أعلن حزب العدالة والتنمية نيته طَي الخلاف الذي حصل مع حليفه الأول في الحكومة التجمع الوطني للأحرار، بعد أسبوع من التراشق الكلامي بين قياديين من الحزبين بلغت حد تخصيص أمانة "المصباح" لجزء مهم من اجتماعها الأسبوعي للرد على تصريحات القيادي التجمعي رشيد الطالبي العلمي. وتأتي التطورات، التي كادت أن تعصف بالأغلبية الحكومية، بعدما تصاعدت الأزمة التي خلقتها تصريحات رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ضد حليفه حزب العدالة والتنمية، وما تلاها من ردود أفعال داخل قيادة الحزبين، إلى مطالب من لدن الحزب الذي يقود الحكومة بمغادرة الوزير لتشكيلة سعد الدين العثماني. وخلال خروجه أمس السبت في نشاط رسمي لحزب "المصباح" بالرباط، تجنب سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، الرد على التجمع الوطني للأحرار والذي استمر في هجومه على "المصباح"، ليلة الجمعة من لدن محمد أوجار، القيادي في "الحمامة" ووزير العدل في حكومة العثماني. وعلى الرغم من أن أوجار وجه انتقادات بالجملة إلى حزب "المصباح"، فإن الأمين العام للعدالة والتنمية سجل أنّ "البلاغ الذي أصدرناه ردّا على التهجم علينا نعتبره كافيا"، مشيرا إلى أن العمل الحكومي "ليس فيه إشكال، وما يحدث ينسحب دائما على أي عمل حكومي". العُثماني أوضح، في هذا الصدد، أن "هناك إشكالات؛ ولكن لا يجب أن نتركها تؤثر على الإصلاح، لأن الذين يثيرون الزوابع هدفهم هو أن يشغلونا عن إنجاز الإصلاحات بترهات وبأمور هامشية"، مبرزا أنه "سيعطي لهذه المشاكل الوقت لحلها، لكن ليس على حساب المصلحة العامة، وسيحرص حزبنا على الدفاع عن نفسه كلما اقتضت الضرورة". لغة العُثماني التي جنحت إلى التهدئة أكدتها تصريحات لمصطفى الرميد، القيادي في حزب "المصباح" في خروج تلفزيوني له أمس السبت على قناة "ميدي تيفي1" عندما أوضح أن "رئيس الحكومة يقول بأنه طوى هذه الصفحة"، مؤكدا أنه "لا يمكن للأمانة العامة أن تملي على السيد رئيس الحكومة ما يمكنه أن يقوم به فيما يخص تدبير هذه القضية". وعلى الرغم من إعلانه أن حزبه قرر طَي صفحة الخلاف مع حليفه التجمعي، فإن الرميد عاد ليؤكد أن "تصريح الوزير الطالبي العلمي كان سيئا"، مبرزا أن "هناك محاولات للدفع بالأحرار ليلعب الدور الذي كان مسنودا للأصالة والمعاصرة". وفي هذا الصدد، شدد الرميد على أنه إذا تكررت مثل هذه التصريحات سيكون الأمر صعبا، متسائلا "كيف للسيد الطالبي أن يتهم الحزب بالتآمر، وهو يجلس كوزير تحت رئاسة المتآمر الأول رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية؟".