رحبت جماعة الإخوان المسلمين في مصر "بأي جهود جادة ومخلصة لإخراج مصر من أزمتها" وإعادة ما قالت إنه "حقوق مغتصبة للشعب المصري". وأكد نائب المرشد العام للجماعة في مصر، إبراهيم منير في تصريحات ل "قدس برس"، إن جماعته "مستعدة للتعاطي والتجاوب مع أية وساطة محايدة لإنهاء الأزمة في مصر". ونفى منير، علمه بوجود أية وساطات حالية بين النظام والإخوان، وقال: "نحن في الإخوان لسنا ضد جهد أي أحد، ولسنا وحدنا من يدفع ثمن الظلم، ولدينا أكثر من 60 ألف معتقل في سجون النظام في الوقت الراهن". وأضاف: "نحن نعتقد أن الإخوان لا تمثل كافة أبناء الشعب المصري، وهناك فئات أخرى كثيرة مظلومة، لذلك نعتقد أن المطلوب هو معالجة ملف أزمة البلاد بشكل كامل". وحول المبادرة التي طرحها القيادي السابق في جماعة الإخوان كمال الهلباوي، بشأن تشكيل مجلس حكماء عربي لقيادة وساطة بين النظام والإخوان في مصر، قال منير: "ليست لدينا معلومات عنها، وما نطلبه في أية وساطة أن يكون أطرافها محايدون يعبرون عن مطالب الشعب المصري مع التأكيد على أن اصحاب القرار في النهاية هم الرئيس الشرعي وقيادة الجماعة في السجون"، على حد تعبيره. وكان القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين كمال الهلباوي، قد دعا إلى ضرورة السعي من أجل مصالحة وطنية شاملة في مصر، تنهي حالة الاحتقان السياسي والأمني، وتساعد على مواجهة التحديات التي تواجه البلاد. وأوضح الهلباوي، في حديث مع "قدس برس"، أن "استمرار الصراع الداخلي في مصر لا يفيد أحدا، ولا يخدم أمن واستقرار البلاد". وأضاف: "أما وقد مرت الانتخابات الرئاسية بسلام، وفاز الرئيس عبد الفتاح السيسي بأغلبية مطلقة، فإن المناخ قد أصبح مهيأ لخطوة جريئة وشجاعة تطوي صفحات الخلاف وتؤسس لمصالحة وطنية حقيقية تبني مستقبلا زاهرا يتطلع إليه كل المصريين" بحسب ما يرى. وأشار الهلباوي، إلى أن "طريق المغالبة السياسية كلف مصر أثمانا باهظة، وأنه نهج لا يخدم إلا خصومها وأعداءها، وفي مقدمتهم الاحتلال الصهيوني المتربص والهيمنة الغربية وأطماعها". ودعا الهلباوي، إلى "تشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات عربية ودولية مشهود لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية في مصر، تنهي حالة الصراع القائمة بين نظام الحكم والمعارضة، وفي مقدمتهم الإخوان، والتأسيس لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحدا إلا أهل العنف والإرهاب". وقال: "لا يمكن الحديث عن أية شروط للوساطة، لأن اللجنة هي التي ستضع كل التصور الكامل لوساطتها من أجل إنهاء الصراع في مصر تفرغا للبناء". وأكد الهلباوي، أن "الوساطة الواجب القيام بها في مصر، يمكن أن تشكل مدخلا لإعادة الهدوء إلى مصر خاصة والمنطقة عموما، وفتح أبواب التعايش بين الفرقاء السياسيين على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة". وأضاف: "الخيارات الأمنية في معالجة الخلاف السياسي ليس هو الطريق الأفضل والأنجع، ولذلك فإنه لا بديل عن الحلول السياسية في نهاية المطاف، حتى روسيا وأمريكا واليابان وألمانيا رغم الصراع المميت لم يكن أمامهم في النهاية إلا الحوار"، على حد تعبيره. يذكر أن كمال الهلباوي (المولود 1939) شغل منصب المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الغرب، والرئيس المؤسس للرابطة الإسلامية في بريطانيا. وذلك قبل أن يقدم استقالته من الجماعة في وقت صعود الإخوان يوم 31 مارس 2012 على خلفية ما قال الهلباوي إنه "انحرافات الإخوان، والترشح للانتخابات الرئاسية رغم العهود للشعب بعدم الترشح". وكان الهلباوي وكيلا للجنة الخمسين لإعداد الدستور الأخير، وهي لجنة تشكلت في مصر عصر يوم الأحد 1 سبتمبر 2013، بواسطة الرئيس عدلي منصور، كما أنه عضو في المجلس القومي لحقوق الإنسان، المرتقب أن يتم تعديل هيئته القيادية قريبا. وتأتي دعوة الهلباوي إلى المصالحة الوطنية في مصر، بعد أسابيع قليلة من الإعلان رسميا عن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية رئاسية ثانية، حيث كانت الأولى عام 2014.