بعدما أثار غيابُ الوفد الإيراني عن أشغال الدورة ال14 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي جدلاً واسعاً في الأوساط العربية الرّسمية، كشفَ رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، أنَّ "إيران لم تحترم الشروطَ التنظيمية الجاري بها العمل للمشاركة في أشغال هذه الدورة"، مشيراً إلى أنه "من الصعبِ قبولُ وفد يضمُّ 30 أو 40 شخصاً". وأرْجعَ رئيس مجلس النواب، في ندوة صحافية نظمها اليوم الثلاثاء في الرباط، سبب غياب ممثلي الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن المؤتمر الإسلامي، الذي نُظّم بالعاصمة المغربية، إلى "عدمِ احترام الدولة المعنية دفتر التحملات الذي يقْضي بالتزامها بعدد من الشروط"، مبرزاً أنَّه "عندما يتعلق الأمر بانعقاد تظاهرة دولية منظمة من طرف منظمة متعددة الأطراف يتم وضع دفتر تحملات ينبغي احترامه من طرف الدولة المضيفة". في هذا الصّدد، شدّد المالكي، الذي يترأس أيضا اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على أنَّ "المغرب لم يكن رئيسا للاتحاد، بل إن الأمانة العامة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي هي التي وجهت الدعوة إلى كل الوفود والدول الأعضاء"، وأضاف أن "المغرب راسل الأمانة العامة بما يجب احترامه، خصوصا على مستوى العدد، ومن الصعب قبول وفد يضم 30 أو 40". وكانت مصادر إعلامية نقلتْ أنَّ "السلطات المغربية بمطار محمد الخامس بالبيضاء منعتْ دخول أعضاء من الوفد الإيراني إلى أراضي المملكة، للمشاركة في الدورة الواحدة والأربعين للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي احتضنتها الرباط خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 14 مارس الجاري، لأسباب أمنية". وعبرت تركيا عن أسفها لغياب الوفد الإيراني، الذي يضم 42 عنصرا، يتقدمهم رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، عن المشاركة في الدورة، بينما أوضح محمد قريشي نياس، الأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، أن غياب الوفد الإيراني "خارج عن إرادتهم". ويأتي هذا التطور في وقت تشهد العلاقات الإيرانية المغربية توترا، وذلك على خلفية اتهامات وجهتها الرباط إلى طهران بدعم جبهة "البوليساريو"، أعقبها سحب سفير المملكة من إيران، وعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى نقطة الصفر.