حذر الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، من الارتفاع الذي ستشهده درجة الحرارة اليوم، مشيرا إلى أن هناك موجة حر انطلقت بالبلاد منذ أمس وستستمر إلى الأسبوع المقبل، إلا أنها ستعرف ذروتها اليوم الخميس. وقال يوعابد، في تصريح لهسبريس، إن هناك موجة حر انطلقت منذ أمس وستستمر حتى يوم الاثنين المقبل، سببها وصول كتل هوائية حارة وجافة من الصحراء الكبرى إلى المناطق الداخلية والمناطق الساحلية وسلسلة جبال الأطلس، مصحوبة ب"ظاهرة الشرقي". وأوضح يوعابد أن الارتفاع الملموس لدرجات الحرارة سيستمر خصوصا في المناطق الداخلية والغرب واللوكوس، والتي من المحتمل أن تتراوح فيها درجات الحرارة ما بين 43 و47 درجة، خاصة بالمناطق الداخلية وشرق البلاد ومناطق سوس والرحامنة وقلعة السراغنة؛ فيما المناطق الساحلية ستشهد ما بين 38 و42 درجة، خاصة مناطق الغرب وسايس وفاس ومكناس والقنيطرة وبنسليمان؛ في حين ستتراوح درجة الحرارة ما بين 35 و40 خاصة بجانب الأطلس الكبير والمتوسط، مؤكدا أنه ابتداء من يوم الثلاثاء ستعرف درجات الحرارة انخفاضا تدريجيا. يذكر أن وزارة الصحة تدعو جميع المواطنات والمواطنين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة عند الارتفاعات المهولة لدرجة الحرارة، خصوصا بالنسبة للأطفال والنساء الحوامل والأشخاص المسنين والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة؛ وذلك بشرب كميات كافية من الماء لتفادي جفاف الجسم، مع تفادي القيام بأنشطة بدنية خلال فترة ارتفاع درجة الحرارة ما بين الساعة الحادية عشرة صباحا والثامنة مساء. كما يطالب المصدر بلجوء المواطنين إلى أقرب مؤسسة صحية في حالة ظهور حمى أو شحوب في لون الجسم أو شعور بتشنجات على مستوى الأطراف وعضلات البطن، أو شعور بعطش شديد أو فقدان للوزن، أو الإحساس بصداع في الرأس وغثيان، خاصة عندما تصل هذه الأعراض إلى درجة فقدان الوعي. يأتي هذا في وقت كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة "بلوسميدسين" ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات المرتبطة بموجات الحر عبر العالم، بحلول 2080، موصية بضرورة وضع إجراءات آنية للحد منها. وذكرت الدراسة أن الوفيات المرتبطة بموجات الحر قد ترتفع بشدة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، تليها مباشرة أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة. من جانبها قالت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي "نوا" إن السنوات الأربع الماضية كانت الأدفأ على الأرض منذ بدء حفظ سجلات الأرصاد الجوية في أواخر القرن التاسع عشر. وجاءت هذه النتيجة في إطار تقرير جديد نشرته المراكز القومية للمعلومات البيئية التابعة لإدارة "نوا"، كشف أن عام 2017 كان ثالث أكثر الأعوام حرارة في التاريخ. ووجد التقرير المكون من أكثر من 300 صفحة أن المؤشرات الرئيسية لتغير المناخ لازالت تعكس الاتجاهات التي تتفق مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. وحطمت عدة قياسات بسجلات العام الماضي الأرقام التي سجلت في العام السابق. وكانت التركيزات الرئيسية للغازات المسببة للاحتباس الحراري، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، من بين الارتفاعات القياسية الجديدة في عام 2017.