ارتبط الحريم في التاريخ السياسي للمغرب بالبلاطات السلطانية؛ فالقوة السياسية كانت تتمظهر من خلال عدد الجواري والحريم التي يتوفر عليها صاحب النفوذ السياسي، سواك كان سلطانا أو أميرا، أو وزيرا أو قائدا. أما الانتصار السياسي على الخصم فكان ينعكس من خلال الاستحواذ على حريمه وسبي جواريه وخدمه، وقد امتد ذلك ليس على الصعيد الداخلي فقط، بل شمل أيضا المحيط الخارجي، إذ إن حسم المعارك مع القوى الأجنبية، سواء كانت برية أو بحرية، كان يتم أيضا من خلال السبي واستجلاب الجواري. وقد تكرس نظام الحريم في عهد السعديين، إذ أصبح المجال الحريمي مجالا أنثويا خاصا بالسلطان، ومجالا مغلقا ومحروسا، ليتطور بعد الحماية الفرنسية إلى مجال ممخزن. - الحريم كمجال خاص قامت السلطة المخزنية منذ بداياتها على تكريس نظام الحريم منذ أن وطد السلاطين السعديون حكمهم بالمغرب. فقد قام هؤلاء ببلورة مجموعة من الأعراف والتقاليد متأثرين في ذلك بالسلاطين الأتراك، إذ عملوا على مأسسة العلاقات التي تسود هذا المجال من خلال إيجاد عريفات تشرف على تدبير شؤون الحريم. فقصر البديع الذي شيده السلطان المنصور الذهبي، لإظهار عظمة ملكه، وامتداد نفوذه، كان قبل كل شيء قصرا يضم كل حريمه؛ فعلى غرار السلاطين الأتراك الذين كانوا مغرمين بالنساء والجواري، والذي عاش هو وأخوه عبد الملك في بلاطهم وتأثر بعاداتهم وتقاليدهم، كان لهذا السلطان أربع زوجات شرعيات ونحو 25 جارية، وهو ما يمكن معرفته من واقع تعدد الغرف المغلقة والمفتوحة على بعضها البعض في قصر البديع. بالإضافة إلى باقي الملحقات التابعة للحريم التي كانت تضم الخادمات والوصيفات وباقي الخدم المكلف بحراسة حريم السلطان. وقد رسخ السلاطين العلويون هذا النظام الحريمي، إذ لا يمكن إغفال أن المولى الرشيد قد دعم حكمه بعدما استطاع أن يقضي على ابن مشعل، الذي كان يفرض على القبائل والمدن بما فيها مدينة فاس إهداءه فتيات يتسرى بهن كل سنة، إذ عمل على التخفي في ثياب العروس المهداة للقضاء على هذا الأمير اليهودي. ومنذ ذلك العهد اهتم السلاطين العلويون بتركيز نظام الحريم، إذ اشتهر السلطان العلوي المولى إسماعيل بكثرة حريمه، فكان يضم فتيات من كل أقاليم السلطنة بالإضافة إلى جوار ونساء استجلبن من مختلف بقاع العالم من شركسيات وتركيات ومسيحيات... فقد عرف عن المولى إسماعيل أنه كانت له نحو خمسمائة امرأة من بنات المغرب والرقيق السود والأجانب (تركية وإسبانية وإنجليزية وفرنسية). وتشير العديد من المراجع التاريخية إلى أنه بلغ من الأولاد من صلبه خمسمائة من البنين ومثلهم من البنات، وقد وصفه الدكتور حسين مؤنس بأفحل ملوك الإسلام طرا، وكان له كاتب خاص بالأولاد يسمى محمد بن علي، وكانوا متفرقين مع أمهاتهم، إذ بلغن الثلاثين في سجلماسة بديارهن وعيشتهن الخاصة. واشتهر المولى إسماعيل بأنه حكم 55 سنة وعرف عنه أيضا أنه كان سيتزوج بأميرة فرنسية فلم يتمكن وتزوج بفرنسية أخرى ساهمت في شهرته لدى الدول الأوربية التي كانت في قمة أمجادها مع كارلوس الثاني ملك إسبانيا وشارل الثاني ملك انجلترا ولويس الرابع ملك فرنسا، والذين عاصروه. ومع هذا فقد استطاعت السيدة خناثة بنت بكار أن تتميز وسط هذا العدد الكبير من النساء بحظوتها العلمية والفقهية وبنسبها المغافري التي تنحدر منه أيضا أم المولى إسماعيل، وكذلك لأن ابنها المولى عبد الله سيرث العرش في عدة مبايعات بعدما عزل مرات نتيجة للأوضاع السياسية التي سادت بعد وفاة والده، وما لعبه أيضا عبيد البخاري من أدوار أبرزها امتلاكهم سلطة البيعة والعزل بسلاحهم وجيشهم. وبجانب خناثة بنت بكار كانت هناك عدة زوجات للمولى إسماعيل سيصل أبناؤهن إلى عرش الإيالة الشريفة، كعائشة مباركة الرحمانية، أم السلطان أبو الحسن، والسيدة معزوزة مالكية، أم السلطان المولى عبد المالك، والسيدة عودة الدكالية، أم السلطان المولى المستضيء، إضافة إلى الكثير من أمهات الأمراء والأميرات، تختلف أنسابهن من حيانية وزعرية وورديغية ودليمية وشاوية وسفيانية وسلاوية وتادلاوية وبخارية وكناوية وحصينية ومنبهية وزمورية ودرعية... - الحريم كمجال محروس شكل الحريم "المجال الحميمي للسلطان"، إذ كان السلطان الرجل الوحيد الذي بإمكانه أن يتحرك داخل هذا المجال المغلق. كان هذا المجال يخفي كل أفراد عائلة السلطان من النساء من أصول وفروع وزوجات وجواري وخادمات، وليس من حق أي أحد من رجال القصر أن يقتحمه أو أن يتلصص عليه. وغالبا ما يكون هذا المجال مطوقا بحراسة مشددة، إذ يمنع على كل رجل مهما كانت درجة قربه من السلطان أن يقترب من الحريم السلطاني، سواء في حلهن أو ترحالهن. فأثناء تنقلات السلطان عادة ما يخصص لحريمه مكان متوار داخل الأفراك السلطاني، لا يسمح بولوجه إلا للسلطان. وفي هذا السياق كتب لويس أرنو ما يلي: "كان السلطان يصحب معه أثناء الحملات عددا من النساء، ثلاثين أو أربعين، يوجد منهن الخدم والجواري وعشرات الخصيان. إنها داره المتحركة بالأمتعة والجواهر على ظهور البغال التي يحرسها هؤلاء العبيد السود، والحال أن العبيد الزنوج وحدهم عادة الذين لهم الحق في رؤية النساء غير المحتجبات. وعندما يكون هناك إعصار أو رياح شرقية تتحرك من جرائها جوانب الأفراك، تستقدم وبسرعة أفواج العبيد، حيث يبقون معلقين على حبال الأفراك طوال مدة الطقس المضطرب، وإذا سقط أو رفع الأفراك لم يكن من اللائق لغير المسخرين البيض رؤية مقر إقامة السلطان. ولهذا السبب بالضبط كان طابور عسكر العبيد المرافق دائما لبغال نساء القصر والخصيان وأمتعة السلطان لا يضطلع بأي دور عسكري مهم. وعندما تريد امرأة أو أحد الخصيان التوقف في الطريق لقضاء الحاجة، فإن المقدم يعمل على بناء خيمة صغيرة من الكتان تطوى من بعد بواسطة عبدين مكلفين". كما كانت للسلطان المولى الحسن عدد من النساء، عادة ما كان يصطحبهن في تنقلاته وحركاته. وكتب لويس أرنو بهذا الشأن ما يلي: "لقد كان مولاي الحسن متزوجا يصحب معه في طريقه من مراكش إلى مكناس ثلاثين من النساء، بما فيهن محضياته وجواريه وخدمه، وكن يركبن البغال التي يحرسها خمسة عشر عبدا من الخصيان وتحت مراقبة طابور عسكر العبيد". ولعل هذا الاهتمام بالإكثار من الحريم والعمل على تشديد الحراسة عليه ينبع بالأساس من إظهار عظمة السلطان وقوته السياسية، من خلال التركيز على قوته الجنسية، إذ تصبح القوة السياسية متلازمة مع القوة الجنسية، ويصبح السلطان رمزا للفحولة، سواء على الصعيد الجنسي أو السياسي. ولم يقتصر نظام الحريم على السلاطين فقط، بل حرص أفراد النخبة السلطانية من صدر أعظم ووزراء وقواد على توسيع مجال حريمهم من خلال الإكثار من عدد النساء، سواء من خلال ما كان ينعم به السلاطين عليهم من محظيات وجواري أو من خلال ما كانوا يقتنونه من سوق الجواري ببعض المدن المغربية، خاصة سوق العبيد بمراكش، أو من خلال ما كان يهدى لهم من طرف القبائل أو الاستيلاء عليه خلال الحركات. وهكذا عرف الصدر الأعظم با حماد، خاصة بعد وفاة السلطان المولى الحسن وتولي ابنه عبد العزيز المنحدر من أم تركية، بتشييده لقصر الباهية بمراكش، والذي مازال إلى حد الآن مزارا سياحيا في هذه المدينة، لضم حريمه؛ وخصص أجنحته لزوجاته ومحظياته الكثر. كما كانت للقائد المتوكي العديد من النساء، قدرهن لويس أرنو ما بين 20 و30 امرأة، ولعبن دورا أساسيا في تقربه من السلطان مولاي الحسن. وكتب أرنوا بهذا الصدد ما يلي: "وعند مغيب الشمس شرعت نساء المتوكي في الذهاب عند نساء السلطان اللواتي تنتظرهن مزينات بالحلي داخل الخيام في الفراك. فجاءت الزائرات راجلات دون حراسة، ودون ثياب جميلة كما نجد عند الشلوح، لكن كانت تحمل كل واحدة منهن على ظهرها جلد جدي مدبوغ محشو بالذهب. وهكذا دخلن عند المرأة المفضلة عند السلطان للارقية أم مولاي عبد العزيز، التي استقبلتهن بحفاوة، ثم وضعن هداياهن المقبولة. لقد كان عدد نساء المتوكي يتراوح بين 25 و30. وكانت مع مولاي الحسن 40 امرأة. كما عرف عن القائد الكلاوي أيضا أنه بالإضافة إلى الحريم، كان يتباهى باستجلاب الأوربيات واستضافتهن وإهدائهن العديد من المجوهرات والهديا الثمينة". - الحريم كمجال مغلق لقد بقي نظام الحريم سائدا حتى بعد استقلال المغرب، إذ كان القصر الملكي يضم في عهد الملك الراحل الحسن الثاني العديد من النساء، كلفت كل واحدة منهن بمهام معينة، وكن يرافقن الملك في تنقلاته بين قصوره أو في سفرياته داخل المملكة أو خارجها، وفق تقاليد وأعراف مخزنية خاصة. وفي هذا السياق كتبت مليكة أوفقير واصفة نظام الحريم في عهد الراحل الحسن الثاني كما يلي: "عاش الحسن الثاني محاطا على الدوام بأزيد من ثلاثين امرأة، هن عبارة عن خليلات؛ وقد طرح الكثيرون علامة استفهام حول ما اذا كان سيتخلى عن تقليد الحريم عندما أخذ مكان أبيه على رأس الحكم في المغرب، لكن زوجات أبيه كن قد استطعن إقناعه في نهاية المطاف كما قالت فاطمة اوفقير بأن استمرارية الحكم ترتبط أيضا بالإبقاء على الحريم، وأنه يجب التضحية بالحب من أجل الواجب. فالحفاظ على هذا النظام كان يرتكز بالأساس على ضرورة تكريس قوة الملك على مختلف الأصعدة. من هنا ليس من الغريب أن يكون أحد رموز المملكة وشعارها يتجسد من خلال أسدين واقفين لحراسة العرش. فالأسد، الذي يرمز إلى القوة والبطش، يعتبر أيضا رمزا للفحولة الجنسية، إلى جانب الثور والفرس... وبالتالي، كان عالم حريم الحسن الثاني المغلق يأتمر بأوامر تراتبية دقيقة، فلم تكن تتوفر كل الحريم على نفس المكانة الاعتبارية، ونوع الإقامة، إذ كانت هناك نساء الدائرة الأولى ثم بعدهن الأخريات. فاللواتي اكتسبن ثقة الحسن الثاني كن يشاركنه بعض الأسرار، كما أنه كان يستشيرهن في بعض الأمور. إن هذا النوع من المحظيات كن يتوفرن على سلطة أكبر من الوزير في إحدى حكومات ”صاحب الجلالة” المتعاقبة... المحظيات ”المهمات” كان يتم التعرف عليهن من خلال مهامهن الرسمية، فمنهن من كن تضطلعن بخشب الصندل؛ فالحسن الثاني كان مولعا برائحة تلك الشجرة الأسيوية حينما تستهلكها النار، وكثيرا ما كان يعمل بنفسه على خلط الخشب المذكور بمعطرات أخرى.. كما أن مهام تزويد القصر بأشرطة الفيديو والسجائر (كانت دائما تحمل إشارة الخاتم الملكي شأنها في ذلك شأن علب الكبريت) وطلبات صنع القفاطين الجديدة، واحزمة الذهب أو الساعات والولاعات… كانت كلها من مهام حريم من الدرجة الأولى. وتعتبر فريدة الشرقاوي أفضل نموذج بالنسبة للمحظيات اللواتي كانت لديهن سلطات كبيرة أيام حكم الحسن الثاني، فقد احتفظت بمكانة أثيرة، إذ انتقلت من وضع الخليلة المفضلة إلى امرأة ثقة الحسن الثاني، إذ كانت تراه عشر مرات على الأقل في اليوم الواحد، وغالبا ما كانت ترافقه في سفرياته الى الخارج، كما أنه عهد إليها بمفاتيح خرانته المصفحة وغرفه المنيعة بقصور الرباط، ودار السلام وبوزنيقة، حيث كانت تتكدس الملفات السرية ورزم العملات النقدية الأجنبية. لقد دامت علاقة الثقة الاستثنائية تلك بين الملك وامرأة ثقته زهاء ثلاثين سنة....". ولخدمة كل هذا العدد من الحريم، كانت هناك إماء بدار المخزن مكلفات بالزينة واللباس التقليدي الأصيل، يقمن بالإشراف على تزيين الحريم ومؤانستهن. كما يكثر نشاطهن خلال المناسبات وغيرها، بل منهن من يقتصر دورهن على إطلاق الزغاريد، سواء بمناسبة دخول الحمام والخروج منه أو عند استيقاظ الوصيفات.... وقد فرض الملك الراحل الحسن الثاني حراسة خاصة على سكن حريمه وتنقلاتهن، وأحاط عالمهن بالكثير من السرية والكتمان. وبهذا الصدد كتب أحد الباحثين واصفا نظام الحراسة الذي كان مضروبا على حريم الملك الراحل الحسن الثاني كما يلي : "في الوقت الذي كان هناك جناح خاص بالحريم، كان فضاء لا يلجه إلا الملك والخدم والعبيد الذين يتم وقف حياتهم على خدمته، وذلك حتى لا يذاع ما بداخله من أسرار. لذا كانت فرقة من الخدم والعبيد خاصة بالحريم. وساد الاعتقاد بأن الخدم العاملين بجناح الحريم والوصيفات من العبيد وخدمة هذا الجناح ظلت مهمة تتوارث أبا عن جد بين فئة خاصة من عبيد القصر الملكي، وهي الفئة الوحيدة من الخدم والعبيد التي كان مسموحا لها، دون غيرها، ولوج فضاء الحريم والوصيفات. وكانت هذه الفرقة تقوم بمختلف الأشغال والأعمال، ومن ضمنها - كما يشاع- المساعدة في تحضير لوازم الاستحمام والمساعدة على الاغتسال في قاع الحمام البلدي. كما كانت الحريم يخضعن في تنقلهن، من قصر إلى قصر، أو خلال سفرهن، لمجموعة من القيود، إذ كن يركبن في سيارات ليموزين بزجاج نوافذ مغطى، كما كن يلبسن جلاليب خاصة بألوان سوداء أو زرقاء داكنة، ويضعن على وجوههن نقابا أسود، كما من شبه المستحيل، كما تروي ذلك مليكة أوفقير، أن تخرج الحريم بدون رفقة الملك إلا في حالات جد نادرة". كما كان يخضع الأجانب عن القصر، الذين يلجون القصر للقيام ببعض أعمال الترميم والإصلاح، من عملة ورصاصين وكهربائيين، لقيود خاصة تتجلى في ألا يسترقوا النظر إلى الحريم، إذ كان يفرض عليهم النظر إلى الحائط كلما كانت تمر إحدى الحريم. وفي هذا كتب ما يلي الصحافي بيار تيكوا ما يلي: "الويل لأي عامل أو صانع أو حرفي يرفع عينيه إلى الحريم عندما يلتقي بإحداهن، فحرمة القصر لا تنتهك... كما لا يسمح لأي مستشار، أو وزير، أو رئيس دولة كيفما كان قربه من الملك أن يطلع على العالم الحميمي والسري للملك الحسن الثاني". وقد كان الجنرال مولاي حفيظ العلوي، وزير التشريفات والأوسمة السابق، هو المكلف من طرف الملك بفرض هذه القيود والسهر على تنفيذها، ما جعل منه شخصية مهابة من طرف كل سكان القصر، خاصة الحريم. لكن مع مرور الوقت بدأت هذه القيود الصارمة تتراجع، إذ كما أشارت إلى ذلك مليكة أوفقير أصبحت حريم القصر يتنقلن بسيارات بزجاج نوافذ غير مغطى، ويخرجن بدون نقاب. كما سهلت وسائل التكنولوجيا الحديثة، خاصة الهواتف النقالة، بالإضافة إلى تقدم الملك في السن، ووفاة الجنرال مولاي حفيظ العلوي، في تكسير العديد من القيود المخزنية التي كانت تكبل حركة الحريم. وأشار تيكوا بهذا الصدد إلى ما يلي: "بظهور الهواتف النقالة، تغيرت حياة الحريم، إذ أصبحت أعداد الهواتف النقالة تتزايد داخل الأجنحة الخاصة بالملك بتواطؤ من طرف الأجهزة المكلفة بأمن قصر الملك دون أن يكون هذا الأخير على علم بذلك". وبعد وفاة الملك الحسن الثاني، وتولي الملك محمد السادس العرش، تم إلغاء عدة تقاليد مخزنية، خاصة تلك التي تهم نظام الحريم. فقد سارع هذا الملك، في بداية حكمه، إلى إلغاء عادة الحريم وطقوسه، وسرّح العشرات من نساء القصر وخيرهن بين البقاء في كنف دار المخزن أو مغادرتها. ولعل ما قوى هذا التوجه أن الملك محمد السادس الذي لا يحب العيش داخل القصور ولا يستحسن طقوسها وقواعدها، وفضل بعد زواجه العيش بطريقة عصرية حداثية في إقامة ملكية توفر جوا عائليا حميميا، خارج الأسوار العتيقة للقصور، بعيدا عن ضجيج وصخب الخدم والحشم الذين تعج بهم فضاءات القصور الملكية.