بدا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني غاضبا من الملف الذي أصدرته مجلة "جون أفريك"، والذي اعتبر حصيلة العدالة والتنمية في التدبير الحكومي خلال السنوات السبع الماضية "لا شيء"، مؤكدا أن الإنجازات الحكومية تكذب هذه المعطيات. واختار العثماني الردّ على ما اعتبرها "تصريحات وتلميحات صادرة عن البعض وتروج لمعطيات مغلوطة لا علاقة لها بالأرقام الرسمية"، مشيرا خلال افتتاح مجلس الحكومة، اليوم الخميس، إلى أن "بعض السياسيين يتحدثون عن أرقام معارضة للأرقام الرسمية، لكنها مغرقة في السلبية، وتصطدم بصخرة لغة الحقائق والأرقام الواقعية". ولمواجهة هذه المعطيات قدّم رئيس الحكومة ما اعتبرها مجموعة من المعطيات الرقمية التي تعكس التطور الذي عرفه المغرب على مستوى تحسين مناخ الأعمال وجلب الاستثمارات الأجنبية، والاهتمام الكبير لوفود عدد من الدول بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمار في المغرب. وأشار رئيس الحكومة، في هذا السياق، إلى زيارات عدد من الوفود، آخرها الوفد البلجيكي رفيع المستوى الذي ترأسته الأميرة البلجيكية أستريد، والذي ضم 500 شخص، من بينهم أزيد من 430 من رجال ونساء الأعمال. وسجل العثماني أن هذه الحركية ليست عفوية، "بل تأتي بفضل ريادة الملك في حفظ استقرار الوطن وفي ضمان إشعاعه إقليميا ودوليا، ونتيجة إصلاحات تحققت في بلادنا، كان لها تأثير إيجابي على عدد من المؤشرات، آخرها مؤشر ممارسة الأعمال الذي تحسن ب9 النقاط"، موردا أن المغرب "أصبح الثاني عربيا والثالث إفريقيا والأول على مستوى شمال إفريقيا في جلب الاستثمارات، إلى جانب مؤشرات أخرى تنم عن أن البلاد تتحسن بشكل مهم"، وزاد مستدركا: "دون أن ينفي ذلك وجود مشاكل نحن منكبون على معالجتها". رئيس الحكومة أكد تحسن تدفق الاستثمارات الأجنبية في المغرب التي بلغت، حسب إحصائيات مكتب الصرف، 37 مليار درهم خلال أشهر العشرة الأولى من هذه السنة، ما يعادل زيادة ب41 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، مبرزا أن هذا "جاء نتيجة جهد أطر وكفاءات من رجل ونساء مغاربة، أغلبهم يشتغلون في صمت، كل من موقعه، سواء في القطاع العمومي أو في المؤسسات الرسمية أو في القطاع الخاص أو في المجتمع المدني".