تحوّلت الوقفة الاحتجاجية التي نفذها مئات تلاميذ المؤسسات التعليمية بالرباطوسلا أمام مقر البرلمان في العاصمة إلى فوضى، بعد إقدام تلاميذ على كسْر الزجاج الخلفي لسيارة ومحاولة الاعتداء على سائقتها. وشهد شارع محمد الخامس بالرباط كرّا وفرّا بعد إقدام تلاميذ على نزع أحد الأعمدة التي تُعلق عليها الرايات أمام البرلمان، والطواف به وسط الشارع، قبل أن تنشب مشاداة بين بعض التلاميذ، فيما صعد آخرون الأعمدة الكهربائية وحاولوا العبث بالمصابيح. قوّات الأمن المكوّنة من عناصر القوات المساعدة وعناصر الشرطة ظلت تراقب الفوضى التي أحدثتها التلاميذ، واقتحامهم الرصيف المجاور لمقر المؤسسة التشريعية، دون أن تبادر إلى التدخل. ودخلت مجموعة من التلاميذ في مشادة مع أحد عناصر الشرطة، إثر محاولته إبعاد تلميذة عن الاقتراب من سياج حديقة البرلمان، قبل أن يتدخل مسؤولون أمنيون لتهدئة الوضع. ووفد التلاميذ المشاركون في الوقفة الاحتجاجية أمام مقر البرلمان من المؤسسات التعليمية الثانوية الإعدادية والثانوية التأهيلية من الرباط ومن سلا. وتسبّب وفود مئات التلاميذ من سلا مشيا على الأقدام عبر قنطرة الحسن الثاني إلى اضطراب حركة سيْر الترام على مستوى الخط الثاني، الرابط بين محطة مولاي يوسف بالرباط والحسن الثاني بسلا. وجدّد التلاميذ المشاركون في الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان شعارات كالتي رفعها التلاميذ في مسيرات احتجاجية في مختلف مدن المغرب يومي الجمعة والسبت الماضيين، وتتمحور حول "إسقاط الساعة الإضافية". التلاميذ المحتجون أمام البرلمان استهلوا شكلهم الاحتجاجي بتوجيه رسالة إلى عناصر الأمن بترديد شعار "مظاهرة سلمية.. لا حجرة لا جنوية"، ثم رددوا شعارات من قبيل "الشعب يريد إسقاط الساعة"، "العثماني هو السبب لا درنا الشغب"، في حين رفع بعضهم شعارات تحمل عبارات نابية. وكان لافتا وجود تلاميذ ملثمين ضمن المحتجين، بعضهم يحمل شعار "الالتراس"، وتزعموا التلاميذ الوافدين من المؤسسات التعليمية نحو البرلمان؛ وهو ما جعل بعض المتابعين يفسّرون الأمر بوجود جهات تحرض التلاميذ على الاحتجاج، لكن تلاميذ نفوا في حديثهم لهسبريس وجود جهة تحرضهم. "حنا جينا نعبرو على الرأي ديالنا ونطالبو المسؤولين يحيّدو الساعة الإضافية، وما كاينش شي واحد اللي كيقولينا نحتجو"، يقول تلميذ، قبل أن تقاطعه زميله له بالقول: "حتى واحد مكيحرضنا، أنا ماما قالتلي ما تقرايش تا يحيّدو الساعة". وعلى الرغم من أن وزارة التربية الوطنية أقرت توقيتا جديدا يبدأ من الساعة الثامنة والنصف صباحا، عوض الساعة التاسعة، فإن التلاميذ المحتجين يقولون إن هذا التوقيت أيضا لا يناسبهم، مطالبين بالعودة إلى التوقيت المدرسي الذي كان معمولا به قبل تطبيق الساعة الإضافية. وقال تلاميذ إنّ تحديد وقت الخروج من المؤسسات التعليمية في الساعة السادسة والنصف لا يلائمهم، لأنه لن يترك لهم متّسعا من الوقت في المساء للقيام بأنشطة أخرى، كالاستفادة من دروس الدعم والتقوية، على حد تعبيرهم. ويبدو أن الاضطرابات التي أحدثتها قرار الحكومة بالاستمرار في العمل بالتوقيت الصيفي طيلة السنة إلى السير العادي للدراسة ستستمر، إذ توعد التلاميذ المحتجون الحكومة بالاستمرار في مقاطعة الدراسة والاحتجاج إلى حين "إسقاط الساعة الإضافية".