ظل المطرب الشعبي المعروف جدوان خلال الأيام القليلة الماضية يرد على كل الاتصالات والدعوات التي يتوصل بها لإحياء السهرات والحفلات الغنائية بالقول «آسف، لقد قررت الاعتزال والابتعاد عن الاشتغال الفني». "" بعض الفنانين الذين اتصلوا بزميلهم المختار جدوان ظنوه بداية الأمر يمزح معهم، لكن سرعان ما اتضح لهم أن صاحب ألبوم "المسيكينة"، مباشرة بعد عودته من الحج خلال الأيام الماضية وإعلانه اعتزاله الغناء. و تعرف الجمهور المغربي على جدوان في مستهل عام 1987أثناء صدور ألبومه الأول، من خلال أغانيه الشعبية التي تغنى فيها بالحب أقام بين متوالياتها ملامح كثيرة لمختلف أشكال العلاقة الممكنة بين الرجل والمرأة. ومع توالي سنوات العمل الفني ازدادت علاقة جدوان بجمهوره قوة، حيث صارت مجموعة من أغانيه تلقي رواجا وتحقق شهرة، سواء تعلق الأمر بأغانيه العاطفية أوبأغاني المناسبات (الزواج، عيد الميلاد)، أوبأغاني التي تغني فيها بالوالدين وأشاد فيها بالأب والأم أوتلك التي انفتح فيها على «الغربة» التي تعيشها الجالية المغربية المقيمة بالخارج. لقد ردد الجمهور كثيرا أغاني جدوان من قبيل: «هاد الزينة غير صابرة»، «لحبيبة جاية من ليترونجي»، «عاونيني برضاك»، «لالة العروسة»، «مولاي الطاهر» وهي عبارة عن دويتو بينه وبين نجاة اعتابو، «سافرات اللافرانس» وغيرها من الأغاني، التي جعلت اسم جدوان مألوفا ومتداولا في ساحات الفن. لقد وجه جدوان في أحد حواراته الصحافية انتقادات كثيرة للمشهد الفني الشعبي، حيث اعتبر أن كثرة المغنيين مسألة إيجابية، لكن بشرط أن يكون هؤلاء المغنون مطربين حقيقيين، حيث قال «كثرة المغنين وكثرة الانتاجات الغنائية الشعبية مسألة إيجابية قد تفرز نوعا من الجودة، لكن ما أطلبه- وهذا قد يكون قرارا سياسيا وحكوميا هو أن تمنع قضية إعادة الأغاني في بلادنا، فأنا أعتبرها سرقة وجريمة، فلا يعقل أن يقوم مطرب معين بأخذ أغنية من هنا وأخرى من هناك ثم يسجل على حساب فنانين حقيقيين، تعبوا وبذلوا مجهودا في إعداد ألبوماتهم، أظن أن الأغنية المصرية ازدهرت انطلاقا من الاحترام الذي يسود بين الفنانين وكذلك لوجود قوانين تضبط مسارهم وتحفظ لهم حقوقهم..» ثم أضاف «عندنا يشوهون الأغنية إذا سرقوها، فمثلا أغنيتي «خليتني نساين» سرقها أحدهم وحولها إلى كوكايين بدون حسيب ولارقيب... فهل يمكن لك أن تدخل بيتا ليس في ملكك بدون استئذان، لهذا يجب تفعيل القوانين...». جدوان أكد كذلك أن همه الأساسي هو الحرص على اختيار كلمات أغانيه، حيث قال « أهم شيئ أحرص عليه في كل ألبوماتي هو اختيار الكلمات بعناية ودقة، حتى لا يتسلل إلى أغاني ما يمكن أن يخدش الذوق العام» وأضاف قائلا «من الصعب أن ترضي جميع الأذواق، نحن نقدم نموذجا شعبيا وعصريا، أنا حاولت دائما أن أكون عند رغبات الجمهور، وأنا أعرف أن ذلك صعب، وهنا أضيف أنني تعاملت في كل ألبوماتي بما تزخر به مناطقنا المغربية»، قبل أن يؤكد أن «الدعاية التلفزيونية للأغاني إيجابية، ولكن هل يستمع القيمون على التلفزيون للشريط بأكمله قبل أن يمرروه إلى المشاهد. الأغاني ثقافة مثلها مثل الكتاب، فالتلفزة عليها أن تعرف محتوى هذه الأشرطة التي لا علاقة لها بالتربية فمثلا عندما نمرر «خالتي منانة» هل يعرف المسؤولون عن التلفزة ماذا وسط الشريط ( خالتي منانة قاطعة الواد وسكرانة، وديروا كيمانا غير سكرة فالسيمانة، ) نحن بلد مسلم وعلينا أن نحترم مشاعر المواطنين. قبل أن نمرر الشريط علينا مراقبته....