تستعد ساكنة دار الضمانة على غرار نظيراتها بأغلب ربوع المملكة لاستقبال عيد الفطر في سلوكيات ومظاهر احتفالية تتكرر كل سنة، وهي المناسبة التي لازال المغاربة يتعاملون معها بكثير من الاحترام والاستعداد القبلي. مظاهر عديدة كانت تؤثث المشهد الاجتماعي وسط دروب وأزقة المدينة العتيقة بوزان؛ تزامنا مع مقدم عيد الفطر، وهي المظاهر التي لا تخلو منها أي مدينة وأي حي شعبي حاضن ل"سويقة" أو محالات متخصصة في بيع الأزياء التقليدية وسط تجاويفه. ساعات طوال قضتها هسبريس بمحيط محلات متخصصة في بيع الأزياء التقليدية والعصرية، علها تظفر بصورة توثق ولوج امرأة لشراء "جبادور" أو عباءة لزوجها أو ابنها، أو ملاقاة طفل منتش بفرحة كسوة العيد، إلا أن تحقيق الهدف المرغوب غاب عن محلات "السويقة" و"القيسارية" التي ظلت خاوية على عروشها بعدما ألفت حضور تلك المشاهد المرتبطة بالهوية والثقافة الأصيلة المرافقة لاحتفال المغاربة بالمناسبة الدينية. متاجر بيع الحلويات الجاهزة هي الأخرى ليست أفضل حال من سابقاتها، رغم وفرة العرض فأربابها يشكون اختفاء الزبون الذي كان يؤثث طقوس الاستعداد للاستقبال عيد الفطر، وهي الطقوس التي تراجعت في السنوات الأخيرة وتراجعت معها المداخيل بشكل كبير. "المناخ" في فقص الاتهام " يتزامن تخليد العيد المبارك هذا العام ودنو فصل الصيف"، عامل قال سعيد، من ساكنة الأحياء العليا، إنه جعل الإقبال على محلات الملابس الجاهزة بوزان ضعيفا؛ وبالتالي غياب مظهر كانت له خصوصيته في إضفاء رونق على العيد بدار الضمانة. "الاستعداد والإقبال على الزي التقليدي لعيد الفطر في دار الضمانة هذا العام ماشي عادي"، جملة شكلت إجماعا في تصريحات أصحاب محلات الزي التقليدي الذين التقت بهم هسبريس؛ وذلك رغم حرص الوزانيين على الحفاظ على مجموعة من العادات والتقاليد التي ظلت مرتبطة بهذه المدينة العتيقة، وعلى رأسها الزي المغربي التقليدي الأصيل الذي تشتهر به وزان. وفي هذا الصدد قال عبد الحق خرميز، صاحب محل للملابس التقليدية، إن الإقبال على الأزياء التقليدية هذا العام ضعيف جدا بالمقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، مرجعا ضعف الرواج إلى التقلبات المناخية غير المستقرة وكذا الأزمة الاقتصادية التي أثرت بشكل واضح على القطاع وأجواء استقبال عيد الفطر بالمدينة الجبلية. وأضاف خرميز لهسبريس أن القدرة الشرائية للساكنة "ضعيفة جدا"، مشيرا إلى أن الإقبال هذا العام على شراء الأزياء التقليدية يقتصر على "الكندورة" أو "العباية" التي لا يتجاوز ثمنها 100 درهم، في وقت كان الإقبال على المنتجات الرفيعة التي يتجاوز ثمنها 1000 درهم. "نفقات الصيف" وأشياء أخرى من جانبه أرجع الطالب الجامعي سهيل عزوف المواطنين هذا العام سواء عن شراء الملابس أو طلب حلويات العيد إلى عدة عوامل تهم بالأساس غلاء المعيشة، إلى جانب انشغال غالبية الأسر بمصاريف الصيف، وزاد: "هناك أسباب أخرى، لعل أبرزها ضعف القدرة الشرائية للمواطن الذي يعيش أزمة خانقة". أما طارق هواري، وهو صاحب محل متخصص في بيع الملابس التقليدية الجاهزة، فاستحضر الرواج الذي كان يعرفه قطاع الأزياء التقليدية في المناسبات الدينية والمناسبات خلال العيد الماضي، في وقت غاب الزبون عن اقتناء الزي التقليدي هذا العام بشكل واضح. وأضاف الشاب ذاته، لهسبريس، أن "المواطن تالف"، وفق تعبيره، وأن ركودا غير مسبوق طال جميع المنتجات التقليدية بمختلف أنواعها (الجلابة والعباية والجبادور)؛ "والتي دأب الوزانيون على شرائها لتخليد هذه المناسبة الدينية في حلة روحانية وزانية تجود بها أنامل الصانع التقليدي".