ودعت مصر الكاتب والإعلامي البارز حمدي قنديل بعد أن وافته المنية، عن عمر ناهز 82 عاما بعد صراع مع المرض. وحمدي قنديل (مواليد 1936، محافظة الشرقية يصنف ضمن جيل الرواد في الصحافة المصرية، إذ حفلت مسيرته المهنية بالعديد من العلامات البارزة في مختلف مجالات الإعلام (المرئي، والإذاعي، والورقي). وترك قنديل دراسة الطب منحازا لدراسة الآداب في ستينيات القرن الماضي، وعمل صحفيا في جريدة "أخبار اليوم" المملوكة للدولة، قبل أن يعرض عليه الصحفي الكبير الراحل مصطفى أمين (1914 1997) العمل محررا في مجلة "آخر ساعة". وكان قنديل من أوائل الإعلاميين في مصر الذين ربطوا بين الصحافة الورقية والتلفزيونية، من خلال تقديم برنامج تلفزيوني يستعرض تناول الصحف للأحداث السياسية بالنقد والتحليل. وتميز أسلوب قنديل بالعرض الأدبي المميز للقضايا السياسية الشائكة، ما أضاف لها بعدا مشوقا في السرد والتحليل، إذ قدم برنامجين متلفزين كانت لهما شعبية عربية طاغية آنذاك، وهما "رئيس التحرير" على التلفزيون المصري، و"قلم رصاص" على تلفزيون الإمارات. وعقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2003، تم إيقاف برنامج "رئيس التحرير"، بعد أن شن قنديل هجوما شديدا على "صمت وضعف الحكومات العربية" آنذاك، ما اضطره إلى السفر للإمارات، وتقديم برنامج "قلم رصاص" الذي استمر 5 سنوات.. وكان قنديل عضوا في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، واختاره مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية "شخصية العام الإعلامية" في 2013، عن مجمل عطاءاته المهنية البارزة على مدى نحو 6 عقود. كما لعب دورا سياسيا بارزا خلال فترة حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك (1981 2011)، حيث عمل متحدثا باسم الجبهة الوطنية للتغيير، والتي كان أحد مؤسسيها البارزين محمد البرادعي، وكان له حضور في الثورة الشعبية بمصر عام 2011. وكما كانت حياة قنديل المهنية حافلة بالمحطات، جذبت أيضا حياته الشخصية أنظار مختلف وسائل الإعلام في مصر، نظرا لزواجه بالفنانة الشهيرة نجلاء فتحي، صاحبة لقب "عروس السينما المصرية". وتوشحت بالسواد عدد من الحسابات الشخصية لسياسيين وإعلاميين بارزين في مصر وعدة دول عربية، إذ نعاه عبر منصات التواصل الاجتماعي الكثيرون، بينهم وائل الإبراشي، وعمرو الليثي، وشريف عامر، والإعلامية اللبنانية ليليان داود، والفلسطيني عبد الباري عطوان، والسعودي مالك الروقي.