اعتبر الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس، مساء اليوم، أن "الأحكام الصادرة في حق نشطاء الريف قاسية ومؤلمة، تجعل الرؤية تضيق والغبن يتفاقم". وأشار مولاي هشام بنعبد الله العلوي في تدوينة على موقع "فيسبوك" إلى أن الأحكام الصادرة أمس "لا تعتبر المعالجة الأنسب لثقافة الاحتجاج الاجتماعي التي تترسخ في وطننا"، مضيفا أنه "بعد صدمة الأحكام هذه، أصبحنا جميعا مطالبين بالبحث عن الطريق الأنجع لمغرب يتسع لجميع أبناءه بدون استثناء للعيش في كرامة ولتأمين الاستقرار". وفي وقت سابق عادت أجواءُ الاحتجاج إلى شوارع مدينة الحسيمة ومدينتي الرباطوالدارالبيضاء، مجدداً، بعد الأحكام الصادرة في حق ناصر الزفزافي، أيقونة "حراك الريف"، ورفاقه المعتقلين في الدارالبيضاء، التي وصلت في مجموعها إلى أزيد من 200 سنة، وتفجيرها حالة من السخط والتذمر الشديدين وسط الريف، بعد الهدوء الذي خيّم على الحسيمة لقرابةَ شهور، إثر خُفوتِ حدَّة الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة على طول ستة أشهر. وبينما خلفت أحكام الإدانة استياء لدى أوساط سياسية وحقوقية وفجرت موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد السلطات المغربية أن المحاكمة تمت مع احترام للمعايير الدولية، وحضرها مراقبون حقوقيون أجانب وتابعتها الصحافة. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء وضعت نهاية لملف معتقلي "حراك الريف"، ليل الثلاثاء، بعد عام من سير المحاكمة. وقضت الغرفة المذكورة بالحرمان من الحرية طيلة 20 عاما على كل من ناصر الزفزافي ونبيل أحمجيق وسمير اغيد والبوستاتي، وبعقوبة سجنية مدتها 15 عاما على من كل من الحاكي وأدهشور بوهنوش. أما محمد جلول، الذي سبقت إدانته بخمس سنوات سجنا في احتجاجات خلال سنة 2011، فقد تمت مؤاخذته بجميع التهم الموجهة إليه واعتبار الأفعال المنسوبة إليه تشكل مؤامرة للمس بالسلامة الداخلية للدولة، وأدين بعشر سنوات سجنا نافذة، رفقة آخرين. جدير بالذكر أن باقي الأحكام، التي جرى الكشف عنها في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، وزعت على باقي المعتقلين بما يزيد عن ثلاث سنوات لأغلبهم، مع غرامات مالية، دون أن تتم تبرئة أي واحد؛ فقد أدين كل من محمد مجاوي وشاكر مخروط وربيع الأبلق وإلياس حاجي وسليمان فحيلي ومحمد الاصريحي والحنودي وأبقوي بخمس سنوات سجنا نافذة، وغرامة مالية قيمتها 2000 درهم. كما حكم ب3 سنوات حبسا نافذة و2000 درهم غرامة على كل من إبراهيم بوزيان وعثمان بوزيان ويوسف الحمديوي ومحمد النعيمي ومحمد الهادي. أما المعتقلون رشيد اعماروش وعبد اللطيف الموساوي ويوسف فاضل وعبد المحسن الأثري وجمال مونة وعبد العزيز خالي والصابري بولحجول والحاكيمي، فقد صدر في حق كل واحد منهم حكم ابتدائي بسنتين حبسا نافذتين، وغرامة 2000 درهم؛ فيما أدين زكرياء قدوري بسنة و2000 درهم غرامة.