لجأت الفعاليات الجمعوية بمنطقة سوس إلى الضغط على الحكومة المغربية من خارج البلد، بعد إعلان تنسيقية أكال للأرض في العاصمة الفرنسية باريس استعدادها للاحتجاج بدورها يوم ال13 من يناير الجاري، بساحة حقوق الإنسان قرب برج "إيفل" الشهير؛ وذلك تضامنا مع أهاليها القاطنة في سوس، والتي تعاني من "سلب للأراضي واعتداءات متواصلة للرحل"، على حد تعبير التنسيقية. الوقفة، التي تستعد لها التنسيقية، ناشدت الجالية المغربية في الديار الأوروبية للحضور، استجابة لنداء الوطن وتجسيدا للمواقف التاريخية التي سجلها مغاربة المهجر عبر التاريخ في الاصطفاف إلى جانب مطالب الشعب المغربي. وزادت، في نداء لها، بأن الدولة تنهج سياسة التهجير القسري في حق السكان الأصليين بتطبيقها لقوانين تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي بالمغرب. وأضاف النداء أن التضامن مع ضحايا مافيات الرعي الجائر والخنزير البري يقتضي الحضور إلى الساحة لإسماع صوت المحتجين، فيما جرى تحديد العديد من المدن المغربية التي ستشهد بدورها احتجاجات، وهي: الرباط والدار البيضاء وطنجة وأكادير والصويرة وتيزنيت وإفني ومراكش وتارودانت، ومناطق أخرى. وفي هذا الصدد، قال أكلدون إدباكريم، عضو تنسيقية "أكال أوروبا"، إنه "لا فرق بين أوروبا والمغرب، حيث الأرضية المؤسِسة للوقفة هي بيان مسيرة أكال بالدار البيضاء"، مشيرا إلى أن "التنسيقية تقوم بالتعبئة اللازمة من أجل توعية الناس بمشكل الأرض، لأنهم غير مستوعبين لطبيعة المشكل القائم". وأضاف إدباكريم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المخزن يدفع من أجل إفشال الوقفة، حيث ينظم تظاهرات احتفالية ب"إض إيناير" في زمن الوقفة نفسه"، مشددا على أن "أكال أوروبا غير تابعة تنظيميا لتنسيقية المغرب، لكن الاختلافات بسيطة وتكمن في طرق التدبير". وأوضح الناشط المقيم في فرنسا أن "الهدف من وقفة المهجر هو تدويل القضية، ثم هيكلة التنسيقية الأوروبية بشكل أفضل"، لافتا إلى أن "التعبئة انطلقت بجميع اللغات الأمازيغية والفرنسية والعربية في صفوف الناس، وتم توزيع المنشورات، وقد أكدت ما يقارب الخمسين جمعية مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية، في أفق التوصل بأجوبة بقية فعاليات المجتمع المدني". وتعتزم التنسيقية، التي تضم مئات الجمعيات الثقافية والتنموية في جهة سوس ماسة، برمجة عدة وقفات متفرقة في رأس السنة الأمازيغية أمام العمالات، فضلا عن مسيرة احتجاجية وطنية كبرى يوم 17 من فبراير 2019 بالعاصمة الرباط، مجددة استعدادها للحوار شريطة جديته وتناوله لمطالبها دون مراوغات وتسويف.