أطلقت اتصالات المغرب، الفاعل الأول في الاتصالات، اليوم الثلاثاء، النسخة الثانية من "Smart Days" حول الانتقال الرقمي بإفريقيا، بحضور خبيرين من فرنسا والكاميرون، قدّما تجارب ومناهج لإنجاح رهان المستقبل لفائدة المقاولات. وتعد هذه الأيام، التي أطلقتها اتصالات المغرب لأول مرة السنة الماضية، مُناسبةَ لتبادل النقاشات والرؤى والأفكار؛ إذ يلتقي الباحثون والخبراء والمقاولون والطلبة والصحافيون لاكتشاف أبرز التوجهات الكبرى في العالم الرقمي. وقد حضر نسخة هذه السنة، المنظمة تحت شعار "الانتقال الرقمي: النماذج والتحديات أمام الشركات في إفريقيا"، كل من الخبير الدولي جيل بابيني، وهو مقاول في مجالات متعددة أول رئيس للمجلس الوطني الرقمي بفرنسا، وريبيكا أنونشونغ، وهي مقاولة كاميرونية رئيسة شركة"AppTech" الدولية المتخصصة في إنشاء البرمجيات. وقدم الخبيران عروضاً تطرقا فيها للمؤهلات المتاحة في القارة الإفريقية في المجال الرقمي، والفرص المتاحة أمام المقاولات والمؤسسات والأفراد للاستفادة منه، إضافة إلى القضايا التنظيمية والمالية التي تواكب هذا التحول. ويرى الخبير الفرنسي جيل بابيني أن أهم عنصرين لإنجاح التحول الرقمي هما: "المنصة والسرعة"، واعتبر في عرضه أمام الحضور أنه "لا بد من قطيعة أنثروبولوجية لإنجاح هذا الهدف". وأضاف قائلاً: "العالم يعيش لحظة تسارع فريدة، فإذا استغرقنا 40 سنة لربط 2.5 مليار شخص بالإنترنيت إلى حدود 2015، فإننا اليوم على بعضة أشهر فقط لتوصيل 2.5 مليار شخص آخرين بالشبكة". وبحسب بابيني، فإن الثورة الصناعية الثالثة التي يجسدها الانتقال الرقمي تولد مكاسب هائلة من الفرص، لكنها تؤثر على المقاولات والمؤسسات، وتتأثر قطاعات من هذا الأمر، خصوصاً التجارة والسياحة والفنادق والتأمين والمال والصحة. وأشار الخبير الفرنسي إلى أن التعددية والتخصص وتهجين المعارف مسائل أضحت جوهر المقاولات الجديدة الناجحة، مثل "فيسبوك" و"جوجل"، التي تعمل برؤية جديدة لمواجهة العالم الراهن بمختلف تحدياته. أربعة متطلبات أساسية لإنجاح الهيكلة الجديدة في الانتقال الرقمي؛ أولها الإرادة الحقيقية للإدارة العليا من أجل إحداث قطيعة أنثروبولوجية، وثانيها ضرورة تكوين جميع العاملين في المجال الرقمي، وثالثها القدرة على تنظيم وتيرة عمل المقاولة حسب زمنين؛ الأول صناعي بطيء ومكلف، والثاني قصير مخصص للتحليلات والتطبيقات. أما المتطلب الرابع لإنجاح التحول، وهو بالغ الأهمية، بحسب الخبير الفرنسي دائما، فيتعلق بالانفتاح، ويقصد به أن تكون المقاولة قادرة على تجميع كل الموارد الموجودة في بيئتها لتخلق جاذبية فيما بينهما (المقاولة والبيئة). أما الخبيرة الكاميرونية ريبيكا أنونشونغ، فأكدت أن إفريقيا تزخر بإمكانيات هائلة لإنجاح تحولها الرقمي، ودعت إلى ضرورة الاستفادة من الموارد المتوردة، منها الاختراق القوي للنقال والمجال التشريعي الخصب المؤطر للفضاء الرقمي، إضافة إلى التبني السريع للتكنولوجيات. وأفادت ريبيكا في العرض الذي قدمته بأن إفريقيا شهدت ارتفاعاً على مستوى ربط النقال بالإنترنيت، بشكل يتجاوز أجهزة الكمبيوتر التقليدية، كما أشارت إلى أن الجرائم الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني وحماية الخصوصية والتجارة الإلكترونية هي إشكاليات بدأت تجلب انتباه المشرعين في القارة. وشددت الباحثة على ضرورة مرافقة صناديق الاستثمار بالتخصص في المجال التكنولوجي، عبر تطوير البنى التحتية المحلية، وتخفيض تكلفة الوصول إلى الإنترنيت، إضافة إلى إعطاء الأولوية للبحث العلمي والتنمية والاستثمار في قطاع الطاقة، وإحداث التغيير الثقافي بالنظر إلى التكنولوجية كوسيلة لا كهدف. وتلتزم اتصالات المغرب، عبر هذه المبادرة، بإنجاح الانتقال الرقمي في المغرب وإفريقيا، إضافة إلى تقديم منتوجات عدة، وخدمات موجهة للمقاولات، من بينها خدمة "Smart Car"، وخدمة "MT CLOUD"، إضافة إلى مركز البيانات، وتوفير الأمن المعلوماتي.