دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد عن إعلامية بشبكة فوكس نيوز أدلت بتصريحات معادية للمسلمين، بينما رفض البيت الأبيض أي محاولة للربط بين الرئيس ومنفذ هجوم المسجدين في نيوزيلندا الذي أودى بحياة 50 شخصا. وسلط العنف ضد المسلمين في نيوزيلندا يوم الجمعة الضوء على خطاب ترامب بشأن الإسلام، وأحيا انتقادات لطريقة تعامله مع العنف الذي يرتكبه معتنقي فكرة تفوق العرق الأبيض. ودعا ترامب في تغريدة على تويتر إلى إعادة الإعلامية جينين بيرو إلى ممارسة عملها، واتهم الديمقراطيين بالسعي إلى "إسكات أغلبية في بلادنا". وفي الوقت نفسه، سعى ميك مولفاني القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض في تصريحات بأكثر من محطة إخبارية اليوم الأحد للحد من انتقادات بأن ترامب لم يندد بخطاب الكراهية بالدرجة الكافية، وأنه أجج مشاعر معادية للمسلمين. وقال مولفاني في تصريح بمحطة فوكس نيوز "إن الرئيس ليس ممن يؤمنون بتفوق العرق الأبيض. لست أدري كم مرة نحتاج فيها أن نقول ذلك". ويوم الجمعة، ندد ترامب بالهجوم الذي وصفه بأنه "مذبحة مروعة" بينما وصفه البيت الأبيض بأنه "عمل وحشي من أعمال الكراهية". وردا على سؤال من صحفي في واشنطن عما إذا كان يعتقد أن النزعة القومية البيضاء تمثل تهديدا متزايدا في أنحاء العالم، قال ترامب "لا أعتقد ذلك في الحقيقة. أعتقد أن مجموعة صغيرة من الناس هي التي تعاني من مشكلات خطيرة جدا". وكان المسلح المتهم قد أشاد في بيانه الذي نشره على الإنترنت بترامب ووصفه بأنه "رمز لإحياء الهوية البيضاء". وقال مولفاني إن المذبحة نتاج تصرف شخص مختل ومن غير المنصف ربط هذا الشخص بترامب أو أي سياسي آخر. وأضاف لمحطة (سي.بي.إس) "لا أرى وجود ارتباط بين دونالد ترامب كرئيس وذلك الذي حدث في نيوزيلندا". وتعرض ترامب لانتقادات شديدة في الأيام التي تلت مسيرة لأنصار تفوق العرق الأبيض في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا عام 2017 عندما ساوى بينهم وبين محتجين من معارضيهم، وقال إن "كلا الطرفين" يستحقون اللوم. وتعرضت بيرو، وهي من مؤيدي ترامب، للتوبيخ من قبل فوكس نيوز الأحد الماضي بشأن تعليقات لها تساءلت فيها عما إذا كانت عضو الكونجرس المسلمة إلهان عمر أكثر ولاء للشريعة الإسلامية من ولائها للدستور الأمريكي. وأوقفت المحطة برنامجها "العدالة مع القاضية جينين" الذي يذاع مساء الأحد. ولم تؤكد فوكس نيوز ما إذا كانت قد قررت إيقافها عن العمل، ورفضت الإدلاء بتعليقات أخرى اليوم الأحد. وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة العدل في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في تغريدة على تويتر "رسالة جميلة يرسلها الرئيس بعد ثلاثة أيام من الهجوم الإرهابي على المسلمين - أن يدعم إعلامية أُوقفت عن العمل لتعصبها ضد المسلمين". ودعا نواب ديمقراطيون ترامب اليوم الأحد إلى الدفاع عن المسلمين علنا بعد المذبحة، والاعتراف بالخطر الذي يشكله المؤيدون لتفوق العرق الأبيض. وقالت السناتور إيمي كلوبوشار المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة في تصريح لشبكة (سي.إن.إن) "خطابه (ترامب) لا يفيد. على الأقل يثير الفرقة بين الناس. إنهم يستخدمونه كذريعة". وفي عام 2016، صرح ترامب بعبارات خلال حملته الانتخابية مثل "أعتقد أن الإسلام يكرهنا" ثم أتبع ذلك بإجراءات بعد أسبوع واحد من توليه السلطة مثل حظر دخول مواطني دول مسلمة للولايات المتحدة. وبعد طعون أمام المحاكم، عدّلت الإدارة الأمريكية تلك السياسة. وأشارت النائبة الأمريكية المسلمة رشيدة طليب إلى أن بيانات حكومية تظهر ارتفاعا في جرائم الكراهية خلال السنوات العشر الماضية مستشهدة بإطلاق نار عشوائي في معبد يهودي وكنيسة للسود. وقالت رشيدة لشبكة "سي.إن.إن" "لا يمكنه القول إنها مجموعة صغيرة من الناس. نحتاج أن نتحدث علنا ضد هذا الأمر وأن يبدأ هو (الحديث)". وأضافت أن ترامب "يحتاج للقيام بشيء أفضل ... ينبغي له أن يتحدث علنا ويندد بهذا بصوت عال وشكل واضح تماما". وتقول بيانات لمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي إن جرائم الكراهية بالولايات المتحدة قفزت 17 بالمئة في عام 2017. *رويترز