يتعيّن أن يكون الاتفاق حول تشكيل ائتلاف في ألمانيا نبأ محل ترحاب بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، ليس فقط كمؤشر على أن أكبر عضو في التكتل سيتعين أن يعود قريبا إلى العمل؛ لكن أيضا بسبب عروضه الواضحة لأوروبا. لكن الشعور بالارتياح الجماعي لا يتم الإعراب عنه حتى الآن، وسط حالة من عدم اليقين بشأن ما سيتغير في الواقع خلال الولاية الرابعة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وكان قد جرى التوصل إلى اتفاق صباح الأربعاء الماضي في أعقاب بدء مفاوضات ماراثونية بين الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل (يمين وسط) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) بزعامة مارتن شولتس مع فصل مخصص حول أوروبا. وجرى ذكر القارة 300 مرة في النص المكون من 177 صفحة، من بين ذلك في السطر الأول في الصفحة التي تحمل عنوان: "فصل جديد لأوروبا". وقال جون كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، مساء الأربعاء الماضي: "أرحب فقط بذلك". ورحب دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، ب"النبأ الطيب"، قائلا في تغريدة ساخرة إن الوقت قد حان الآن للاتحاد الأوروبي للمضي قدما في أولوياته، في أعقاب الفراغ الذي حدث في برلين منذ انتخابات شتنبر. ويشير الكثير من المعلقين إلى أهمية الحقائب الوزارية الرئيسية، لا سيما وزارتا المالية والخارجية، المخصصة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الموالي لأوروبا، على الرغم من أدائه السيء نسبيا في الانتخابات. ومن المقرر أن يصبح مارتن شولتس، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، وزيرا للخارجية. وسيتولى أولاف شولتس، عمدة هامبورغ، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، منصب وزير المالية خلفا لفولفغانغ شويبله الذي أحكم سيطرته على الوزارة خلال أزمة منطقة اليورو. ويشمل نص الائتلاف كلمات رنانة للحزب الاشتراكي الديمقراطي حول أوروبا مثل التضامن والاستثمارات وحد أدنى للأجور وحد أدنى للضرائب على الشركات، بالإضافة إلى الاتفاق على زيادة إسهامات الموازنة للاتحاد الأوروبي؛ وهو ما يشير إلى أن ألمانيا ستخفف من حدة موقفها المالي المتشدد في أوروبا. وكتب الصحافي أندريا بوناني في صحيفة "لا ريببليكا"، اليومية الإيطالية: "ولادة حكومة ألمانية تتطلع، في نهاية المطاف، إلى بروكسل بدون عدم ثقة، بحماس.. من المؤكد أنها نبأ طيب لأوروبا". لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي حاليا هو الأمر غير المعروف بشكل كبير، وسط حالة من عدم اليقين حول الطريقة التي سيقرر بها الحزب موعد طرح الاتفاق أمام تصويت أعضاء القاعدة الشعبية بالحزب البالغ عددهم 463 ألفا في الأسابيع المقبلة. وناشدهم مفوض الاقتصاد بالاتحاد الأوروبي إبداء "المسؤولية" حتى يتسنى لنا بدء العمل"، مضيفا أن اتفاق الائتلاف يفتح "نافذة" لعلاج الإصلاحات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي. ومن بين الاقتراحات على الطاولة تحويل صندوق الإنقاذ لمنطقة اليورو إلى صندوق نقد أوروبي، وتعيين وزير مالية لتكتل العملة؛ وهي إجراءات قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالدعاية لها. *د. ب. أ