بدأ أكثر من مليوني حاج النفرة إلى مشعر مزدلفة بعد غروب شمس، اليوم الإثنين، التاسع من شهر ذي الحجة بتوقيت مكةالمكرمة، بعد الوقوف على صعيد عرفات وأداء الركن الأعظم من فريضة الحج. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن إجمالي حجاج الداخل والخارج والقادمين إلى مكةالمكرمة حتى صباح يوم عرفة، بلغ مليونين و368 ألفًا و873 حاجًا. مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان النهائي لإجمالي حجاج الداخل والخارج مساء اليوم، وفق وكالة الأنباء الرسمية السعودية، واس. ونقل التلفزيون السعودي، لقطات لبدء نفرة الحجيج من عرفات إلى مزدلفة، وسط أجواء إيمانية. وشهدت الطرق التي سلكها حجاج بيت الله الحرام في طريقهم إلى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم. وبدأت نفرة قوافل الحجيج من عرفات إلى مزدلفة باستخدام قطار المشاعر والحافلات، في حين سلك المشاة من الحجاج المسارات التي خصصت لهم. ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويلتقطوا بعدها الجمار، ويبيتون هذه الليلة في مزدلفة، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر يوم غدٍ عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم. وكان الحجيج قضوا هذا اليوم على صعيد عرفات، وأدوا بعرفة صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا واستمعوا إلى خطبة عرفة التي ألقاها في مسجد نمرة خطيب المسجد النبوي الشريف، حسين بن عبد العزيز آل الشيخ، الذي دعا خلالها العالم لاعتماد الأخلاق في كل مناحي الحياة. وقال: "لقد كانت أمة الإسلام أمة واحدة، تجتمع على الهدى، بعيدة عن الأهواء والفتن والشقاق والبغضاء، وتهتدي بكتاب واحد وهو القرآن العظيم، وتصلي لجهة واحدة هي الكعبة المشرفة، وتحج لبيت واحد وتؤدي نسكًا واحدًا، وتتناصر برحمة وعدل". وتم نقل خطبة عرفة، بخمس لغات (الإندونيسية، الأردية، الانجليزية، الفرنسية، الفارسية). وتقع مزدلفة التي نفر إليها الحجيج بين مشعري منى وعرفات وسيبيتون بها بعد نفرتهم من عرفات ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا ويجمعوا فيها الحصى لرمي الجمرات بمنى ويمكث فيها الحجاج حتى صباح اليوم التالي يوم عيد الأضحى ليفيضوا بعد ذلك إلى منى. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر لرمي جمرة العقبة والنحر (الذبح) ثم الحلق والتقصير التوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج. ويقع مشعر "منى" بين مكةالمكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكةالمكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. وأيام الحج الستة هي: يوم التروية، يوم عرفة الركن الأعظم من الحج، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق.