قال محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، إنّ هناك فهما خاطئا لمفهوم "الخلافة" التي تدعو إليها الجماعة، وأنّ هذا المفهوم حُمّل أكثر مما يحتمل، مشيرا إلى أنّ الخلافة التي تنشدها الجماعة لا تعني إقامة الخلافة في كلّ قُطر، بل خلافة على المستوى العالم الإسلامي. وأوضح عبادي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش الجمع العام الوطني السادس لحركة التوحيد والإصلاح، "أنّ الخلافة مشروع مستقبلي واستراتيجية بعيدة المدى"، مضيفا "لا نتحدث عن الخلافة على المستوى المحلي، بل نتحدث عنها على المستوى العالم الإسلامي. وأضاف: "بعد أن تتحرر كل الأقطار العربية والإسلامية، عند ذلك يمكن توحيد هذه الأقطار كأمة واحدة. نحن نحبذ مصطلح الخلافة، ولكن بعض الناس يحملونه ما لا يحتمل"، موضحا أن "الخلافة على المنهاج النبوي هي أن يعيش الناس في أمن وسلام وطمأنينة وتعاون، وأن يعيشوا تحت لواء العدل". وردا على سؤال حول ما إنْ كان موقفه يعني أنّ جماعة العدل والإحسان لا مشكل لديها مع طبيعة النظام السياسي القائم حاليا في المغرب، قال عبادي: "نحن لا نتحدث عن أشكال أنظمة الحكم ومسمّياتها، المصطلحات لا تهمنا، بل يهمنا المضمون". وزاد: "نحن في خلاف حول المضمون، نريد العدل والشغل وحقوق الإنسان وقسمة ثروات البلاد بالعدل بين الناس، وبعد ذلك سَمِّ النظام السياسي بأي اسم شئت. إذا كان النظام يخدم الإنسان ويحكم بالعدل، ويرعى حقوق الناس، فهذا هو الأهم، ولا يهمنا العنوان". واعتبر عبادي أنّ تمسك جماعة العدل والإحسان بالخلافة على المنهاج النبوي، على صعيد العالم الإسلامي، هو أن "الكيانات الهشة والصغيرة لا يمكن أن تعيش، لأنها تُبتلع من طرف القوى الكبرى، لذلك لا بد من تكتل لتشكيل قوة عددية وعِلمية وتنظيمية، لأجل الوقوف في وجه الطغيان والاستبداد والاستكبار العالمي. هذا ما نقصده بالخلافة". من جهة ثانية، قال الأمين العام لجماعة العدل والإحسان إن العلاقة بين الجماعة وحزب العدالة والتنمية ما زالت قائمة، وليس هناك شنآن بينهما، مضيفا "هناك فقط خلاف حول الموقف السياسي لكل واحد منا، هذا كل ما في الأمر. هم لهم توجه ونحن لنا توجه مخالف له، وليس هناك شنآن، وعلاقتنا علاقة أخوية، ونحن نقدر جهودهم ونبحث لهم عن أعذار، ولن نفرض عليهم أن يسلكوا مسلكنا".