احتشد العديد من المتشددين المؤيدين لاستقلال كتالونيا عن إسبانيا، وقطعوا عشرات الطرق في جميع أنحاء الإقليم الواقع شمال شرقي البلاد، احتجاجا على اجتماع الحكومة الإسبانية الذي سيعقد اليوم في برشلونة. ومن بين الطرق المقطوعة، طريق AP-7 الذي يعد الأكثر أهمية في الإقليم، إضافة إلى طرق أخرى في المقاطعات الأربع بالإقليم، ما أدى إلى ازدحام شديد في الطرق. ودعت إلى الاحتجاجات ما تسمى "لجان الدفاع عن الجمهورية" التي قام أنصارها بحرق الإطارات في منتصف الطرق وإعاقة السير بجذوع الأشجار. وبدأت الأحداث في الساعة 05.00 بتوقيت غرينتش، وامتدت إلى برشلونة، حيث قام المتشددون الداعون إلى الاستقلال بقطع طريق "دياغونال"، الذي يعد أحد الشرايين الرئيسية للعاصمة الكتالونية، وكذلك طريق "جران بيا". ويعمل مطار وميناء المدينة بشكل طبيعي، كما هو الحال في السوق المركزي بالعاصمة الكتالونية، ميركابارنا. وللتصدي لهذه الاحتجاجات، انتشرت الشرطة لتأمين المكان الذي ستجتمع فيه الحكومة الإسبانية، والذي حاولت مجموعات من النشطاء الوصول إليه. وستصادق الحكومة الإسبانية اليوم برئاسة الاشتراكي بدرو سانشيز في برشلونة على حزمة تدابير ذات مضمون اجتماعي، مثل رفع الحد الأدنى من الأجور بنسبة 22%، وزيادة رواتب موظفي القطاع الحكومي في عام 2019 بواقع 2.25%. وستعد هذه هي المرة الثانية التي يجتمع فيها سانشيز، الذي يتولى السلطة منذ يونيو من العام الجاري، مع حكومته خارج مدريد، بعد اجتماع آخر أجراه في أكتوبر الماضي في إشبيلية (جنوب). ومن المقرر عقد اجتماع ثالث في مارس المقبل في أليكانتي (شرق). وكان سانشيز اجتمع أمس برئيس إقليم كتالونيا، الداعم للاستقلال، كيم تورا، اتفقا فيه على تعزيز "الحوار الفعال" من أجل التعامل مع المطالب الكتالونية "في إطار القانون". واتفقت الحكومتان في البيان على "وجود خلاف بشأن مستقبل كتالونيا"، وبأنه "رغم الاختلافات بينهما على أصوله وطبيعته وطرق تسويته"، فإنهما تتفقان على إقامة "حوار فعال يفضي إلى مقترح سياسي يحظى بإجماع واسع في المجتمع الكتالوني". ولازالت العلاقات بين مدريدوبرشلونة مشوبة بتوتر سياسي مستمر بسبب الحركة الانفصالية، المدعومة من حكومة إقليم كتالونيا، وهو ما زج ب9 من قادتها في السجن بعد إعلان الاستقلال غير القانوني العام الماضي.