ألقت الشرطة المغربية بمدينة الدارالبيضاء القبض على عصابة تنبش القبور وتستغل الجثث في أعمال السحر والشعوذة، وأحيلت العصابة بشكل مستعجل على النيابة العامة بتهمة انتهاك حرمة الموتى ونبش القبور واستخراج الجثث والاتجار في عظام بشرية من أجل الشعوذة. وتم إيقاف المتهمين بعد إقدامهم على حفر قبور بعض الموتى بمقبرة يهودية وسط الدارالبيضاء واختفاء بعض العظام منها، وحامت شكوك رجال الأمن حول العاملين في المقبرة، خاصة بعض البنائين الذين يقومون بمجموعة من الإصلاحات بها، ليتم نصب كمين لأحدهم، وتوقيفه متلبساً بعد أن عبر عن استعداده برفقة صديق له، لجلب جمجمة ويدي جثة إلى أحد الزبائن، مقابل مبلغ 40 ألف درهم. واعترف المتهمون بتنفيذ مجموعة من العمليات المماثلة لفائدة بعض المشعوذين وعدد من زبائنهم، خاصة النساء الميسورات، اللواتي يرغبن في الحصول على أطراف جثة شخص كان يعتنق الديانة اليهودية لاستعمالها في أعمال السحر والشعوذة. وبعد اعترافهم ببيع أطراف الجثث لبعض المشعوذين والنساء، تم فتح تحقيق لاعتقال باقي المتهمين؛ لكن تحريات الشرطة أكدت أن أغلب المتعاملين مع المتهمين كانوا يترصدون أمام المقبرة لمعرفة العاملين بها، قبل أن يدخلوا في مفاوضات معهم تنتهي بالحصول على عظام الجثث. وتشكل أوضاع المقابر والمشاكل التي تطرحها داخل المدن مصدر انشغال كبيرا لدى المغاربة بسبب حالة الفوضى والتلاعبات التي تعاني منها المدافن إضافة إلى زحف العمران ولجوء البعض إلى السكن بالقرب منها، وتتعرض العديد من المقابر المغربية للتخريب والعبث وأعمال النهب والنبش، وتنتهك حرمتها من قبل المشعوذين الذين يستعملون أيدي الموتى في الوصفات السحرية ومن أجل فك السحر وطرد الجنّ، خاصة المقابر الشعبية التي توارى فيها جثث مجهولي الهوية.