لأول مرة منذ تأسيسها سنة 1978، ينزل نوبير الأموي من قيادة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ويعتليها نائبه الدائم عبد القادر الزاير، وفق ما قرره المؤتمر الوطني السادس للتنظيم النقابي، ومرضٌ غيَّب الأموي قسرا عن جميع الأنشطة النقابية والحوارات الاجتماعية التي عقدتها المركزيات مع الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية. ويرى العديد من المتتبعين أن هذا التغيير لم يحمل جديدا على مستوى القيادة، بحكم أن الزاير كان هو الفاعل الرئيسي في النقابة العمالية بعد أن توارى الأموي، وهو ما دفع بالعديد من الأصوات الكونفدرالية إلى الانسحاب من المؤتمر، من بينها علال بن العربي، عقب خلاف بخصوص انتخاب الأمين العام عن طريق المؤتمر مباشرة أو من طرف المجلس الوطني. وحصل الزاير على غالبية مطلقة من أصوات المؤتمرين والمؤتمرات بلغ عددها 1138، فيما حصل البرودي محمد على 16 صوتاً من مجموع الأصوات المعبر عنها، وسط انقسامات حادة بين المكونات السياسية للمركزية النقابية. وتراهن الكونفدرالية، التي تضم أصواتا يسارية عديدة، على توحيد الرؤى بخصوص المستقبل، خصوصا في ظل غياب أي بوادر حقيقية لعودة الحوار الاجتماعي، وضعف امتداد النقابات في الأوساط العمالية مقارنة بالسنوات الماضية، فضلا عن سؤال التشبيب الذي يظل الشغل الشاغل لأعلى سلطة في البلاد دون أن تتمكن التنظيمات الحزبية والنقابية من الاستجابة إليه. وفي هذا الصدد، قال عبد القادر الزاير، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن "مستقبل العمل النقابي في المغرب أمر مؤرق في الحقيقة"، مشيرا إلى أن التطورات التي يعيشها العالم، وبروز مفهوم "الشغل الجديد"، وتنظيمات اجتماعية جديدة، كانت موضوع ندوة دولية نظمتها الكونفدرالية قبل المؤتمر بأيام. وأضاف الزاير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الوضعية الحالية للطبقة العاملة مقلقة؛ إذ تعاني عدم الاستقرار وغياب الحماية الاجتماعية، والتشتت، فضلا عن ضعف الأجور والبطالة؛ ما يفرض أجندة نضالية تراعي التنسيق والتوحيد، وتقييم السابق، وتصحيح الأخطاء التي ارتكبت". وبخصوص مآل الحوار الاجتماعي، قال الفاعل النقابي ذاته: "لا جديد إلى حدود اللحظة من طرف الحكومة، وهي بمثل هذه السلوكات والصمت المطبق لا تسعى سوى إلى ربح الوقت"، مشددا على "أنها لا تملك ما تقدمه للشغيلة المغربية، وهو ما يجعل النقابات أمام شيء واحد هو الضغط من أجل تحقيق المطالب وانتزاع الحقوق".