بمناسبة اليوم العالمي للمرأة القروية، الذي يصادف ال15 من أكتوبر من كل سنة، قام عبد النبي بعوي، رئيس مجلس جهة الشرق، بتوقيع اتفاقيات عدة مع مجموعة من التعاونيات النسائية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي لنساء الجهة، من أجل دعم مجهودات التعاونيات لتطوير مشاريعها وتقوية قدراتها الإنتاجية والتنافسية، بحضور الطيب المصباحي، النائب الرابع لرئيس الجهة، ونصيرة بنمنصور وفتيحة الطيبي، نائبتي الرئيس، وأعضاء الفرق بالمجلس، ورئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق. وستستفيد أزيد من 35 تعاونية نسائية من دعم مجلس جهة الشرق تنتمي إلى مختلف عمالات وأقاليم الجهة، من بينها 16 تعاونية في المجال الفلاحي، و18 تعاونية في مجال الصناعية التقليدية، وواحدة متخصصة في مجال التربية والتكوين. وأعلن رئيس الجهة، بهذه المناسبة، عن إطلاق برنامج تقوية القدرات "نساء الشرق في العمل"، بتنسيق مع لجنة قيادة مشروع "من أجلك" الممول من طرف مؤسسة التعاون الدولي البلجيكي، ابتداء من يوم 15 أكتوبر 2018، سيستهدف جميع النساء العاملات في التعاونيات لتقوية قدراتهن الإنتاجية والتنافسية والتدبيرية للانتقال بمشاريعهن إلى عالم المقاولات. وقال عبد النبي بعوي، في كلمة له بالمناسبة، إن "احتفال العالم في 15 أكتوبر من كل سنة باليوم العالمي للمرأة القروية، واحتفال المغرب باليوم الوطني للمرأة المغربية الذي يصادف ال 10 من أكتوبر من كل سنة، هو يوم اختاره مجلس جهة الشرق ليحتفي فيه، بكل فعالياته، بخيرة نساء الجهة، وخاصة نساء العالم القروي، عرفانا بدورهن الطلائعي في تنمية العالم القروي وتشجيع الاستقرار بالبادية، والحد من الهجرة القروية صوب المدن وما تخلفه من ضغط على المركز". وأشار المتحدث إلى أن "تخليد هذه المحطة لا يجب أن يتم بشكل استعراضي عابر تمر فيه تضحيات نساء العالم القروي مرور الكرام، بل على العكس، فهو فرصة لتشخيص الواقع والاكراهات والصعوبات التي تتخبط فيها آلاف النساء القرويات، ومن ثمة الاستثمار الأمثل لمؤهلاتهن وقدراتهن بغية النهوض بأوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية وما سيضمنه كل ذلك لهن من صون للكرامة وعيش كريم". وفي الوقت الذي تشير فيه إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط إلى أن الفقر لدى ساكنة قرى الجهة يتعدى 14.5 في المائة، تشكل النساء منها ما يفوق النصف، أكد عبد النبي بعوي أن "مجلس جهة الشرق وضع منذ ولايته الحالية المرأة القروية في صلب برامجه ومخططاته التنموية تفعيلا وتنزيلا لكل الدعوات التي ما فتئ يطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للعناية بالمرأة القروية كرمز للصمود والمقاومة والأصالة المغربية المتعلقة بالأرض وتراب الوطن". وأبرز بعوي في كلمته ما خصصه مجلس الجهة من ميزانيات مهمة لتمدرس الفتيات القرويات ومحاربة الهدر المدرسي من خلال المساهمة في بناء دور الطالبات، وفك العزلة وتعبيد الطرقات، وتوفير النقل والمساعدة في إنشاء الفرعيات. وفي مجال الصحة، أوضح المتحدث أن مجلس الجهة أشرف على مجموعة من القوافل الطبية التي استهدفت نساء العالم القروي وغطت مجموع عمالات وأقاليم الجهة، ناهيك عن إنشاء دور الأمومة بالعديد من القرى، والمساهمة في تقوية وتعزيز العرض الصحي بالجهة. وشدد رئيس الجهة على أن الرهان الحقيقي للمجلس هو تحسين المستوى المعيشي والارتقاء بالوضعية الاجتماعية والاقتصادية لنساء العالم القروي، من خلال توفير مصادر للدخل وخلق فرص للشغل تتناسب وكفاءاتهن ومهاراتهن، مشيرا إلى أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني عبر التعاونيات يعد مدخلا جوهريا لذلك، مبرزا تدخل مجلس الجهة في تمويل العديد من المشاريع المدرة للدخل لفائدة نساء العالم القروي بالجهة. وقال بعوي إن هذه المشاريع "استهدفت جل القطاعات المنتجة، من صناعة تقليدية وتربية المواشي وتثمين المنتجات الفلاحية والخدمات، وكل الفئات العمرية لهؤلاء النساء اللواتي أصبحن اليوم ربات عمل يتوفرن على مدخول قار وخدمات التغطية الصحية والتأمين".