بلباسها التقليدي المميز وآلاتها الموسيقية التراثية البسيطة، استطاعت مجموعة "اعبيدات الرمى.. الخميسات" أن تفرض حضورها كواحدة من أبرز الفرق الفنية الفولكلورية التي شقت مسارها نحو الشهرة العالمية. هذه المجموعة، التّي تأسست بالخميسات سنة 1996، أسهمت في توثيق الموروث الشعبي العريق والمميز للهوية الثقافية المغربية، إلى جانب نشر الفرجة المتجذرة في تاريخ ووجدان الشعب المغربي، بإبداعها المتواصل في سماء الإيقاعات المغربية على مدى عقدين من الزمن، بالرغم من تنامي موجة الأغاني الشبابية. عن هذه التجربة الفنّية، قال رضوان عبيد، رئيس المجموعة، إن "السّر وراء استمرار ونجاح مجموعته تقديم أغان تراثية بأسلوب متطور مع الاجتهاد المتواصل في تقديم أغان تعرف الأجيال على تاريخ وتراث الأغنية الشعبية الأصيلة، بالإضافة إلى العمل الجماعي المؤطر قانونيا". ويوضح عبيد، في حديثه في حديث لهسبريس، أن "هذا اللون الفنّي، الذي استطاع أن يصمد في وجه أغاني الشباب والألوان الموسيقية العصرية، يتميز بخصوصيته المغربية والتراث الشعبي من خلال معالجة مواضيع لها ارتباط بالمجتمع البدوي"، مبرزا أنّ هذه التجربة الغنائية استطاعت أن تبوئ اعبيدات الرمى (خريبكة) مكانة متميزة كأبرز الفرق الفلكلورية الوطنية. وتؤدي المجموعة، التي يرأسها مقدم ينظم وينسق العمليات الغنائية، بشكل جماعي أغان وأهازيج تلامس الحياة اليومية للساكنة والتغني بالطبيعة والتغزل بالمرأة، ورقصات استعراضية تترجم أشكال الرماية وحركات نابعة من تراث المجتمع البدوي خاصة ذات الارتباط بالفلاحة وغزل الصوف والطبخ وعادات وتقاليد المرأة القروية، يزيد من جمالها تناسق اللباس التقليدي. وحسب قائد الفرقة، فإن هذا الفن، الذي يعد أحد الفنون الفرجوية الشعبية التي عرفها المغرب كشكل غنائي شفهي فرجوي، تعود تسميته إلى "المرافقين الصيادة في عملية الصيد أو تمّ إلصاق اسم "عبيدات" به"، موضحا أنّ هذا التراث تمّ استلهامه من رقصات التبوريدة، ورقصة "الخيل الرجولية"، التي أصبح لها صدى كبير داخل المغرب وخارجه. صاحبة الأغاني المشهورة (نعمر الدار، العطار، الصحراء المغربية، الشجعان) دخلت منعطفات جديدة وأغنت مسارها وإشعاعها الغنائي، من خلال صدور مجموعة من الكليبات، وتستعد اليوم لطرح كليب جديد بعنوان "سخيتي بيا". ويعتمد أعضاء فرقة "عبيدات الرمى"، في أداء أغانيهم، أدوات موسيقية بسيطة (البندير، التعريجة والمقص) تساعدهم على ضبط إيقاعات المقاطع الموسيقية وصنع فرجة لجمهور هذا اللون الغنائي الذي أصبح يحظى بإقبال متزايد بالمغرب، خصوصا في المهرجانات والمناسبات والأعراس.