من المقرر أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي يتولى السلطة في البلاد منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وهو رجل أعمال اكتسب سمعة كصانع صفقات غدا الاثنين. يذكر أن ترامب، الذي لم يسبق له العمل في السياسة قبل أن يصبح رئيسا في العام الماضي، أعرب مرارا، حتى أثناء حملته الانتخابية، عن احترامه الشخصي لبوتين. ومن جانبه، ردّ بوتين ذلك الجميل، من خلال كونه من أوائل زعماء العالم الذين هنأوا ترامب على فوزه في الانتخابات، حيث قال له في رسالة إنه يتطلع إلى فرصة من أجل إعادة بناء العلاقات الثنائية. وقد تراجعت العلاقات الأمريكية الروسية في السنوات الأخيرة، حيث دعمت القوتان العالميتان الأطراف المتعارضة في النزاعات بأوكرانيا وسوريا. وكان بوتين وترامب التقيا في العام الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين بهامبورج، وستكون قمة غدا بهلسنكي أول قمة ثنائية تجمع بينهما. وأدى بوتين - وهو سياسي محنك، هذا العام، اليمين الدستورية لفترة رئاسية رابعة. وأصبح بوتين رئيسا للوزراء لأول مرة في عام 1999، حيث عينه البرلمان آنذاك، بمباركة الرئيس بوريس يلتسين، ثم استقال يلتسين بعد بضعة أشهر، وترك بوتين لتولي دور الرئيس بالإنابة، وفاز بوتين بالمنصب وقتها بعد إجراء انتخابات شعبية في عام 2000. وفي عام 1998، قام يلتسين بتعيين بوتين لرئاسة "جهاز الأمن الفيدرالي"، وكالة الاستخبارات الروسية، وهي الوكالة التي خلفت جهاز المخابرات السوفييتي كي جي بي. وكان بوتين بدأ مسيرته المهنية في ال كي جي بي بالاتحاد السوفيتي، حيث عمل في الجهاز لقرابة عقد ونصف العقد. ووصف بوتين انهيار الاتحاد السوفييتي بأنه "أفدح كارثة جيوسياسية في هذا القرن". وقد نشأ بوتين في لينينجراد، التي أصبحت بعد حل الاتحاد السوفييتي ثاني أكبر مدينة في روسيا، ثم تمت إعادة تسميتها باسمها قبل الثورة، وهو "سان بطرسبرج". ودخل بوتين المعترك السياسي في مطلع تسعينيات القرن الماضي، كمساعد لأناتولي سوبشاك، عمدة سان بطرسبرج، الذي كان أيضاً معلماً مرموقاً لرئيس الوزراء الروسي الحالي ديمتري ميدفيديف، حليف بوتين منذ فترة طويلة. وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي، تم استدعاء بوتين للعمل بالإدارة الرئاسية في عهد يلتسين؛ وهو التعيين الذي وضعه، في النهاية، خلفا لرئاسة البلاد. وقد اكتسب بوتين سمعة كضامن للاستقرار في روسيا، بالمقارنة مع الفترة المضطربة في تسعينيات القرن الماضي، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وحافظ بوتين بانتظام على تراوح نسبة شعبيته عند حوالي 70 في المائة خلال السنوات الأخيرة، وأظهر مسح أجراه مركز ليفادا، الذي أكبر يعد مركز مستقل لاستطلاع الرأي بروسيا، في أواخر العام الماضي، وشمل جميع أنحاء البلاد، نسبة تأييد شعبي بلغت 73 في المائة.