تقديم: يُعتبر الإعلام الدولي مفهوما شائكا شكّل على الدوام مجالا خصبا للبحث، ليس فقط بالنسبة لدارسي حقل الإعلام والاتصال، ولكن كذلك لمن يهتم بالعلوم الاجتماعية والسياسية، وقد حاول الباحثون، منذ قرون، إيجاد تعريف لكلمة مركبة تتشابك فيها عدة مجالات. لا نبالغ أدنى مبالغة إذا قلنا إن الإنسانية تنتقل الآن عبر عملية معقدة ومركبة صوب صياغة مجتمع عالمي جديد تحت تأثير الثورة الكونية، وهذه الثورة الكونية تأتي -في التعاقب التاريخي للثورات المتعددة التي شهدتها الإنسانية-عقب الثورة الصناعية. كانت البدايات الأولى للثورة الكونية تتمثل في نزوع ما أطلق عليه "الثورة العلمية والتكنولوجية" التي جعلت العلم -لأول مرة في تاريخ البشرية-قوة أساسية من قوى الإنتاج، تضاف إلى الأرض ورأسمال المال والعمل، وبالتدرج بدأت تتغير ملامح المجتمعات الصناعية المتقدمة في أسلوب الحياة، وأنماط التفكير، وأساليب الممارسة السياسية. ففي ظل المجتمع ما بعد الصناعي برزت الحاجة لنشر وتبادل الأنباء الدولية، وبدأت الحكومات ورجال الأعمال يشعرون بأهمية الأخبار بغية معرفة ما يقع في البلدان الأخرى وذلك لأسباب تجارية وسياسية، ما مهد لظهور وكالات الأنباء في العالم، ومن ثمة برزت أولى ملامح الإعلام الدولي. لاشك أن الطفرة النوعية التي شهدها العالم في بداية عقد التسعينيات في جميع المجالات الفكرية والاقتصادية والسياسية والثقافية ساهمت في عولمة الاتصال، وبالتالي ظهور "مجتمع الإعلام". وقد لعب الاتصال في عصر العولمة دورا بارزا على المستوى الخارجي، أي مجال السياسة الخارجية، وذلك بتكثيف قنوات التواصل بين الأنظمة السياسية بهدف إدارة الصراع بين الدول وتجاوز كافة مظاهر اللاتفاهم. المحور الأول: الإعلام الدولي.. متغيِّرات سياسية وتحولات جديدة يبدو أن وسائل الإعلام تمثل وسيلة فعالة توظفها الدول بغرض صناعة وتنفيذ سياستها الخارجية، وكذلك توظيفها في الحروب من أجل تعبئة الرأي العام لتدعيم قراراتها الداخلية والخارجية، والدعاية لأنظمتها السياسية بوصفها تلتزم بقواعد القانون الدولي وتمتلك الشرعية الدولية في حروبها ضد "الآخر"، الذي يمثل "دولة مارقة" لا تحترم القانون الدولي. أدت عولمة الاتصال إلى اندثار مفهوم سيادة الدولة كما هو متعارف عليه في أدبيات القانون الدولي. ويفرض إشكال عولمة الاتصال نفسه بقوة على الدول النامية في كل المجالات، خاصة السوسيولوجية والثقافية منها، التي تظهر في التأثر بنمط عيش معين أو تبني إيديولوجيات معينة، ولعل ما يزيد في تخلف الدول النامية هو تأخرها في امتلاك التكنولوجيا الاتصالية اللازمة. ويعاني النظام الاتصالي الدولي للدول النامية من عدم الإلمام بالتفرقة بين الوظيفة الإعلامية والاتصالية الدولية ومتطلباتها من جهة، والوظيفة الإعلامية والاتصالية الداخلية ومتطلباتها من جهة ثانية، ثم عدم الإلمام بين التخطيط السياسي والتخطيط الدعائي على المستوى الدولي، ينضاف إلى ذلك ندرة توفر الكوادر الإعلامية الصالحة لممارسة الإعلام الدولي. وتوجد ملاحظات عدة تخص الإعلام الدولي في الدول النامية، منها: اختيار الكوادر الإعلامية الدولية وفقا لشروط لا تتصل بالكفاءة في كثير من الأحيان، ندرة الخلفية الأكاديمية للعاملين في الإعلام الدولي، وضعف المؤسسات الإعلامية. كذلك عدم الربط في معظم الأحيان بين التخطيط والتنفيذ والمتابعة، وعدم توفر الإمكانيات المادية وإذا توفرت فإنه يساء استخدامها، وضعف الإلمام بخصائص المستقبل الأجنبي للرسالة الإعلامية. رغم أن للإعلام الدولي في هذا العصر دور مؤثر وفعال في حياة الأمم والشعوب، والدول والمؤسسات، لكن التغير الذي حصل في الإعلام في العقدين الأخيرين لم يكن مجرد حدث عادي وليس مجرد تطور تكنولوجي في وسيلة جديدة أو أسلوب متجدد، فالأمر يتجاوز كل المسميات لأنه ببساطة التوجه العالمي الجديد للإعلام. لقد أجرت مجلة Public Opinion Quarterly دراسة عن قراءات الزعماء الأمريكيين، حيث إن وسائل الإعلام التي تقرأ من قبل زعماء المؤسسات الأمريكية السياسية والاقتصادية ينظر إليها على أنها مصادر موثوقة في الحصول على المعلومات (1). فيما يتعلق بالقراءة المنتظمة للمجلات والمنشورات، يمكن القول بوجه عام إن TIME وThe New York Times Magazine وNewsweek هي الأكثر قراءة من قبل صناع قرار السياسة الخارجية الأمريكية. وتبين الدراسة أن وسائل الإعلام المكتوبة تقرأ بشكل كبير من قبل الزعماء الأمريكيين، وهذا يكوّن المدخلات اللازمة للنقاش على مستوى القمة والتفاوض الذي ينظر إليه الزعماء الأمريكيون على أنه مهم في تقرير المسائل السياسية. إن السعي للسيطرة على عقول الناس هو الهدف الأبرز في السياسات الإعلامية المعاصرة بخاصة لدى الشمال المتقدم، وأخذ هذا يتحقق إلى حدود ليس بالإمكان تجاهلها، وذلك بالسيطرة على الوسائل التكتيكية كالمعلومات والقصد منه ترويض وبرمجة الجمهور. إذا كانت الدعاية تحاول خلق منظومة فكرية جديدة يتبناها الفرد وتتبناها الجماعة، وهذه المنظومة تكون موجهة ومحددة المعالم، وكذا يمكن أن تخدم أغراضا إيجابية كما يمكن أن توظف في الجانب السلبي، فإن هذه الازدواجية في التوظيف هي مكمن الفرق بين الدعاية والتضليل الإعلامي. ويختلف التضليل الإعلامي عن التعتيم الإعلامي، ذلك أن التضليل يعمل على التركيز على أخبار غير مهمة وتهميش تلك التي من المفترض أن تحظى بكثير من الاهتمام. أما التعتيم الإعلامي فيعمل على عدم إدراج الخبر بالمرة وعدم ذكره ولو بإيجاز، بغرض عدم لفت الرأي العام إلى الحدث أو القضية المراد التعتيم عليها بتاتا. المحور الثاني: توظيف الإعلام الدولي في صناعة السياسة الخارجية يعد الإعلام الدولي وسيلة فعالة من وسائل السياسة الخارجية للدول، إذ أنه وسيلة كغيره من الوسائل الأخرى يسعى لتحقيق أهداف السياسات الخارجية من خلال المؤسسات الإعلامية الموكل إليها ممارسة الإعلام الدولي، وقيام البعثات الدبلوماسية بوظائف دعائية، كما قد يتم بذلك بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال وكالات الأنباء الدولية ولاسيما الواسعة الانتشار والصحف والمجلات الدولية والإذاعات الدولية. وكلما أمسكت وسائل الإعلام الوطنية الموجهة للخارج بزمام المبادرة، والسرعة في الحركة، وتماشت مع التطور العلمي والتقني كلما كانت أكثر فاعلية وتأثيراً وخدمة لأهداف السياسة الخارجية للدولة. لكن هذا يخضع لعدة مؤثرات أخرى يدخل ضمنها الإعلام المضاد، والخلفية الثقافية للمستقبل الأجنبي، التي تحدد مدى راجع صدى المادة الإعلامية الموجهة للمستقبل الأجنبي. وتزداد أهمية الإعلام الدولي كوسيلة من وسائل السياسة الخارجية بالنسبة للدول الكبرى، حيث تتزايد مصالح هذه الدول على المستوى الدولي ويتزايد دورها في السياسة الدولية، ولذلك فإنها تعمل على تقوية الوسائل المختلفة لسياستها الخارجية في سعيها لتحقيق مصالحها. وإذا كان هناك ارتباط بين السياسة الخارجية والسياسة الداخلية، فإن السياسة الخارجية تعد بشكل أو بآخر امتدادا للسياسة الداخلية. إن من سمات النظام الدولي أنه يتسم بالديناميكية والتغير المستمر، وتعمل الوحدات السياسية جاهدة على تغيير وسائلها وآلياتها لمواكبة التحولات الحاصلة فيه، فلم يعد النزاع مسألة مواجهة بين جيشين في مكان بعيد، بل أصبح النزاع يعتمد على وسائل الاتصال بالدرجة الأولى، ويلعب فيه الرأي العام المحلي والعالمي دورا فاعلا. لقد كتب "ريتشارد نيكسون Richard Nixon" في كتابه "ست أزمات" الذي نشره عام 1960 قائلا إن «القوة العسكرية حيوية ولكنها إن لم تدعم ببرامج اقتصادية وسياسية ودعائية فإنها ليست كافية أبدا». وجرى تجسيد ذلك حيث أصبح الإعلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوربا يسمى بالبعد الرابع، وذلك إضافة إلى العناصر التقليدية المعروفة من قبل وهي الاقتصاد، القوة العسكرية والدبلوماسية. لقد شنت الولاياتالمتحدةالأمريكية حربا شعواء على الاحتكارات الإعلامية الأوروبي بغرض إيجاد سوق عالمية واسعة أمام وسائل الاتصال الأمريكية، أي بمعنى أخر إعادة تقسيم الخارطة الإعلامية الدولية إلى مناطق نفوذ جديدة يكون للولايات المتحدةالأمريكية اليد الطولى فيها، تماشيا مع الدور القيادي للعالم الذي تريد أن تضطلع به بمفردها. لقد أكد Zbignew Bzrezinski (مفكر استراتيجي ومستشار للأمن القومي لدى الرئيس الأميركي جيمي كارتر بين عام 1977 و1981) هذا التوجه بقوله، "يتعين على الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن حققت تفوقها العسكري، أن تحافظ على هذا التفوق من خلال تحكمها في شبكات الاتصال الدولي". ويعد Bzrezinski من المنظرين الأوائل الذين أدركوا الدور المتنامي والمؤثر لوسائل الاتصال الجماهيري في العلاقات الدولية، ويجب أن يكون واضحا أن العامل الحاسم والمقرر في إدارة النزاع هو السياسي، بمعنى أن القيادة السياسية هي مركز صنع القرار المتعلق بالنزاع، ويبقى الاتصال عاملا متغيرا وتابعا للسياسي. إن من مهام الإعلام الدولي أنه ينقل على المستوى العالمي عناصر القوى التي يتمتع بها طرف الصراع ويصيغها في منطق إعلامي ملائم، وهكذا ينقل الإعلام الدولي طريقة إدارة الصراع من جانب الطرف المعني في مواجهة الطرف الآخر. كلما كانت هذه الإدارة قوية كلما ساعد ذلك الإعلام الدولي، لأنه يعكس القوة ويدعم ذلك إذا تمتع الإعلام الدولي في حد ذاته بالقوة. أي هنالك قوتان وهذه أحوالها: (2) قوة إدارة الصراع + قوة الإعلام الدولي. وكلما كانت الإدارة ضعيفة بشكل نسبي كلما أضعف ذلك من الإعلام الدولي، لأنه يعكس الضعف وحتى لو تمتع الإعلام الدولي في حد ذاته بالقوة، أي: ضعف إدارة الصراع + قوة الإعلام الدولي. المحور الثالث: الإمبراطوريات الإعلامية الدولية إن العديد من الشركات الدولية القوية غير الأمريكية نشيطة للغاية في السوق الإعلامي العالمي، وتنافس تلك الشركات غير الأمريكية هوليود ونيويورك رغم أنها تشاركهم نفس القيم التجارية، وتتمركز كل هذه الشركات في دول المركز وتعتمد بكثافة على المستهلكين الأجانب سواء أكانوا في دول المركز الأخرى أو في المناطق الهامشية أو شبه الهامشية. وقد استفادت هذه الشركات من التغيرات البنائية الجوهرية في التسعينيات والتي شجعت على الخصخصة والحد من تدخل الدولة في الوقت الذي كانت فيه تكنولوجيا الأقمار الصناعية والإنترنيت تنتشر بسرعة، ومثلما تسعى الشركات العالمية الأمريكية إلى الوصول للمستهلكين الأجانب في آسيا وأوروبا، فإن الشركات الأسيوية والأوروبية تحاول وبشدة الوصول إلى المستهلكين في أمريكا الشمالية، وذلك بإنتاج برامج ومنتجات إعلامية قادرة على جذب قاعدة كبيرة من المستهلكين مع تحقيق عائدات إعلانية قوية. (3) 1- مؤسسة تايم وورنر Time Warner: هي أكبر مؤسسة إعلامية في العالم، إذ تفوق مبيعاتها 25 بليون دولار، ثلثها من أمريكا والباقي من العالم، ويتوقع ارتفاع دخلها من خارج أمريكا إلى 50 في المائة، وتملك العديد من الأنشطة الإعلامية المتنوعة ومنها: 24 مجلة، ومنها مجلة Time الأمريكية. ثاني أكبر دار للنشر في أمريكا. شبكة تلفزيونية ضخمة واستوديوهات برامج وأفلام ودور عرض للسينما (أكثر من 1000 شاشة عرض)، وأكبر شبكة كابل تلفزيوني مدفوع في العالم. شركات أفلام في أوروبا. بعض القنوات التلفزيونية الدولية مثل: CNN , TNT, HBO 2- مجموعة برتلزمان Bertelsman: هي أكبر مجموعة إعلامية في أوروبا، وثالث أكبر مجموعة في العالم، ويتجاوز دخلها السنوي أكثر من 15 بليون دولار، وتتميز بأن لها تحالفات وتعاونا مع العديد من المجموعات الإعلامية الدولية في أوروبا واليونان، ولها العديد من الأنشطة الإعلامية، ومنها: قنوات تلفزيونية في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إضافة إلى استوديوهات سينمائية متعددة. مجموعة من الإذاعات الأوروبية. 45 شركة نشر للكتب بلغات أوروبية مختلفة. أكثر من 100 مجلة في أوروبا وأمريكا. 3- مجموعة فياكم Viacom : هي مجموعة إعلامية قوية في أمريكا، وربع دخلها السنوي 13 بليون دولار من خارج أمريكا، ولها نشاط كبير للتوسع الدولي، حيث لها أنشطة إعلامية عديدة، منها: 13 محطة تلفزيون في أمريكا. شركات إنتاج تلفزيوني وسينمائي وموسيقي. شركات نشر كتب. 4-مؤسسة ديزني Disney: لها دخل يفوق 24 بليون دولار، ولها حضور قوي في مجال الأطفال، بل تعتبر أكبر منتج لمواد الأطفال في العالم، تتوفر على: شبكة ABC التلفزيونية الضخمة في أمريكا. محلات تجارية باسم ديزني. دور نشر للكتب... 5- نيوز كوربريشن News Corporation: خامس أكبر مجموعة إعلامية في العالم من حيث الدخل (10 بليون دولار)، أسس المجموعة روبرت مردوخ وهو يهودي أسترالي الأصل أمريكي الجنسية، أنشطتها الإعلامية تشمل: 132 صحيفة و25 مجلة في أمريكا وأستراليا وبريطانيا. شركة فوكس للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، إضافة إلى 22 محطة تلفزيون. دور نشر للكتب. 6- مجموعة TCT: هي مجموعة إعلامية متخصصة في البث التلفزيوني عبر الكابل، وكذلك عبر الأقمار الصناعية من خلال نظام الاشتراكات، ولها وجود قوي في هذا الميدان، حيث تمتلك قمرين صناعيين للبث حول العالم، والدخل السنوي للمجموعة يفوق 7 بليون دولار. وهناك مجموعات إعلامية دولية أخرى على صنفين؛ الأول: يمثل النشاط الإعلامي جزءًا من نشاط أوسع للشركة الأم، والثاني: مجموعات إعلامية أصغر من حيث الدخل، وإلا فإنها إمبراطوريات إعلامية لا يقل دخلها عن بليون دولار سنويا، وأبرزها على الساحة الدولية: يونيفرسال: وتملكها مجموعة سيجرام الدولية، ويمثل دخل المجموعة الإعلامية 7 بليون دولار نصف عائدات الشركة الأم، وأبرز أنشطتها أعمال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والموسيقي ونشر الكتب. بولي جرام: تملكها شركة فيليبس، وأعمالها الرئيسة الإنتاج السينمائي والموسيقي، دخلها يتجاوز 6 بليون دولار. سوني للترفيه: وهي جزء من سوني للإلكترونيات اليابانية الضخمة، وهي متخصصة في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والموسيقي، ولها دخل يتجاوز 9 بليون دولار سنويا. جنرال إلكتريك: وهي من أكبر الشركات في العالم خصوصا في الكهرباء، وتملك شبكة NBC للتلفزيون والراديو، ودخلها يتجاوز 5 بليون دولار، ولها تحالفات مع شركات برامج كمبيوتر ميكروسوفت. مجموعة هولنجر (كندا): لها نشاط صحفي واسع، حيث تمتلك 60 صحيفة يومية. التلفزيون المباشر (Direct Tv): الأمريكي المملوك لشركة هيوز Huyes للإلكترونيات، والتي تمثل بدورها فرعا من جنرال موتورز، وهي شركة بث عبر الأقمار الصناعية (14 قمرا صناعيا) حول العالم وتصل إلى 100 دولة. أما اليابان فإنها رغم قوتها الاقتصادية إلا أنها متخلفة إعلاميا عن الغرب، وفيما عدى شركة سوني لا يوجد مؤسسات إعلامية دولية يابانية رغم وجود العديد من المؤسسات الإعلامية في اليابان (227 شركة من أكبر1000 شركة إعلامية في اليابان)، إلا أنها تركز على السوق الياباني المحلي. في حين تتوفر أمريكا اللاتينية على 4 مؤسسات إعلامية من الحجم الثاني ذات توجه دولي، وبالنسبة للشرق الأوسط وآسيا فلا توجد حتى مؤسسات من الحجم الثاني. (4) خاتمة: يحظى الإعلام الدولي بمكانة مهمة في النظام الدولي لأنه أداة فعالة لخدمة السياسة الخارجية والمساهمة في صناعة القرارات وإدارة الصراع بين وحدات النظام الدولي، ويرجع ذلك إلى العولمة الإعلامية التي فسحت المجال أمام ظهور إمبراطوريات إعلامية تتحكم في مفاصل النظام الدولي الجديد. وبالنهاية لابد من الاعتراف بأن النظام الدولي الجديد أثر -ولازال-في الإعلام الدولي بشكل كبير، حيث يوظف هذا الأخير من قبل الدول العظمى لتسويغ تدخلاتها العسكرية أو طريقة إدارة الشؤون الدولية وصناعة القرارات، بل يعتبر أيضا وسيلة فعالة لخدمة الأجندة السياسية للدول كيفما كان وزنها على المستوى الدولي، إضافة إلى أن أغلب الدول النامية بوصفها الحلقات الضعيفة في المنظومة الدولية تقوم بالدعاية لقرارات الإدارة الأمريكية حتى تحتمي بمظلتها في وقت الأزمات. مراجع: (1) للمزيد من التفاصيل عن الدراسة أنظر: محمد علي العويني، الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق، مكتبة الأنجلو المصرية للطبع والنشر، ط1، القاهرة، 1978، ص 67. (2) محمد علي العويني، المرجع السابق نفسه، ص 23. (3) عبد الرزاق محمد الدليمي، الإعلام الدولي في القرن الحادي والعشرين، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، ط1، 2011، ص 250. (4) رضا عبد الواجد أمين، الإعلام والعولمة، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2007، ص 135. * باحث في العلوم السياسية والتواصل السياسي