لو قلنا إن الكاتب الاقليمي لحزب العدالة والتنمية يلعب اليوم بالنار، لصنفنا ضمن دائرة الخونة والعملاء والكفار والمغضوب عليهم من قبل الحزب الواحد، الأحد، القهار، الذي لا يريد من الناس إلا أن يسبحوا بحمده، إن هم أرادوا أن لا يدخلوا في خانة المغضوب عليهم. لو عبرنا بلا، لا لتأبيده برلمانيا على الإقليم ولا لتوريث الصفة لقالوا لنا بأنكم تحسدون صاحب الفضل والنعمة عليكم يوم كنتم تتهجون النضال، فأصبحتم بنعمته نقادا وكفارا، طبعا بالنعمة. لو عزمنا العزم على تصحيح مسار الديمقراطية من داخل مؤسسات الحزب وهياكله سحبا للثقة من كاتب حزبنا المعلوم و رفضنا للتثليث لسحبت أسماؤنا قهرا ووشمونا بالبلطجية الملعونة وقالوا في حقنا جهارا ما لم يقله إمامنا مالك في الخمر.. لو دعوناهم إلى الحوار والمقارعة الفكرية ومقابلة الحجة بالحجة لفضلوا اللجوء إلى أسهل الطرق لمواجهة الخصوم - الحركة التصحيحية - بتبخيس نضالاتنا واتهامنا لمزا أو غمزا بأننا خونة فضلنا الجلوس بالمقاهي أوج الحملة الانتخابية. ورددوا ما قاله القذافي لليبيين من أنتم؟؟؟؟؟ لو جاريناهم جدلا وقلنا لهم جدلا، نحن مناضلون مثلكم نريد تقويم زلاتكم، وما أكثرها، لاتهمونا بالزندقة والخروج عن ولاية الامام - سعيد خ - واسمعونا قولا أريد به باطلا: "إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية". لو سطرنا مذكرة تصحيحية ورقناها بأقلامنا وارسلناها الى الأمانة العامة مطالبين بما كنا نطالب به الاحزاب الاخرى يوما بل ونعيبه على المغرمين بحب الكرسي لأكثر من ولايتين لسالت ألسنتهم علينا بالشقاق والنفاق.... ولقالوا لنا نحن الكفاءات مصورين بذلك لمريديهم وللرأي العام القصري بأننا "سطولا" على حد تعبير المغاربة. لو كاشفناهم بالحقيقة وقلنا لهم كم هو المواطن ساخط عليكم لأكثروا من المدح والثناء على" إنجازاتهم واننا لنا الفائض والفائض في الميزانية، متجاهلين أن مادح نفسه كذاب، وأن المثل الأمازيغي يقول "الأصبع لا يشير إلى صاحبه"، ومعناه أنه من الصعب وربما من المستحيل أن يعترف المرء بعيوبه، وأن الجمهور هو الذي يحكم على لاعب كرة قدم وليس هو نفسه. كم قلنا لهم ودعوناهم بصدق لتصحيح المسار حفاظا على بيضة الحزب، وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا. فالله الله فيك يا ابن البر، المصلحة العامة ان كنت تريد ان تبقى سعيدا في أعيننا..... والنضال النضال يا إخوة الدرب فرياح التغيير آتية لا ريب فيها. هده رسالة نبعثها إلى من يهمه الامر، نأمل أن تقرأ بصدر رحب لتصحيحها وتفاديها في المستقبل، بدل الاصرار على نعت كل من يكشفها بأقبح الأوصاف من بلطجية و شبيحة، أي الشمكارة باللغة المغربية، وذلك في غياب أي وازع أخلاقي أو ديني أو تربوي.