فوجئ عدد من المغاربة بشائعة نشرتها بعض المواقع المقربة من جبهة "البوليساريو" مفادها "وفاة الملك محمد السادس بسكتة قلبية"؛ إذ تناقل نشطاء "فيسبوك" قصاصات قامت بترويجها مواقع جزائرية، ومن تبعها، تهم صحة ملك المغرب، في حين تم ربط الشائعة بالعملية التي كان أجراها الجالس على عرش المملكة في باريس، على مستوى القلب، وتكللت بالنجاح. الشائعة التي نشرها موقع مقرب من جبهة "البوليساريو" دفعت الكثير من المغاربة إلى التساؤل عن صحة ملك البلاد، وكان أفضل رد عليها تناسل صور، بوتيره شبه يومية على مواقع التواصل الاجتماعي، للملك محمد السادس مع أفراد الجالية خلال جولاته بالعاصمة الفرنسية، خالقة الارتياح لدى الباحثين عن المعلومة الصحيحة. وكانت هسبريس نشرت صورة للملك محمد السادس مع أحد مغاربة العالم قرب محل تجاري، حيث بدا في حالة صحية جيدة، مرتديا معطفا ذا لون أصفر مائل إلى البياض. وكانت هذه الصورة كافية لتكذيب "قصاصات النعي" التي روّجتها مواقع جزائرية وأخرى للجبهة الانفصالية. من جهة أخرى أكد سفيان البحري، مدير الصفحة الحاملة اسم "الملك محمد السادس" على "فيسبوك"، أن الملك محمد السادس في صحة جيدة، نافيا إشاعة وفاته مع إرفاق تدوينته، وقتها، بصورة جديدة للملك وهو يجول في أحد شوارع باريس. أما الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في منتدى "كرانس مونتانا" أتت لوضع حد لتناسل الإشاعات. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها جبهة "البوليساريو" إلى "حرب الشائعات"؛ ففي سنة 2012 نشرت نبأ زائفا عن "وفاة الملك محمد السادس في حادث غامض، وهو في طريقه إلى الأردن بعد نهاية زيارته إلى السعودية"، ما دفع عددا من النشطاء المغاربة إلى اختراق الموقع الذي قام بالنشر وتعطيله. الإعلامي والمحلل السياسي مصطفى طوسة قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن "إشكالية الأنباء المزيفة تحولت إلى مرض العصر بسبب الانتعاش التاريخي لشبكات التواصل الاجتماعي، الذي يمنح أي إشاعة تطلقها جهة معينة زخما قويا"، موردا أن "هذه الظاهرة أصبحت تطرح تحديات جديدة ومستعجلة على الدول والمجتمعات في الوقت الراهن". وتابع طوسة: "الأنباء التي روجت لها جهات معادية للمغرب عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حول صحة الملك محمد السادس، تدخل في هذا الإطار الذي يجعل من خبر مزيف وإشاعة واهية سلاحا يراد منه المس بالمعنويات، وزرع الهلع والفوضى التي تنزع المصداقية". وتوقف طوسة عند نشر صور الملك محمد السادس وهو يجول في شوارع باريس للرد على هذه الادعاءات، معتبرا أن "الجواب على هذه الأخبار المزيفة كان بطريقة تلقائية عبر نشر صور للملك محمد السادس صحبة مواطنين لإطفاء لهيب هذه الإشاعات وصد المخططات التي تقف وراءها". وأوضح الصحافي في إذاعة "مونتي كارلو" الدولية أن "هذا العلاج الإعلامي قد يُؤْمِن حلا مؤقتا، لكن هذه الوضعية الجديدة، التي تجعل من أي شخص أو جهة معينة قادرة على زرع سموم الأخبار المزيفة حول المغرب ومصالحه وصورته، تفرض على السلطات التفكير في إستراتيجية شاملة للدفاع والردع"، وزاد: "لا يجب أن تترك مسارح التواصل الاجتماعي أماكن خالية يرتع فيها فقط زارعو السموم الهدامة"، بتعبيره. * صحافي متدرب