سارع الكرملين الى رفض اتهام بريطانيا اليوم الجمعة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بشن هجوم بغاز الأعصاب في جنوبانجلترا، ووصفه بأنه "صادم وغير مبرر." وأدى الهجوم الذي استهدف جاسوسًا روسيًا سابقًا أدين ببيع أسرار دولة لبريطانيا ، إلى تدمير العلاقات بين موسكوولندن. ونفت روسيا مرارا أي تورط في الحادث. وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قد صرح للصحفيين بقوله:" من المرجح بشكل كبير للغاية"أن يكون بوتين قد أمر بالهجوم. تعتزم روسيا طرد دبلوماسيين بريطانيين ردا على ما أعلنته لندن الأسبوع الجاري أنها ستطرد 23 دبلوماسيا روسيا، بحسب تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الجمعة. واتخذت بريطانيا هذه الإجراءات لمعاقبة روسيا على رفضها احترام إنذار يطالب الكرملين بتوضيح كيفية نقل سلاح كيميائي إلى بريطانيا، بعد تطويره في فترة الاتحاد السوفيتي السابق. واستخدم السلاح الكيميائي وهو غاز أعصاب يسمى "نوفيشوك" في تسميم سيرجي سكريبال /66 عاما/ وهو جاسوس روسي سابق تحول إلى عميل مزدوج وابنته يوليا /33 عاما/. ويرقد الرجل وابنته في المستشفى في حالة حرجة بعد العثور عليهما فاقدي الوعي في مدينة ساليسبوري بجنوبإنجلترا الأسبوع الماضي. تدهورت العلاقات بين روسياوبريطانيا جراء قضية التسميم، التي تشبه واقعة الجاسوس الروسي السابق أليكسندر ليتفينينكو الذي توفى عام 2006 بعدما جرى تسميمه بنظير مشع في فندق بلندن. وألقت بريطانيا باللائمة على روسيا في حادثي التسميم. قال المحققون الاتحاديون الروس اليوم الجمعة إنهم فتحوا تحقيقات جنائية في الهجوم والموت الغامض لمواطن روسي آخر هو نيكولاي جلوشكوف الذي اكتشفت جثته في منزله في ضاحية بلندن هذا الاسبوع. ولم يشر بيان لجنة التحقيق الروسية الى سكريبال، الذي جرت مقايضته مع بريطانيا في صفقة تبادل جواسيس كبرى منذ ثماني سنوات. وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الولاياتالمتحدة العام الماضي سحب أكثر من 700 موظف من مؤسساتها الدبلوماسية في روسيا بعدما أقر الكونجرس الأمريكي بأغلبية ساحقة عقوبات جديدة ضد روسيا. وأقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات آنذاك. ودخلت حيز التنفيذ أمس الخميس وسط الخلاف الدبلوماسي الحالي. وطردت الولاياتالمتحدة العام الماضي 35 دبلوماسيا روسيا بناء على مزاعم أن قراصنة روس نفذوا هجمات إلكترونية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفي وقت سابق، أعرب المسؤولون الروس عن اعتزامهم طرد دبلوماسيين أمريكيين آنذاك في إجراءات انتقامية، ولكن بوتين أوقف هذه الخطط وعوضا عن ذلك دعا الدبلوماسيين الأمريكيين إلى حفل رأس السنة في الكرملين.