قال خبير عسكري إسرائيلي، إن الجولة القتالية الأخيرة في قطاع غزة أسفرت عن انتصار كاسح لحركة "حماس"، وسيكون لها الكثير من التبعات السلبية في جبهات أخرى مختلفة. وأوضح المحرر المسؤول في مجلة "يسرائيل ديفينس" للعلوم العسكرية، عمير ربابورت، أنه قد ظهر واضحًا في أقل من 24 ساعة بأن حماس سجلت انتصارًا في هذه الجولة العسكرية القصيرة، ويمكن وصفه ب "النصر الاستعراضي". وأردف ربابورت: "الانتصار العسكري الذي سجلته حماس أخذ عدة أبعاد ومجالات، سيكون لها تأثيرها المستقبلي، سواء على عمليات عسكرية قادمة في غزة، أو أماكن أخرى في المنطقة". واعتبر أن أبرز محاور انتصار حماس، "أخذ الحركة زمام المبادرة الذي بدأته منذ ثمانية أشهر من خلال المسيرات الشعبية، والبالونات الحارقة، وإطلاق القذائف الصاروخية بين حين وآخر، أما إسرائيل من جهتها فكانت تلجأ دائمًا للتهدئة، وكذلك هذه المرة". وشدد على أن "قذائف حماس البدائية أثبتت هذا الأسبوع أنها قادرة على تحدي منظومة القبة الحديدية المتطورة، رغم الفجوات التكنولوجية الهائلة والكبيرة بين حماس وإسرائيل". وتابع: "نجحت حماس في الاستمرار بإطلاق الصواريخ دون إزعاج، رغم وسائل جمع المعلومات والكثافة النارية المتطورة لدى الجيش الإسرائيلي". ورأى أن حماس "أخذت دروسًا" من الجولات العسكرية السابقة، مبينًا: "فقد ركزت صواريخها في المناطق الإسرائيلية السكنية، خاصة عسقلان، ونجحت في اختراق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية عدة مرات". واستدرك: "وجاء إطلاق صاروخ الكورنيت على الحافلة العسكرية الإسرائيلية شرق غزة، ليؤكد أن الحركة بحوزتها أسلحة ذكية". وأضاف: "الرؤوس المتفجرة الموجودة ضمن هذه القذائف سببت أضرارًا هائلة، ولعل هذا درس لإسرائيل تستفيد منه في مواجهة مستقبلية مع حزب الله". وأوضح أنه "استمرارًا لمعركة الوعي التي تخوضها إسرائيل مع حماس، فقد ظهرت الحركة في جولة القتال الأخيرة أنها على غير الصورة النمطية التي تروجها إسرائيل بأنها مجموعة من الإرهابيين، بل نحن أمام جيش نظامي مدرب ومؤهل، يتلقى تعليماته من مستواه السياسي، وظهرت حماس متحكمة في مستوى النيران". وبيّن الخبير العسكري، أن "حماس نجحت في تجيير الصورة الختامية للجولة العسكرية الإسرائيلية لصالحها، سواء من خلال المشاهد الاحتفالية في قطاع غزة عقب انتهاء القتال، مقابل المظاهرات الاحتجاجية الإسرائيلية، أو من خلال خطاب الاستقالة لوزير الحرب أفيغدور ليبرمان". واستطرد: "الانتصار الذي حققته حماس في الجولة القتالية الأخيرة، محا ما تبقى من الردع الإسرائيلي، وأثبتت هذه المعركة القصيرة أن إسرhئيل هي المردوعة، وليس الحركة، ولذلك فإن هذه الصورة السيئة، ستلقي بظلالها السلبية على إسرائيل والجبهة الشمالية". وذكر أن "الكابينيت الإسرائيلي المصغر ربما فضل مواجهة بعض المظاهرات الإسرائيلية الاحتجاجية والانتقادات الصحفية على تشكيل لجان تحقيق بعد حرب جديدة في غزة، تقضي على مستقبلهم السياسي".