أعرب رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق، الأمير تركي الفيصل، عن تشكيكه في مصداقية أي تقرير يصدر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يجرم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وذكر العديد من وسائل الإعلام، من بينها صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز، أن وكالة الاستخبارات المركزية خلصت إلى أن "ولي العهد أمر باغتيال الصحفي في القنصلية السعودية بإسطنبول، في الثاني من أكتوبر الماضي"، ما يتناقض مع النسخة السعودية التي تفيد ب"عدم تورطه". ولدى مسؤولي الاستخبارات المركزية الأمريكية، المشتهرة اختصارا بتسمية "سي آي إيه"، ثقة عالية في ما توصلوا إليه استنادا إلى مصادر استخباراتية عديدة، حسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في 16 نونبر الجاري. وذكرت وكالة أنباء "بلومبرغ" أن تركي الفيصل قال، في حوار بأبو ظبي، إن "وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أثبتت كونها خاطئة من قبل"، وضرب مثالا بغزو العراق. وقال الأمير إن "التأكيدات التي صدرت قبل غزو العراق عام 2003، من جانب وزير الخارجية الأمريكي الاسبق كولين باول فيما كان رئيس الاستخبارات الأسبق جورج تينيت يجلس خلفه مباشرة، مفادها أن العراق يصنع أسلحة كيميائية، ولكن ثبت أنه خاطئ للغاية". كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح، أول أمس الخميس، بأن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية لم تخلُص إلى أن ولي العهد السعودي هو الذي أصدر الأمر بقتل خاشقجي. وأضاف: "لم يتوصل أحد لذلك ... لا أدري إن كان باستطاعة أي شخص أن يستنتج أن ولي العهد فعل ذلك". واوضح الفيصل، من جهته، إن وكالة الاستخبارات الأمريكية ليست بالضرورة أفضل مقياس على تقرير أو تقييم استخباراتي موثوق به، وزادت الشخصية الرئيسية في العلاقات الأمريكية السعودية خلال ثمانينيات القرن الماضي، بصفة رئيس مخابرات الرياض ثم سفير للسعودية لدى واشنطن، أن "العلاقات بين الحلفاء تواجه تحديا كبيرا". "ما يجري يقارن بالفترات العصيبة السابقة، مثل التشويه واسع النطاق لسمعة المملكة العربية السعودية في أعقاب هجمات الحادي عشر من شتنبر 2001 بالولايات المتحدةالأمريكية"، يشدد الأمير تركي الفيصل.