شهد العرض ما قبل الأول للشريط السينمائي المغربي الجديد "ولولة الروح"، لمخرجه عبد الإله الجوهري، مساء أمس الخميس بسينما ميغاراما، بالدارالبيضاء، حضور الممثلين سعيدة باعدي، وجيهان كمال، ومحمد الرزين، وحسن باديدا، وعبد النبي البنيوي، وعبد الحق بلمجاهد؛ بينما غاب بنعيسى الجيراري، إضافة إلى عدد من المهتمين والمتتبعين. ويحكي الفيلم الذي أنتجه بوشتى الإبراهيمي، وكتب سيناريوه عثمان أشقرا، قصة شاب يدعى إدريس، تخلى عن دراسة الفلسفة والتحق بالشرطة بداية سنوات السبعينيات، برتبة ضابط، قبل أن يتم تعيينه بخريبكة المشبعة بثقافة النضال والعيطة وعبيدات الرمى؛ وهناك سيتعرف على الشيخ الروحاني الذي يتأسى على أيام العز الفائتة بالإفراط في الشراب وحساب النجوم فوق سطح بيته، رفقة عشيرته الشيخة الزوهرة. وفي خضم أحداث الشريط، يتم اكتشاف جثة فتاة شقراء مجهولة الهوية. يحاول الضابط الجديد البحث عن أسرار ودوافع الجريمة، لكنه يجد نفسه أمام لغز كبير، فالكل يتحدث عن الفتاة دون أن يعرف من تكون، خاصة الشيخ الروحاني وخربوش الكويلة، من خلال ترديد لازمة: "مشفتو الغزال آهيا الصيادة / ما شفتو الخليل آصحاب الليل / الشهيبة بنت الفاسي مدوخة راسي"، لتبقى الأسئلة معلقة: من تكون هذه القتيلة؟ وما علاقتها بالزمان والمكان...؟. ومن أقوى لحظات الفيلم، حسب القائمين عليه، الاصطدام الذي سيحدث بين إدريس، الطالب السابق في شعبة الفلسفة، بكلية الآداب بالرباط، مع مناضل يساري ضمن الحركة الطلابية، خلال التحقيق في جريمة قتل المذكورة، خصوصا أنه عُين بخريبكة لاعتقال بعض رفاقه السابقين من المناضلين اليساريين، وفي الآن نفسه يتعرف على الشيخ الروحاني وعشيرته الشيخة الزوهرة، ليكتشف معهما فن العيطة ومعاني الحكمة والوفاء للمبدأ. وقد نال هذا الفيلم عدة جوائز داخل وخارج المغرب، كان آخرها جائزة مسابقة الفيلم الطويل في مهرجان الإسكندرية 2018، حيث حصل على جائزة أحسن سيناريو لعثمان أشقرا، وأحسن ممثلة لسعيدة باعدي. ويعد فيلم "ولولة الروح" للمخرج والناقد والصحافي عبد الإله الجوهري، إبداعا جديدا يحتفي بفن العيطة، ويحاول رد الاعتبار لمرحلة تاريخية مر بها المغرب المعاصر وكذا للسينما الوطنية. الفيلم (93 دقيقة) من إنتاج بوشتى فيزيون، وتشخيص يوسف عربي، وسعيدة باعدي، وجيهان كمال، ومحمد الرزين، وحسن باديدا، وعبد النبي البنيوي، وعبد الحق بلمجاهد، وصلاح ديزان، وبنعيسى الجيراري، وسيناريو عثمان أشقرا، وتصوير علي بنجلون، وومونتاج محمد الوزاني، وصوت محمد عواج، وموسيقى نسيم حداد.