يسابق مجلس مدينة الدارالبيضاء الزمن من أجل وضع حد لإشكالية انعدام المراحيض العمومية بالمدينة، عبر فتح المجال أمام القطاع الخاص لإنشاء شبكة متكاملة من المراحيض بمجموع المناطق الحيوية للعاصمة الاقتصادية. وقرر مجلس المدينة، من خلال شركة "الدارالبيضاء للتهيئة" المشرفة على الصفقات الكبرى لتهيئة المدينة، تخصيص ميزانية بقيمة 6 ملايير سنتيم لتشييد 100 مرحاض عمومي. المعطيات الموثقة التي حصلت عليها هسبريس أكدت أن الكلفة المالية لكل مرحاض عمومي واحد ستبلغ ما يقارب 60 مليون سنتيم، سيكون ضمنها مراحيض مخصصة للأشخاص في وضعية إعاقة. ويربط المسؤولون في "كازا للخدمات" ارتفاع ثمن المراحيض العمومية، الذي تم طرح طلب عروضه العمومي لاختيار مورد من القطاع الخاص، باعتماد تقنية متطورة في التنظيف الآلي لهذه المراحيض. وقامت مجموعة من المدن الفرنسية والأوروبية بالتزود بمراحيض ذكية ومتطورة من الجيل الجديد تشتغل بتكنولوجيا متقدمة، بأسعار تبلغ 40 ألف يورو شاملة لخدمات ما بعد البيع. ويأتي إطلاق صفقة المراحيض العمومية بالدارالبيضاء بعد عقود من المعاناة لسكان وزوار العاصمة الاقتصادية مع رحلات البحث عن مراحيض في المقاهي، بعد تخلي المجالس المتعاقبة على تسيير المدينة منذ عقود على مراحيضها العمومية التي تحولت إلى أوكار أو أطلال. وكانت دراسة أنجزتها المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، قد كشفت أن النساء والرجال يرجعون أسباب غياب المراحيض إلى غياب ثقافة خاصة بها لدى عموم المواطنين، بينما يرجعها البعض إلى كونها مشكلة مرتبطة أساسا بالسياسة العامة. وأشارت الدراسة إلى أن النساء هن الأكثر استعمالا للمراحيض العامة، مضيفة أن نسبة 90.5 في المائة منهن سبق لهن استعمالها، مقابل 79.7 في المائة من الرجال. وأكدت أن الرجال والنساء معا يشعرون بعدم الأمان أثناء قضاء حاجتهم. وبسبب غياب المراحيض العمومية أكد 65.6 في المائة من المستجوبين أنهم يقصدون المراكز التجارية العامة لقضاء حاجتهم، بينما قال 60 في المائة إنهم يتجهون إلى محطات القطار أو محطات النقل الطرقي، فيما يلجأ 24.6 في المائة إلى الحدائق العامة. وأشارت الدراسة إلى أن تصور الجميع لعدم وجود مراحيض عامة أو افتقارها إلى النظافة راجع بالأساس إلى إهمال السلطات وعدم احترام المواطنين للممتلكات العامة، ودعت إلى ضرورة تكييف المراحيض العامة مع احتياجات المغاربة، مع الإلحاح على صيانتها الدورية وتجهيزها بالمعدات الصحية اللازمة.