بعد الزيارات الأوروبية التي تقاطرت على الصحراء، سيحط وفد دبلوماسي رفيع المستوى رحاله، يوم 17 شتنبر الجاري، بالداخلةوالعيون، تتقدمه كل من كولين كوين، المستشارة السياسية في السفارة الأمريكية بالرباط، وبيل ماك كريمون، المستشار السياسي في السفارة الكندية، فضلا عن روبرت هولدن، مدير الشؤون السياسية في السفارة الأسترالية. وأضافت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن الوفد يضم كذلك مايكل بيتش، المستشار السياسي في السفارة الألمانية، وبيترو باولو بروتو، الكاتب الأول في السفارة الإيطالية، بالإضافة إلى مادلين مولوكامب، الكاتبة الثانية لدى السفارة الهولندية، وبيير إيف موربي، مستشار بالسفارة السويسرية، وجوليان براون، الكاتب الثاني في السفارة البريطانية. ويعتزم الوفد، حسب المصادر، "معاينة أوضاع حقوق الإنسان بالمنطقة، ورفع تقارير إلى بلدانهم لتشكيل رؤية واضحة عن قضية الصحراء المغربية"، لافتة إلى أن "الوفود ستزور مدينتي الداخلة ثم العيون، وستلتقي بمختلف الجمعيات التي تنشط في مجال حقوق الإنسان، وبينها بعض الجمعيات المحسوبة على الصف الانفصالي". وفي هذا الصدد، أوضح نوفل البوعمري، الخبير في قضية الصحراء، أن "هناك نقطة إيجابية في هذه الزيارة هي أن هناك اقتناعا من طرف مختلف الدول بكون المحاور فيما يتعلق بملف الصحراء هم الساكنة المحلية، وليس جبهة البوليساريو، وهذا اعتراف بكون السيادة هي للداخل، وأن ورقة التمثيلية السياسية للبوليساريو لما يسمى الشعب الصحراوي قد سقطت". وأضاف البوعمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هذه الزيارة والتي سبقتها لم تركز جدول أعمالها على قيادة الجبهة بل على المجتمع المدني الصحراوي والمنتخبين، بالتالي هناك وعي متزايد بمصداقية العملية السياسية في الأقاليم الصحراوية وبكونها تفرز منتخبين قادرين على الدفاع عن مصالح الساكنة، وأنهم يمثلون الأغلبية الساحقة المنتخبة ديمقراطيا من طرف الناخبين الصحراويين". وأردف الفاعل الحقوقي أن "المغرب استفاد من انفتاحه حول المنطقة؛ لأنها مكنت العالم من معرفة الحقيقة واكتشافها ميدانيا، وليس من خلال تقارير مخدومة تعد لصالح جهات تريد أن يستمر الوضع الحالي، خاصة حالة السلم واللاحرب التي دخلت فيها المنطقة منذ سنوات". وأكمل المتحدث أن "المغرب أصبح عنصر استقرار في المنطقة ويلعب دورا إيجابيا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات، والتي تستغل جل النزاعات الإقليمية للتغلغل وبسط هيمنتها وتوسيع نشاطها؛ وهو ما مكنه من فرض وعي بأهمية دوره الأمني"، وزاد: "ملف الصحراء واحد من هذه الملفات التي في حال الإخلال بقواعده المتمثلة في دعم الحل السياسي الذي قدمه المغرب، ستكون المنطقة مهددة بالاشتعال بسبب ما أصبحت تشكله البوليساريو من توتر".