في سياق متذمر ورافض لمخرجات محاكمة معتقلي حراك جرادة، أعلنت لجنة الحراك المحلي عن برنامج نضالي تصعيدي جديد، يتضمن خطوات غير مسبوقة؛ ضمنها صيام وإفطار جماعي في نقاط تجمع المتظاهرين، ومسيرات حاملة للحقائب صوب المحطة الطرقية، ومنذرة بمغادرة المدينة صوب مدن أخرى لعدم تنزيل بديل اقتصادي للسكان. وينطلق البرنامج، ابتداء من اليوم الأربعاء، بمسيرة تجوب كافة أحياء المدينة، تتخللها حلقيات ومناقشات مع السكان، ويليها يوم غد الخميس صيام جماعي من الفجر إلى صلاة المغرب، مع تنظيم إفطار جماعي في كل نقاط التجمع "المنار" و"ولاد عمر" و"حاسي دلال" و"المسيرة". وأضاف البرنامج النضالي عزم السكان، يوم الجمعة المقبلة، تنظيم مسيرة صوب مكان وفاة "الشهيد عبد الرحمان"، والذي قضى نحبه داخل ساندريات الفحم، تضامنا مع معتقلي الحراك ومطالبةً بإطلاق سراحهم كافة. وفي إجراء غير مسبوق، قَرَّرَ المحتجون برمجة مسيرة يوم السبت المقبل، صوب المحطة الطرقية لجرادة، حاملين معهم حقائب، وملوحين بمغادرة مدار المدينة، نظرا لعدم توفير بديل اقتصادي يلبي مطالب سكان جرادة. ويختتم المتظاهرون برنامجهم النضالي، يوم الأحد المقبل، بمسيرة صوب ساحة المنار تلتقي فيها كل نقاط التجمع من أجل مناقشة مستقبل الحراك، بشكل شريف، حسب ما ورد في البرنامج النضالي الجديد للحراك. وفي السياق ذاته، أورد مصدر مطلع من داخل الحراك أن "هناك نقاشات ودردشات يومية، من أجل ثني سكان المدينة عن تسديد فواتير الماء والكهرباء الخاصة بهذا الشهر، بعد مطالب سابقة لإعفاء جرادة من دفع واجب الفواتير، كواحد من بين شروط المحتجين لتهدئة الأوضاع بالمدينة"، مشددا على أن "المطالب الآن تتعلق أساسا بالإطلاق الفوري للمعتقلين القابعين بسجن وجدة". وأضاف المصدر ذاته أن "البرنامج النضالي سيستمر حتى إطلاق سراح المعتقلين، وتوفير بديل اقتصادي عن الساندريات التي أودت بحياة العمال، ويَّتَمَتِ العديد من أبناء وبنات جرادة"، مؤكدا أن "المحتجين متشبثون بالحوار مع المسؤولين". تجدر الإشارة إلى أن حراك جرادة خلّف العديد من المعتقلين القابعين بالسجن المحلي وجدة، جرى توزيع أكثر من 3 سنوات على أربعة منهم؛ فيما لا تزال المحكمة تتداول في مصير سبعة معتقلين آخرين على خلفية أحداث 14 مارس الدامية التي شهدتها المدينة، على إثر اندلاع مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن العمومي.