اشتدت حدة أزمة الخبز، اليوم الإثنين، في العاصمة السودانية الخرطوم، عقب تجددها الخميس، وسط حالة غضب وتذمر في صفوف المواطنين، جراء تكرر الأزمات المعيشية. ومنذ أسبوعين، ظهرت أزمة الخبز في الخرطوم، جراء انقطاع الكهرباء لفترات طويلة ومتكررة بسبب شح الوقود في البلاد، أثر على عمل المخابز ومطاحن الدقيق بالمدينة، قبل أن تشهد انفراجة محدودة لأيام بعد توفر الوقود. وبدأت أزمة نقص الخبز تعود تدريجيا، منذ الخميس الماضي، قبل أن تشتد حدتها اليوم، بسبب نقص كميات الدقيق المتوفرة في المخابز. ولا تملك الحكومة السودانية، النقد الأجنبي الكافي لتوريد حاجة البلاد من الوقود، وعديد السلع الاستراتيجية، كالقمح الذي تبلغ كلفة استيراده السنوية ملياري دولار. واصطف العشرات من المواطنين أمام المخابز، لأوقات طويلة للحصول على الخبز، فيما أغلقت عدد من المخابز أبوابها أمام السودانيين. وقال الشفيع أحمد، صاحب مخبز يقع جنوبي الخرطوم، إن "كميات دقيق القمح التي نحصل عليها من الوكلاء (الذين يستلمون بدورهم الدقيق من المطاحن) تناقصت خلال الأيام الماضية". وأضاف أحمد أن "هناك نقص بنسبة 30 بالمائة بكميات الدقيق الواردة إلينا". وأقرت حكومة ولاية الخرطوم، بتجدد أزمة الخبز، بحسب تصريحات نقلتها الصحف المحلية، اليوم، عن وزير المالية وشؤون المستهلك، عادل محمد عثمان. وقال عثمان إن "أزمة الخبز في طريقها للزوال، وولاية الخرطوم ستستلم حصتها كاملة من الطحين في غضون اليومين القادمين، حتى تعمل المخابز في الولاية بكامل طاقتها". وبحسب تجار، صعد سعر جوال الدقيق زنة 50 كيلوغرام في السوق السوداء إلى 900 جنيها (نحو 50 دولارًا)، في حين أن سعره من الوكيل المورد له يبلغ 550 جنيه (30 دولارا) فقط". ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، في حين تنتج البلاد ما لا يتجاوز 12 إلى 17 بالمائة من الاستهلاك السنوي.