يعتبر النهائي رقم 62 في سجل كأس العرش، ضمن "أرشيف" المسابقة الكروية الأغلى محليا، بعد استقلال المغرب، ذلك الذي سيجمع فريقي نهضة بركان والوداد الرياضي الفاسي، لكتابة فصل آخر من فصول "الملحمة"، حيث يحتضن ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الأحد، مشهدا ختاميا "استثنائيا"، سيعرف تتويج أحد طرفيه باللقب لأول مرة في تاريخهما. ولأن تاريخا جديدا سيكتب بين بركانوفاس، فإن "هسبورت" استحضرت ثلاثة من النهائيات المميزة ضمن كأس العرش، خرجت عن المألوف وظلت راسخة في الأذهان. نونبر 2002.. مجد مدينة لطالما شكلت منافسات الكؤوس المحلية فرصة للفرق المغمورة من أجل التعريف بها على أعلى مستوى ومقارعة نظيرتها من النخبة، إلا أن ملحمة كأس العرش للموسم الكروي المغربي1999/2000، لم تتوقف عند مفاجأة أدوار أولى أو إقصاء أحد الفرق المرشحة للتتويج، فحسب، وإنما تعرف الرأي العام الرياضي المغربي على فريق يدعى "مجد المدينة"، قادم من الدارالبيضاء، حيث الرجاء والوداد، من أجل أن يرفع الكأس الغالية في نهائي تاريخي واستثنائي. مجد المدينة، الذي كان ينتمي حينها للقسم الثاني، تمكن في نونبر 2002 من دخول سجلات الكأس، كثالث فريق ينتمي إلى الدرجة الثانية، يحقق اللقب، بعد الجيش الملكي (1959) والجمعية الرياضية لمركزية الحليب (1983)، وذلك بعد مشوار شاق وطويل. شاءت الأقدار أن تحتفل المدينة العتيقة في البيضاء، بتتويج آخر، على غير العادة، بعد أن رأت فريق "المجد" يزيح في طريقه أبطالا سابقين، بداية بالرجاء الملالي، ثم النادي المكناسي، قبل هزم النادي القنيطري في نصف النهائي، ليصطدم بالنهضة السطاتية في المباراة النهائية، التي تم برمجتها، سنتين بعد ذلك، في العاصمة الرباط. على الورق، كانت تحمل النهضة إرث الماضي التليد، الذي شهد تتويجها باللقب سنة 1969، ناهيك عن النهائيين الذين خاضهما الRSS في سنتي 1967 و1970، لكن واقع كرة القدم كان له رأي آخر، حيث تقدم رفاق هشام جويعة ندا قويا، في عشية شهدت أيضا برمجة نهائي بين الوداد الرياضي والمغرب الفاسي، عن الموسم الكروي 2000/2001. تسرب الإحباط إلى نفوس رفاق الحارس الدولي ادريس بنزكري، رغم رد الإيفواري داهو على هدف جويعة المبكر، حيث إن الأخير توج نجما للمباراة النهائية، بعد أن فصلت ركلات الجزاء الترجيحية في مصير الكأس، التي عادت إلى البيضاء في ليلة فقد فيها "الماص" الكأس الأخرى لصالح الوداد. نهائي فاس 2007.. كاد يفعلها الرشاد! فريق آخر قادم من البيضاء، يدعى الرشاد البرنوصي، ويحمل صفة "الدرجة الثانية"، ذلك الذي تقدم بشبابه إلى مقارعة فريق الجيش الملكي، المثقل بالألقاب على مستوى كأس العرش، وذلك في نهائي "تاريخي" احتضنه على غير العادة، ملعب فاس الكبير، الذي فتح أبوابه بالمناسبة. أزاح الرشاد البرنوصي، في طريقه، كل من شباب المحمدية، نهضة سطات، أولمبيك خريبكة، المغرب التطواني، ثم الكوكب المراكشي في نصف النهائي، بجيل من الشباب الواعد، في مقدمتهم سمير الزكرومي، اسماعيل كوشام، الطاهر الدغمي ومحسن هايداغا..يقودهم الإطار نور الدين حراف. نهائي 25 نونبر، كان سجالا قويا بين الفريقين، في أجواء رائعة بالعاصمة العلمية للمغرب، حيث ارتأى "البرانصة" إلا أن يفتتحوا حصة التسجيل، بعد كرة منفذة من الركنية، تصدى لها عاتق شهاب، مدافع الجيش الملكي، ليغالط مرمى حارسه طارق الجرموني..1/0 لصالح الفريق "البيضاوي" أمام دهشة "العساكر" بقيادة الراحل مصطفى مديح. خبرة لاعبي الجيش الملكي في التعامل مع هذا النوع من المباريات، جعل الفريق يعود في النتيجة عن طريق البديل مصطفى علاوي، الذي عدل النتيجة، ربع ساعة قبل نهاية المباراة، ليستمر التشويق إلى غاية ركلات الجزاء، الأخيرة ابتسمت للمرة التاسعة لصالح الرباطيين، بعد أن أضاع كوشام ركلة الجزاء الثالثة لصالح الرشاد، إلا أن الأخير ترك انطباعا جيدا لدى الرأي العام الكروي المغربي، مما ساهم في بروز جل الأسماء التي كانت تحمل ألوانه، بعد ذلك، داخل أندية وطنية كبرى. ديربي "سايس" 2011.. قصة ثأر تاريخي طال انتظار الفاسيين من أجل الثأر من هزيمة نهائي كأس العرش لسنة 1966، ذلك الذي جمعهم آنذاك ب "الجار" النادي المكناسي، حينها بقيادة بوشعيب وحمادي حميدوش، الثنائي الذي صنع لقب "الكوديم" الوحيد على مستوى الكأس الفضية. 45 سنة بعد ذلك، أضحى "الماص" يعيش أحد أزهى فتراته، بقيادة المدرب رشيد الطاوسي، المتوج معه بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية، قبل خوض نهائي كأس العرش، مجددا، في مواجهة "الكوديم"، بقيادة عبد الرحيم طاليب، في مباراة احتضنها ملعب الأمير مولاي عبد الله ولم ترق إلى المستوى الكروي المطلوب، حيث غلب عليها الطابع "التكتيكي". في طريق الثلاثية، شاء الطاوسي أن يترك بصمته، حين أدخل البرازيلي جيفيرسون من أجل إنهاء مسلسل الكأس الفضية، بهدف حاسم في حدود الدقيقة 73، أهدى به اللقب الثالث ل"الماص"، قبل أن يعرج صوب تونس، من أجل خطف كأس "السوبر" الإفريقية من قلب ملعب رادس، أنهى به قصة ثلاثية تاريخية لرفاق الحارس أنس الزنيتي. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيين زوروا Hesport.Com