انتهت قبل قليل من يومه الجمعة بضواحي جنيف السويسرية، اجتماعات اليوم الثاني والأخير من المائدة المستديرة الثانية حول نزاع الصحراء، بمشاركة وفود المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا. وأعلن المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كوهلر، في مؤتمر صحافي، عن موافقة جميع الأطراف المشاركة في الاجتماع على عقد جولة ثالثة من المحادثات بحضور التشكيلة الحالية نفسها، وهي المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا، في خطوة تهدف إلى بحث عناصر التقارب بين أطراف النزاع. وقال الموفد الأممي إن لقاء "جنيف 2" مر في "جو من الصراحة والاحترام المتبادل" بين جميع المشاركين في اللقاءات، مشيرا إلى ترحيب الوفود بالزخم الجديد الذي نتج عن المائدة المستديرة الأولى في دجنبر من العام الماضي. وكشف كولر، في التصريح الصحافي الذي وافقت عليه الوفود الأربعة، التزام الجميع بالاستمرار في المشاركة في المشاورات بأسلوب "جدي ومحترم"، والاجماع على ضرورة بناء ثقة إضافية. وأضاف المسؤول الأممي أن المشاركين ناقشوا بعمق كيفية الوصول إلى "حل سياسي مقبول من قبل الطرفين لمسألة الصحراء، الذي يجب أن يكون واقعيا وعمليا ودائما ويستند إلى الساكنة الصحراوية وفقا لقرارات مجلس الأمن، خصوصا القرار رقم 2440 الصادر سنة 2018". وأكدت الوفود المشاركة أن المنطقة المغاربية ستستفيد استفادة كاملة من أرباح التسوية لنزاع الصحراء المغربية، وهي النقطة التي كانت محطة توافق بين المتدخلين. لكن خلال الملاحظات الشخصية التي أدلى بها في المؤتمر الصحافي المباشر الذي نقلته وسائط الأممالمتحدة، أقر المبعوث الأممي الرئيس الألماني السابق، كولر، بصعوبة التوصل إلى حل سياسي في المرحلة الحالية، مضيفا أن "الفترة المقبلة تتطلب أن نمر إلى طرح الأسئلة الموضوعية". وشدد كولر على ضرورة شروع أطراف النزاع في الدخول في خطوات جريئة من أجل بناء الثقة، واعتبر ذلك عنصرا ضروريا لإحراز تقدم في الملف، موردا أن "ساكنة الصحراء تستحق أن ينتهي هذا النزاع".