خطوة غير مسبوقة تلك التي أقدم عليها العضو الجمهوري بالكونغرس الأميركي جو ويلسون حين اقترح مشروع قانون يدين أي فعل من الحكومة الإيرانية أو حزب الله اللبناني يُشجع على عدم الاستقرار في شمال إفريقيا، مؤكدا دعم أميركا للمملكة المغربية باعتبارها أقدم حليف وشريك أساسي في محاربة الإرهاب ودعم الاستقرار. ويأتي مقترح القانون الأميركي بعد قرار المملكة المغربية في فاتح ماي الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب دعمها لجبهة البوليساريو مالياً وعسكرياً عبر حزب الله اللبناني، وهو ما أعقبه سحب لسفيريْ البلدين المعتمدين بعد سنوات من الجفاء الدبلوماسي بينها. ويتماشى هذا القانون مع مواقف الولاياتالمتحدة الأميركية التي تتهم إيران بتقديم الدعم المالي والعسكري للمنظمات الإرهابية، من بينها حزب الله الذي أعلنته واشنطن "منظمة إرهابية أجنبية"، متهمة إياه بالسعي إلى بسط نفوذه في شمال إفريقيا، وهو ما يتعارض مع أهداف الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية. ويقترح مشروع القانون إدانة الأعمال الاستفزازية التي تصدر عن جبهة البوليساريو في الصحراء، وتجديد التأكيد على "جدية وواقعية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل نزاع الصحراء باعتباره طريقاً لتلبية تطلعات السكان في الأقاليم الجنوبية لإدارة شؤونهم الخاصة في سلام وكرامة". ودعا النص القانوني، الذي اطلعت عليه هسبريس ويحمل رقم 1101، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزير خارجيته مايك بومبيو، وسفيرته لدى الأممالمتحدة نيكي هالي، إلى دعم الجهود الأممية المتواصلة للتوصل إلى اتفاق سلمي بخصوص نزاع الصحراء بما يتوافق مع مواقف الولاياتالمتحدة الأميركية. وأشار ويلسون في مقترحه إلى أن عدم حل نزاع الصحراء منذ أكثر من أربعين عاماً يكبح الازدهار الاقتصادي ويهدد الأمن الإقليمي لشمال إفريقيا، وأكد أن المغرب سعى منذ زمن طويل إلى حل هذا النزاع من خلال عملية تفاوضية حول إحداث حكم ذاتي للمنطقة تحت السيادة المغربية، وهو المقترح الذي دعمته أميركا من خلال ثلاث رؤساء تعاقبوا على الإدارة الأميركية في السنوات العشر الأخيرة. ودعم ويسلون، وهو رجل قانون معروف، مقترحه بالقرار رقم 2414 الذي صدر السنة الجارية عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باقتراح ودعم من الحكومة الأميركية، والذي انتقد الأعمال الاستفزازية من قبل جبهة البوليساريو في الصحراء ودعاها إلى الانسحاب منها. كما يتحدث المشروع على العلاقات التاريخية بين الرباطوواشنطن، ويشير إلى أن المملكة المغربية كانت "أول بلد يعترف بشكل رسمي بالولاياتالمتحدة الأميركية سنة 1777"، مضيفا أن المغرب "يظل حليفاً قويا وشريكاً هاماً للسلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وليست هذه المرة الأولى التي يتخذ جو ويلسون مواقف داعمة للمملكة المغربية، فهو عضو لجنة الصداقة المغربية في الكونغرس الأميركي التي سبق لها أن أدانت التصريحات التي صدرت عن الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، حول نزاع الصحراء خلال زيارة قادته إلى المنطقة المغاربية. ووفقاً لقواعد الكونغرس الأميركي، سيحيل رئيس مجلس النواب في الكونغرس مشروع القانون على لجنة برلمانية خاصة بذلك، وفي حالة اعتماده من قبل النواب بعد مسطرة طويلة يتم إرساله إلى الرئيس الأميركي للتوقيع عليه ليصبح قانوناً يوفر دعماً قوياً لموقف المملكة المغربية بخصوص نزاع الصحراء.