يسعى المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم إلى تحقيق نتيجة الفوز خلال مواجهته لنظيره الكاميروني، يوم غد الجمعة بالمركب الرياضي محمد الخامس في الدارالبيضاء، برسم الجولة الخامسة ما قبل الأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019، من أجل تصدر المجموعة الثانية والظفر بالبطاقة الوحيدة. وسيدخل المنتخب المغربي هذه المباراة تحت شعار "لا بديل عن الفوز"؛ فالخسارة ممنوعة على الفريق الوطني، الذي يعتبر مباراته ضد الكاميرون الجسر الذي سيوصله إلى التأهل، دون انتظار المباراة الأخيرة ضد منتخب مالاوي. وأي نتيجة غير الفوز في هذا اللقاء ستقلص آمال المنتخب المغربي في التأهل إلى الأدوار النهائية للعرس الإفريقي، خصوصا وأن منتخب المالاوي، ثالث المجموعة بأربع نقاط، يتحين الفرصة لتعزيز مركزه وهو يحل يوم السبت ضيفا على منتخب جزر القمر، متذيل الترتيب الذي فقد كل الآمال في التأهل، قبل استضافة المنتخب المغربي في الجولة الأخيرة يوم 22 مارس المقبل. وبكل تأكيد، فإن فوز منتخب المالاوي على جزر القمر بميدان هذا الأخير سيقوض مصالح المنتخب الوطني، ولا يخدم أبدا الرهان الذي يتطلع إليه، وأي نتيجة سلبية للمالاوي ستسهل مأمورية أسود الناخب الوطني، هيرفي رونار. وبناء على ذلك، سيكون المنتخب الوطني مطالبا بالفوز، وإلا سيكون ملزما بالبحث عن التأهل في مباراة السد بالعاصمة المالاوية ليلونغوي في الجولة الأخيرة إذا فاز الأخير على جزر القمر، وهو أمر وارد في ظل المستوى المتواضع لمنتخب جزر القمر الذي تبخرت آماله في حجز البطاقة. وفي حال تعادل المنتخب المغربي أمام الكاميرون، وفازت المالاوي على جزر القمر، فسيرتفع رصيد أسود الأطلس إلى ثماني نقاط، مقابل سبع للمالاوي، الأمر الذي سيصعب مهمة أصدقاء بنعطية، ويفرض عليهم البحث عن التأهل في ملعب مالاوي في لقاء مصيري للمنتخبين معا. أما إذا انهزم المنتخب الوطني أمام الكاميرون (7 نقاط)، وفازت المالاوي على جزر القمر (7 نقاط)، فسيتعين على أشبال هيرفي رونار انتزاع الفوز بملعب المالاوي إذا أرادوا التأهل، وحتى إذا فازت العناصر الوطنية على الكاميرون، وفازت المالاوي على جزر القمر، فإنها ستذهب إلى الملاوي لتفادي الهزيمة. انتصار المغرب سيمنحه بطاقة التأهل إلى النسخة المقبلة من البطولة، خاصة في حال تعادل مالاوي مع جزر القمر. وحتى في حال انتصار مالاوي الثالث في الجولة الأخيرة، فإن فوز المغرب أمام الكاميرون سيضمن تأهله بأكثر من 90 في المائة، لأن مالاوي سيكون بحاجة إلى الفوز على أسود الأطلس في الجولة الختامية بأربعة أهداف نظيفة، بعد خسارته ذهابا بالمغرب بثلاثية، ليعبر إلى النهائيات. والأكيد أن المنتخب المغربي يحتفظ بحظوظه كاملة في انتزاع ورقة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا على الرغم من أن المباراة لا تبدو سهلة وستكون مفتوحة على كل الاحتمالات. ولا شك أن هذا اللقاء سيتسم بالندية والإثارة، خاصة وأن المواجهات بين الفريقين غالبا ما تكون قوية ومثيرة بالنظر لتقارب المستوى الكروي في القارة الإفريقية. ولكن لا ينبغي أن يزيد هذا المعطى من الضغط على اللاعبين، المطالبين بالتعامل باحترافية كبيرة في مباراة الجمعة، وهو ما يتطلب تركيزا ذهنيا كبيرا ولياقة بدنية عالية لتفادي النقص على هذين المستويين الذي لوحظ خلال المباراتين الأخيرتين؛ إذ فقد اللاعبون التركيز بعد أن استعصى عليهم التسجيل مبكرا ودخلوا بعدها في شك من أمرهم. الأهم الآن هو أن اللاعبين واعون تماما بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم أكثر من أي وقت مضى، وبضرورة السيطرة على أعصابهم داخل رقعة الملعب والتصرف باحترافية لتجنب الهزيمة بسبب جزئيات بسيطة. ولا شك أن هذه المباراة ستتحكم فيها مجموعة من العوامل والجزئيات الخارجة عن الإعدادين التقني والبدني، وأن نتيجة الذهاب كانت واحدة من إفرازات خارجة عن سياق التكتيك مرتبطة بعاملي التركيز والصفاء الذهني المطلوب بقوة على امتداد دقائق وثواني بل وأجزاء المائة من هذه المواجهة الحاسمة. وكما في باقي المباريات المصيرية، سيكون الطرف الأكثر استعدادا ذهنيا هو المرشح للفوز. وسيتعامل الناخب الوطني، على الرغم من بعض الغيابات الاضطرارية، مع هذا التحدي الجديد بتشكيلة متكاملة، خاصة مع تواجد أهم اللاعبين الذين يشكلون مفاتيح اللعب داخل النخبة المغربية انطلاقا من حارسي المرمى بونو والمحمدي، اللذين يوجدان في قمة مردوديتهما هذا الموسم واللذين أعطيا ويعطيان التوازن للدفاع، إلى جانب المهدي بنعطية، الذي بات من المعول عليهم كثيرا داخل النخبة الوطنية. *و.م.ع