عاشتْ سماء مدينة مراكش، صباحَ اليوم، أجواء الحرب بعدما استعرضَ طيارون ينتمون إلى القوات المسلحة الملكية قدراتهم العالية في مجال الطيران الحربي النفاث؛ وذلك خلال مشاركتهم في افتتاح المعرض الدولي للطيران "إير شو 2018"؛ بحضور الجنرال دوكور دارمي عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، ووزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي. وطوالَ ساعة من الزمن قدمَّ فريق الاستعراض الجوي الحامل لاسم "المسيرة الخضراء"، أمام جمهور غفير من الضباط المغاربة والأجانب، عروضاً بهلوانية عالية الصعوبة شدَّت أنفاسَ الحاضرين، إذ صنعتْ سبعُ طائرات من نوع "كاب 232" الفرجة بمجموعة من الحركات الالتفافية الجماعية والمتقاطعة، وأنجزت مجموعة من الحركات الصعبة والمثيرة من قبيل التحليق على علو منخفض والطيران بشكل دائري والتحليق الصعودي الجماعي ثم الافتراق على شكل نافورة. وواصلتْ فرقة "المسيرة الخضراء" عروضها المُبهرة بعدما شدَّت كلٌّ طائرة إلى الأخرى بحبلٍ قصيرٍ جعل المسافة بينها ضئيلة جداً، وهي حركة غاية في الصعوبة، لكن الطيارين المغاربة استطاعوا بكل احترافية ودقة الحفاظ على التوازن المطلوب إلى غاية النزول على المدرج التابع للقاعدة الجوية بمراكش "Befra". ولم يكن لهذا الحفل الاستعراضي أن يتم دون مشاركة طائرات ال"F16" المغربية، إذ قامت أربع طائرات مقاتلة يقودها طيارون نفاثون مغاربة بالتحليق على علو منخفض، مع تقليص سرعتها كتحية للحاضرين في المعرض؛ فيما تابعَ الحاضرون حركاتها البهلوانية قبل أن تختفي في الأفق البعيد. كما تابعَ الحاضرون عروضاً جوية أخرى قدمتها على الخصوص طائرات عمودية تابعة للقوات الجوية الملكية المتعلقة بعمليات الإنقاذ، إلى جانب استعراض لسرب من طائرات من نوع إف 16، المتخصصة في الدفاعات الهجومية، والتي تمتازُ بقذائف جو جو وجو أرض، وسرب من طائرات إف 5 وسرب من الطائرات المقاتلة إف 1، بالإضافة إلى عروض بهلوانية. كما شاركتْ في الاستعراض الجوي طائرات الميراج f1، والتي شملتها عمليات تطوير غاية في الدقة حتى تتكيّف مع المهام الموكولة إليها. وتزن الطائرة الفرنسية 7850 كلغ، وتستطيع التحليق على علو يصلُ إلى أكثر من 55 ألف قدم. كما تم عرض طائرتين متخصصتين في إخماد حرائق الغابات. وفي السياق، أكد مولاي الحفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، أن المعرض يشكّلُ واجهة لما أحرزه قطاع صناعة الطيران بالمملكة، التي أصبحت بفضل رؤية الملك محمد السادس قاعدة بارزة لإنجاز أهداف كبار الآمرين بالأعمال في مجال الطيران؛ فمنذ انطلاق المنظومات الصناعية الخاصة بقطاع الطيران في إطار مخطط تسريع التنمية الصناعية، سجلت نتائج هامة مع دخل قطاعي ارتفع هذه السنة بنسبة 22 في المائة. وأضاف المسؤول الحكومي أن "المعرض يتطلع إلى جعل هذه التظاهرة فرصة فريدة للقاءات الثنائية بين المشاركين والمصنعين الدوليين للقطاع"، وزاد: "الصناعات الجوية المغربية في تقدم متزايد مقارنة بعدد من الدول الإفريقية التي أصبحت تستلهمُ نموذجنا الذكي القائم على الاهتمام بالعنصر البشري وتطوير المهارات". من جانبه، أكد المدير العام للمكتب الوطني للمطارات، زهير محمد العوفير، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "المغرب يتوفر على موارد مشجعة في مجال صناعة الطيران، فهو يتوفر على كفاءات مهمة تخرجت من مدارس عليا وتلقت تكوينات تلائم المتطلبات الدولية"، مشيراً إلى أن "ميدان صناعة الطيران يحتاجُ إلى رأسمال بشري مهم وكذا تشجيع الفاعلين الرسميين والقطاع الخاص". وأورد مدير المطارات المغربية أن "القطاع يوفر 15 ألف منصب شغل، مع 120 شركة تنشط في الميدان، وهو ما يجعله يكتسي أهمية بليغة في النسيج الصناعي المغربي". ويعرف هذا المعرض الدولي حضور عدة وفود دولية مدنية وعسكرية رفيعة المستوى، من رؤساء دول إفريقية ووزراء الدفاع ووزراء النقل وكبار الضباط وكبار مسؤولي الأمن من مختلف الدول العربية والأمريكية والأوروبية؛ كما يعرف أيضا مشاركة حوالي 200 عارض يمثلون حوالي 80 دولة سيقومون بعرض آخر مستجدات الطيران وخدماته على المستوى الدولي، من خلال معارض مغطاة وعروض جوية، وكذا لقاءات عمل خاصة مع المنعشين والمتدخلين المباشرين في مجال الملاحة الجوية والفضاء.