بينت النتائج النهائية للانتخابات التشريعية الإيطالية، التي أعلنتها وزارة الداخلية، اليوم الثلاثاء، فشل اللوائح المرشحة في بلوغ عتبة 40 بالمائة، اللازمة لتشكيل الحكومة، مما يبعث حالة عدم يقين سياسي في البلاد. وحسب مركز رصد النتائج الانتخابية، التابع لوزارة الداخلية، أفادت المعطيات النهائية لفرز أصوات الانتخابات التي جرت، أمس الأول الأحد، تحقيق "حركة خمس نجوم" (شعبوية)، والتي يتزعمها "لويجي دي مايو"، فوزا تاريخيا، رغم أنها لم تتأسس إلا في 2009. وحصلت حركة خمس نجوم، على 32.66 بالمائة من مقاعد مجلس النواب، وعددها 630 مقعدا، وعلى 32.22 بالمائة من مقاعد مجلس الشيوخ، وعددها 320 مقعدا. المفاجأة الثانية، تمثلت في انهيار "الحزب الديمقراطي"، (يسار الوسط الحاكم)، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي، بحصوله على 18.72 بالمائة في مجلس النواب، وعلى 19.12 بالمائة في مجلس الشيوخ، بعد أن بلغ 40.8 بالمائة في الانتخابات الأوروبية الأخيرة التي جرت في 2014. وأعلن رينزي، استقالته من قيادة الحزب الديمقراطي، بعد الهزيمة المدوية التي مني بها الحزب الحاكم، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء باولو جينتيلوني. وقال رينزي، في مؤتمر صحفي بمقر حزبه بالعاصمة روما، نقله التلفزيون الحكومي، "كما تعلمون، وكما يجب أن تكون الأمور، أعتقد أننا نقف أمام هزيمة واضحة، وهزيمة تتطلب منا فتح صفحة جديدة داخل الحزب الديمقراطي". غير أن الفائز الأول، لم يكن سوى ائتلاف يقوده سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق المثير للجدل. حيث تمكن ائتلاف بقيادة حزب "فورتسا إيتاليا" (يمين وسط) بزعامة برلسكوني، من تحقيق نسبة 37 بالمائة في مجلس النواب، و37.49 بالمائة في مجلس الشيوخ. ويتشكل الائتلاف من: حركة "رابطة الشمال" اليمينية المتطرفة، وحزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف. وأصبحت "رابطة الشمال"، الحزب الأول في معسكر يمين الوسط في مجلس النواب (17.73 بالمائة) وفي الشيوخ (17.63 بالمائة)، متفوقة على حزب برلسكوني نفسه، الذي حصل على 14 بالمائة في مجلسي النواب والشيوخ. وهذه النتائج تعني أنه في حال أسند التكليف ليمين الوسط بتشكيل الحكومة فسيكون، رئيس رابطة الشمال ماتيو سالفيني، الأوفر حظاً. ونقل التلفزيون الحكومي عن سالفيني، قوله بعد لقاء مع برلسكوني، مساء أمس، "لدينا الآن الحق والواجب في حكم البلاد". وهو ما أكده برلسكوني، الذي أشار إلى أن "التكليف بتشكيل الحكومة يجب أن يكون ليمين الوسط". ويشير توزيع نتائج الانتخابات الإيطالية إلى سيطرة حركة خمس نجوم على معظم المحافظات الجنوبية، في حين هيمن "ائتلاف برلسكوني" على معظم المحافظات الشمالية. واستناداً إلى معطيات وزارة الداخلية الإيطالية، بلغت نسبة المصوتين، أمس الأول، 73 في المائة، متراجعة بنحو نقطتين مقارنة بنسبة 75.18 بالمائة التي سجلت في انتخابات 2013. وجرت الانتخابات التشريعية وفق قانون انتخابي أقر في أكتوبر/تشرين الأول 2017، ويجمع بين نظامي التمثيل النسبي والأغلبية، على أن يكون توزيع ثلثي المقاعد في البرلمان حسب النظام النسبي، والثلث المتبقي حسب نظام الأغلبية. وينص القانون على ضرورة حصول اللائحة الانتخابية (حزب منفرد أو ائتلاف) على نسبة لا تقل عن 40 بالمائة من الأصوات من أجل حكم البلد الأوروبي، وعلى عتبة 3 في المائة من أصوات الناخبين لكل لائحة انتخابية (لحزب معين) لدخول البرلمان. ومن المقرر حسب مرسوم حل البرلمان، الذي أصدره رئيس البلاد سيرجو ماتاريلا، في دجنبر 2017، أن يجتمع البرلمان الجديد بمجلسيه في 23 مارس، لانتخاب رئيسيه الجديدين، ثم يقدم رئيس الورزاء باولو جينتيلوني، استقالة حكومته تمهيداً للمشاورات الرامية إلى تشكيل الحكومة. ومن المتوقع أن تكون عملية تشكيل الحكومة شائكة، وقد تطول أسابيع بسبب عدم وصول أي لائحة إلى عتبة الأربعين في المائة المطلوبة، والتي قد تفتح السبيل أمام خيارين؛ الأول تشكيل ائتلاف موسع من الفائزين، أو إعادة الانتخابات. *وكالة أنباء الأناضول