يراهن فريق الجيش الملكي، أحد أقطاب أندية البطولة الوطنية، والذي ضرب بقوة خلال فترة الستينيات والسبعينيات سواء على الصعيد المحلي أو القاري، على أن يجعل من الموسم الرياضي الحالي 2018-2019 نقطة تحول كبرى في أفق التصالح مع الذات وإعادة كتابة تاريخ النادي الكروي بما يتلاءم وعراقته. وأجمعت مكونات أسرة الفريق، التي تعمل على إعداد الموسم الرياضي الحالي بعقلية احترافية، على ضرورة تكرار إنجازات الماضي والتوقيع على موسم جيد يمهد لتعزيز رصيده من الألقاب إن على المستوى الوطني أو القاري. وكانت أولى بوادر الإصلاح التعاقد مع المدرب الوطني الكفء امحمد فاخر، ثم جلب عناصر جديدة من شأنها أن تضخ دماء جديدة في شرايين الفريق حتى يتمكن من تحقيق مبتغاه هذا الموسم. كما عمد المكتب المسير للفريق، بتزكية من الإطار الوطني فاخر و"بعد تشخيص موضوعي"، إلى جلب عدد مهم من اللاعبين الذين تألقوا ضمن أنديتهم خلال الموسم الماضي، إضافة إلى بعض اللاعبين الشبان الذين ينتظرون الفرصة لإبراز مؤهلاتهم. كما سرح في المقابل بعض اللاعبين الذين لا يستجيبون للمعايير والأهداف المسطرة للفريق مع المدرب الجديد. فبعد عشر سنوات عجاف، أسهمت في تواضعها عدة إكراهات، من بينها تلك التي عرفها الفريق على مستوى التركيبة البشرية، حيث لاحقتها لعنة الإصابات التي همت بعض العناصر الأساسية وكذا تسريح بعض اللاعبين من أجل الاحتراف خارج أرض الوطن؛ سارع الفريق العسكري، الذي يتطلع إلى تجاوز نكبات الماضي، إلى وضع استراتيجية واضحة المعالم تعيد الحيوية والفعالية للفريق سواء من الناحية التقنية أو اللوجيستيكية. وعقب خروجه المبكر من دور سدس عشر نهاية كأس العرش التي كان يمني النفس في الذهاب فيها بعيدا إثر هزيمته غير المتوقعة أمام مضيفه اتحاد الخميسات، وكبوته أمام ضيفه الدفاع الجديدي في أولى مباريات البطولة، والتي تعتبر عادية بالنسبة لأعرق الأندية العالمية، عمل الإطار الوطني على تدارك الموقف بسرعة بإجراء بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية للنادي، وإعادة النظر في بعض الجوانب التقنية وفي بعض اللاعبين أيضا، وحقق نتيجة إيجابية في ثاني دورات البطولة حيث عاد بفوز ثمين من الحسيمة على شباب الريف الحسيمي بأربعة أهداف لواحد. وبالرغم من هذه الكبوة (الهزيمتان)، فإن الجماهير العسكرية، التي تنتظر بلا كلل ولا ملل عودة فريقها إلى سابق عهده، متيقنة كل اليقين أن فريق الجيش الملكي قد يعتريه المرض؛ لكنه لن يموت أبدا في قلوب الملايين من عشاقه بالمغرب، وعشاق البطولة أيضا الذين يأملون في استفاقة حقيقية للفريق حتى يعود التشويق والإثارة إلى البطولة الوطنية التي لا تكتمل تنافسيتها إلا إذا دخلت أعمدة البطولة المغربية في صراع مباشر. وعلى الجمهور العسكري أن يمهل فريقه فرصا أخرى، ويشجعه بكل الوسائل الحضارية، حتى يسلك الطريق الصحيح بعيدا عن كل تشنجات لا تخدم أي مصلحة. وفي هذا الصدد، أشاد عبد الواحد الشمامي، اللاعب السابق لفريق الجيش الملكي والناطق الرسمي باسم الفريق، بجمهور النادي الذي اعتبره الأفضل على الصعيد الوطني، وقال إن "الفريق يعتبر تراثا بالنسبة للمدينة والمغرب قاطبة والمحافظة عليه وتطويره مسؤولية الجميع"، داعيا المشجعين إلى دعم فريقهم بنفس الحماس والالتزام كما كان عليه في السنوات الماضية. وكان فريق الجيش الملكي، الذي غادر منافسات كأس العرش التي يحمل الرقم القياسي في عدد ألقابها، قد دشن مشوار البطولة الاحترافية السنة الماضية بمستوى متذبذب قبل أن يستعيد توازنه بسرعة ويحقق مجموعة من النتائج الإيجابية التي مكنته من الارتقاء إلى مراتب متقدمة. ولم يخف الشمامي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، ارتياحه بخصوص الاستعدادات التي قال إنها جرت حسب البرنامج الذي سطره المدرب فاخر وأنه بالرغم من المدة الوجيزة التي قضاها مع الفريق، فقد تمكن من الوقوف على مكامن القوة والضعف لمختلف الخطوط. وأبرز أن المكتب المسير لبى كل الطلبات المتعلقة بجلب لاعبين جدد. كما عمل على إقناع بعض اللاعبين الأساسيين بالاستمرار مع الفريق، على الرغم من تلقيهم لعدد من العروض حفاظا على تماسك المجموعة. وفي قراءة لملامح البطولة الوطنية للموسم الجديد، أكد اللاعب الدولي السابق الشمامي أنها ستكون قوية ومثيرة بحكم الاستعدادات التي خاضتها الفرق وكذا جلبها لمجموعة من اللاعبين الذين برزوا خلال المواسم الماضية سواء الوطنية أو الأجنبية. وعن تولي امحمد فاخر الإدارة التقنية للفريق العسكري، عبر الشمامي عن اعتزازه بالثقة التي حظي بها من طرف مكتب الفريق، مؤكدا عزم فاخر على إعادة الثقة إلى الجمهور، بتحقيق نتائج إيجابية ترقى إلى مستوى كل التطلعات والطموحات. وفيما يتعلق بالأهداف المسطرة بالنسبة للموسم الجديد الذي انطلق يوم 25 غشت الماضي، أوضح أن فريق الجيش الملكي سينافس على المراكز الأولى المؤدية إلى المنافسات الإفريقية، وخلق فريق متجانس ومتناغم ووضعه على سكة الانتصارات وتبوئه المكانة اللائقة به وبتاريخه التليد. وأبرز أن المرحلة المقبلة ستكون إيجابية، شريطة أن تتكاثف جهود جميع المكونات، مؤكدا أن الإطار الوطني سيعمل بكل جدية وتفان حتى يحقق ما يصبو إليه الجميع، وأن البداية الخجولة لا تعكس مؤهلاته وقدراته الحقيقية ومستوى طموحاته وتميزه التقني والتكتيكي. وخلص اللاعب الدولي السابق إلى القول إن كل الظروف مواتية إلى حد الآن والمسؤولون لا يدخرون أي جهد لتوفير أرضية ملائمة، ولم يبق على الإطار التقني واللاعبين إلا ترجمة هذه الجهود داخل رقعة الملعب بحصد نتائج جيدة تعيد إلى الفريق العسكري هيبته ومكانته.