أو تقرير الدكتور الفراك، أو تمّ إدخال تغيير طفيف عليها"، مضيفا أن البحث المعنيّ "يختم بنقل خلاصات تقرير الدكتور الفراك عن أطروحته حرفيا". أحمد الفراك، أحد الأكاديميَّيْنِ المعنيَّيْنِ ب"السرقة العلمية"، قال إن الأمر يتعلّق ب"السطو على 41 صفحة كاملة من بحثَين منشورين"، وأوضح أن البحث الأوّل هو "بحثي في الدكتوراه في موضوع: المشترك الإنساني، نوقش ونُشر تقريره الذي قدّم أمام لجنة المناقَشة في عشرين صفحة، والبحث الثاني للدكتور محماد رفيع، نُشِرَ في مجلة: أسلمة المعرفة". وأبرز الفراك، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الباحث المُتّهم أخذ تقرير بحثه للدكتوراه وجميع دواعي البحث وأهدافه وخلاصته، وبحث الأكاديمي محماد رفيع، وجمعهما في 41 صفحة دون الإحالة بتاتا إلى إسميهِمَا، وشارك به في ندوة علمية محكّمة، وطُبِع الكتاب في سنة 2014، وما يزال يباع منذ ذلك الوقت إلى حدود اليوم داخل المغرب وخارجه. وفي نسخة رقمية، حُمّلَت حديثا على موقع الرابطة المحمّدية للعلماء، للكتاب الذي تضمّن أعمال ندوة نظّمتها الرابطة يومي 03 و04 يونيو 2014 ونشرته ضمن "سلسلة ندوات علمية" بعنوان "القرآن الكريم ورؤية العالَم مسارات التفكير والتدبير"، وُضع اعتذار موقّع باسم إدارة التحرير في الصفحة السابعة والأربعين بعد الثلاثمائة، وأشير إليه بتعبير "اعتذار" في الفهرس. نص الاعتذار الوارد في "الطبعة الثانية لسنة 2019" المتوفّرة إلى حدود اليوم في نسخة رقمية، ذكر أنه "بعد التحري تبيّن لإدارة التحرير، للأسف الشّديد، أن الدراسة بالفعل، في جزء كبير منها، عبارة عن سرقة علمية، مما وجب بسببه حذفُها من هذا الموقع من الكتاب، وتقديم خالص الاعتذار للأستاذَين المذكورَين". ونصّ الاعتذار على أنه "في هذا الموقع من طبعة الكتاب السابقة .. كانت توجد دراسة باسم الباحث د. أحمد أيت المقدم، عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمّديّة للعلماء، تحت عنوان: المشترك الإنساني في الرؤية القرآنية". وأضاف المصدر نفسه أن إدارة التحرير قد تبيّن لها أن الأمر يتعلّق ب"سرقة علمية" "إثر شكاية تقدّم بها الدكتور محماد رفيع، مبيّنا فيها أن جزءا معتبرا من الدراسة المذكورة مأخوذ دون إحالة من بحثه الموسوم ب: المنهج القرآني في بناء المشترك الإنساني، الذي نشر بمجلة: أسلمة المعرفة في العدد 66، السنة 17، خريف 2001، وشكاية تقدّمَ بها الدكتور أحمد الفراك، بيّن فيها أن جزءا هامّا من الدراسة المشار إليها مأخوذ من تقرير الأستاذ المشتَكي، تم تقديمه بين يدي مناقشة أطروحته للدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال يوم 27/12/2013". وتواصلت جريدة هسبريس الإلكترونية مع الباحث أحمد أيت المقدم، لكنه فضل عدم التفاعل.