وجه عدد من البرلمانيين انتقادات شديدة اللهجة إلى وزير الصحة، أنس الدكالي، بخصوص واقع قطاع الصحة بالمغرب، خصوصا في العالم القروي. وقال نائب برلماني إنه رصد "وجود مستعجلات استشفائية لا يُوجد فيها ولو طبيب واحد". واعترف المسؤول الحكومي، في الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، اليوم الاثنين، بوجود صعوبات تحول دون ولوج عدد من المواطنين إلى العلاج، لا سيما في العالم القروي، "وذلك بالرغم من تحسن مؤشرات الصحة في السنوات الأخيرة بالمغرب". وأوضح الدكالي أن "هناك محددات اقتصادية واجتماعية تسهم في الفوارق الصحية متعلقة أساسا بالبنية التحتية في المناطق النائية، التي تعيق تواجد مؤسسات صحية واستقرار الأطر الصحية والأطباء في القرى". محمد مبدع، رئيس الفريق الحركي، قال في سؤال موجه إلى الوزير الدكالي إن "حالة بعض مستشفيات المملكة مزرية جداً، وعلى سبيل المثال وجود مستشفى منذ عام 1970 يتوفر على طبيب واحد مخصص لحوالي 30 ألف نسمة". وفي مدينة الفقيه بنصالح، أشار النائب البرلماني نفسه إلى الفراغ الطبي الذي تعيشه مستعجلات المنطقة، وقال: "الناس مرميين دايرين كسيدة ومني مشاو للمستعجلات ما جبرو تاواحد اللي يشوف من حالهم، ومشينا جبنا أطباء من القطاع الخاص باش يديرو مداومة في مستعجلات الدولة". صحة المغاربة النفسية لا تبدو بخير أيضاً؛ إذ كشف الوزير عن أرقام مقلقة في هذا الجانب، وقال إن 26 في المائة من السكان يعانون الاكتئاب خلال حياتهم، و9 في المائة يعانون من اضطرابات القلق، بينما يعاني 5 في المائة من اضطرابات ذهنية، منهم نسبة 1 في المائة يعانون من مرض انفصام الشخصية "سكيزوفرينيا". ولفت المسؤول ذاته إلى أن العرض الصحي في هذا المجال "غير كاف، ولكنه يتطور تدريجيا"، مشيرا إلى "تواجد 36 مؤسسة استشفائية بطاقة استيعابية تبلغ 2238 سريرا، و290 طبيبا نفسانيا بين العام والخاص، و1069 ممرضا". ويعيش قطاع الصحة على وقع احتجاجات واضرابات متتالية، حيث أعلنت حركة الممرضين عن اضراب سيشل مستشفيات المملكة أواخر شهر أكتوبر الجاري وأواخر نونبر القادم. وفي سابقة من نوعها، أعلن أطباء القطاع الخاص عن خوض إضراب وطني يوم الخميس المقبل.