رغم العديد من الوقفات الاحتجاجية لسكان حي الرياض، المدعومين من طرف مستشاري فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس العاصمة، عادت سلطات المدينة إلى قطع الأشجار المتبقية في شوارع المنطقة؛ ما أثار غضباً عارماً وسط النشطاء المدافعين عن البيئة. وقال عمر الحياني، مستشار بفيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس الرباط، إن السلطات المحلية شرعت خلال الأسبوع الجاري في قطع مئات الأشجار المتواجدة بحي الرياض، "في إطار حملة تستهدف حوالي 500 شجرة، منها أشجار يتجاوز عمرها 20 سنة". وأورد المستشار الجماعي، ضمن تصريح لهسبريس، أن "مسؤولي العاصمة سبق لهم أن قدموا وعوداً بتغيير مسار توسيع الطرق لتفادي مسألة قطع الأشجار، لكنهم عادوا إلى استهداف المناطق الخضراء في شارع المهدي بنبركة". وتعتبر فيدرالية اليسار أن "قطع أشجار عمرها أزيد من 20 سنة، بعدة شوارع بالرباط، يمس بالطابع الأخضر للعاصمة ويحرم السكان من منافعها كتلطيف الحر وتوفير الظل والتخفيف من التلوث". وأضافت المصادر ذاتها أن "السلطات قامت بإتلاف جذور العديد من أشجار الصنوبر المتواجدة بشارع الأرز بحي الرياض، بفعل الأشغال التي تقوم بها شركة الرباط للتهيئة". وسبق لممثلي الساكنة أن وجهوا مراسلة إلى والي الرباط، محمد مهيدية، باعتباره رئيساً لشركة الرباط للتهيئة، يطالبونه من خلالها بوقف قطع أشجار شوارع حي الرياض. وقالت المراسلة: "عاينا كمستشارين بالمجلس الجماعي بالرباط وبمجلس مقاطعة أكدال الرياض قيام شركة الرباط للتهيئة بقطع أشجار عمرها أكثر من عشرين سنة، وتعتبر من مميزات حي الرياض"، مضيفة: "بعد قطع مئات الأشجار بشارع النخيل، لن يقبل سكان حي الرياض المس بما تبقى من الأشجار التي تميز حيهم وتصفية جمالية خاصة تمنحهم الظل الكافي أيام الحر، أو تعويضها بأي نوع من الأشجار، التي قد تأخذ عشرات السنين لتنمو وتصير ظليلة". ولفت عمر الحياني، في تصريحه لهسبريس، إلى أن الأشجار التي يتم قطعها "لا تشكل أي ضرر على الساكنة ولم يتم تقديم أي شكاية بسببها"، وتابع أن "الشركة المسؤولة عليها أن تعمل على المحافظة على هذه الأشجار وليس القضاء عليها". وأوضح أنه في "بلدان متقدمة هناك إجراءات جد معقدة لقطع الأشجار، بينما يجري في المغرب اتخاذ قرار قطع 500 شجرة بكل سهولة دون أن يُثير ذلك أي جدل سياسي". وأكد الحياني أن "هذه السياسية ستجعل حي الرياض، الذي كان يمتاز بطابعه الأخضر منذ تشييده قبل ثلاثين سنة، مثل باقي الأحياء التي تفتقد إلى أماكن إيكولوجية". وتحمِّل فيدرالية اليسار بمجلس مدينة الرباط المسؤولية للعمدة محمد صديقي، عن حزب العدالة والتنمية، بخصوص عدم التفصيل في مشاريع التهيئة لتفادي قطع الأشجار من أجل الحفاظ على البيئة. يشار إلى أن الرباط تشهد تغييرات كبيرة عل مستوى توسعة الشوارع والأحياء منذ الشروع في تنفيذ برنامج "الرباط مدينة الأنوار"، الذي رصدت له تكلفة إجمالية تبلغ 9 ملايير و425 مليون درهم. وسبق لعمر بلافريج، النائب البرلماني والمستشار الجماعي عن فيدرالية اليسار، أن طالب رئيس المجلس الأعلى للحسابات بفتح تحقيق حول "اختلالات كبرى في عملية تنفيذ هذا البرنامج".