بعد تقرير مرصد الشمال لحقوق الإنسان حول ارتفاع نسب أعداد المهاجرين من المغرب إلى البلدان الأوروبية، خاصة إسبانيا، سواء باعتبار المغرب نقطة عبور مهاجرين من بلدان أجنبية، أو نقطة انطلاق هجرة مغاربة، إلى "الفردوس الأوربي"، أحداث كثيرة تلوح في الأفق، تؤكد هذا الارتفاع. الجذب نحو أوروبا من ضبط شاب مغربي مختبئ قرب محرك حافلة كانت على متن عبارة تربط بين مدينة الناظور المغربية وميناء موتريل بمدينة غرناطة إلى إنقاذ الحرس المدني الإسباني ل16 مهاجرا سريا، وصولا إلى تمكن البحرية الإسبانية يوم أمس بإسبانيا من إنقاذ 45 مهاجرا سريا أبحروا من سواحل الريف، وكذا إنقاذ 31 مهاجرا سريا تم نقلهم إلى ميناء موتريل. صبري الحو، متخصص في شؤون الهجرة، أكد، في تصريحه لهسبريس، أن السبب الرئيسي لظاهرة الهجرة السرية يتمثل في سياسة الجذب نحو أوروبا، مؤكداً أن هذه الظاهرة ناتجة عن الأخبار والشائعات التي تأتي من البلدان الأوروبية، والتي يروج لها بعض الشباب المغاربة، في كون أن أوروبا شرعت في فتح مكاتب لتسوية أوضاع المهاجرين واستيعابهم، خاصة القادمين من مناطق مضطربة كليبيا وسوريا. وأشار صبري الحو إلى أن عدد المهاجرين الذين يعبرون الإقليم المغربي، أو يتخذون من المغرب نقطة عبور، ارتفع بشكل ملحوظ، خاصة أن المغرب يعتبر النقطة الثالثة من نقاط مسارات العبور، بعد نقطة الهجرة من إفريقيا الغربية ومصر. ارتفاع أعداد المهاجرين ممن يعبرون من المغرب أتى بعد انخفاض كبير في نسب الهجرة، والذي كانت إسبانيا قد أشادت به في السابق؛ بيد أن النسب سرعان ما ازدادت في الآونة الأخيرة، حسب المتحدث. واعتبر المتخصص في شؤون الهجرة أن المسارات الأخرى في الهجرة صعبة ومكلفة من الناحية الإنسانية؛ غير أن المغرب بالنسبة إلى هؤلاء المهاجرين يعتبر مسارا آمناً، ليست فيه مخاطر. وشدد المتحدث نفسُه على أنه لا يعتقد بأن الهجرة نحو إسبانيا عن طريق المغرب ترجع إلى وجود المنظمات والجماعات التي تنشط في ميدان العبور؛ بل إن إحساس واطمئنان المهاجر بهذا المسار هو ما يجعله يقصد المغرب للهجرة، إذ إن "المهاجرين تردهم أخبار من ليبيا بأن أشخاصا آخرين وقعوا ضحية التجارة بالبشر". توق نحو الهجرة من جهة ثانية، أكد عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، في تصريح لهسبريس، أن تطور التنسيق الأمني بين الحدود هو ما دفع بارتفاع نسب الرصد والضبط لهؤلاء المهاجرين. وربط الخضري أسباب هذا التزايد بالدرجة الأولى بالفرصة التي تسنح للمهاجرين بالعبور نحو الضفة الأخرى، مضيفا أن نسبة المهاجرين المحتملين في الهجرة السرية قارة وتتصاعد حسب الأجيال، سواء تعلق الأمر بالظروف الأمنية أو المعيشية. ونبّه رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، إلى أن خطورة الأمر تتمثل في كون أن هؤلاء المهاجرين يدركون جيدا خطر الموت؛ لكنهم يغامرون بحياتهم للهجرة نحو الضفة الأخرى. وأكد الفاعل الحقوقي أن جيل "الألفين" تواق للهجرة أكثر من جيل التسعينيات؛ فهو قد فقد الأمل في الحياة، كونه يرى أن جيل التسعينيات لم يحقق ذاته، ويعيش في البطالة والفقر والإدمان، ف"جيل الألفين اشتد عضده الآن، وبات يقرر مصيره بنفسه". الهجرة غير النظامية إلى إسبانيا نشرة مارس الخاصة بدينامية الهجرة، حسب بلاغ سابق لمرصد الشمال لحقوق الإنسان، أكدت أن 60 % من محاولات المهاجرين الوصول إلى شبه الجزيرة الإيبيرية تمت عن طريق قوارب الموت، مقابل 20 % من المحاولات التي تمت عن طريق تجاوز السياجات الحدودية الفاصلة بين مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، و20 % عن طريق وسائل أخرى. وحسب البلاغ الذي توصلت هسبريس به في وقت سابق، فإن النشرة عرفت مشاركة أزيد من 1190 مهاجرا ومهاجرة، في محاولة لتجاوز الحدود نحو مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وشبه الجزيرة الإيبيرية، 94 % منهم ينحدرون من دول جنوب الصحراء، و5 % مغاربة، و1 % من جنسيات أخرى، بينهم جزائريون. *صحافية متدربة