تناولت الصحف، الصادرة اليوم الإثنين بمنطقة شرق أوروبا، قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها التطورات الداخلية المتعلقة بمشروع قانون (الذاكرة الوطنية)، وموقف روسيا من معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت -3)، والمظاهرات التي شهدتها العاصمة اليونانية احتجاجا على تسوية محتملة حول تغيير اسم مقدونيا، وإعلان النمسا رسميا عن عدم تسامحها مع الأنشطة المعادية للسامية، والتحالف السياسي المرتقب بتركيا بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أن النقاش الداخلي حول مشروع (الذاكرة الوطنية) ،الذي أثار جدلا سياسيا وتاريخيا بين بولونيا ودول معنية رأت في التشريع مسا بحقوق مواطنيها التاريخية وتقويضا لحرية التعبير ، عرف "تطورات جديرة بالاهتمام ،خاصة ما يتعلق بتقييمات ديوان رئيس البلاد أندري دودا ورئيس حزب (القانون والعدالة) الحاكم ياروسلاف كاشينسكي". واعتبرت الصحيفة أن "اختلاف التقييم يوحي بأن مشروع قانون (الذاكرة الوطنية) لن يمر في صيغته الحالية ،مع احتمال أن يطالب الرئيس البولوني مكونات البرلمان بإعادة النظر في بعض من فصول المشروع قبل التأشير النهائي عليه ،إلا أنه وفي نفس الوقت قد يمر المشروع كما هو في حالة تشبث الحزب الحاكم بموقفه ،الذي يقوم على أن التشريع شأن داخلي ويسعى الى الحفاظ على سمعة البلاد" . ورأت صحيفة "فبروست" أن "تباين الآراء بين رئيس البلاد ،الذي أكد على ضرورة مراعاة علاقات بولونيا مع شركائها الدوليين ،وبين الحزب الحاكم ،الذي يبقى مصرا على تمرير التشريع بصيغته المرفوعة الى أندري دودا ،قد يعيد مشروع القانون والنقاش البرلماني والسياسي الى نقطة الصفر". وأوضحت الصحيفة ،المحسوبة على المعارضة ، أن "التأني واجب قبل المصادقة النهائية على مشروع القانون ،لأن هذا الأخير يتجاوز حدوده الداخلية ويرخي بظلاله على علاقات بولونيا الاستراتيجية الخارجية ،ومن تم على بولونيا أن تحتاط من ركوب موجة الخلاف مع أقرب شركائها ،الذين لا يمكن التغاضي عن وجهات نظرهم في الموضوع ". واعتبرت صحيفة "ناش دجينيك" أن الخلاف "الظاهر نسبيا بين رئيس البلاد أندري دودا وزعيم الحزب الحاكم ياروسلاف كاشينسكي لا يعني بتاتا أن بولونيا ستعطي ظهرها لمشروع القانون وتتجاوزه لإرضاء الشركاء الخارجيين ،لأن هذا التشريع يتعلق بصورة البلاد ،التي شوهت بسبب إصرار أطراف خارجية على ربط تاريخ بولونيا بوقائع سوداء ،هي بريئة منها" . وأعربت الصحيفة عن يقينها بأن التشريع المعني "سيخرج الى الوجود بصيغته الحالية ولن يطرأ عليه تغيير حين تأشير رئيس البلاد ،وما على بولونيا أن تقوم به في الوقت الحالي أو بعد دخول القانون حيز التنفيذ ،هو إجراء حوار بناء وشفاف مع شركائها ،من أجل الاقناع بجدوى هذا التشريع من الناحيتين التاريخية والسياسية" . وفي اليونان، تناولت الصحف المظاهرة الضخمة التي عرفها وسط أثينا يوم الأحد ،احتجاجا على تسوية محتملة حول تغيير اسم (مقدونيا اليوغسلافية السابقة) تحتفظ بعبارة (مقدونيا) ،شارك فيها عشرات الآلاف من القوميين والسياسيين ورجال الدين وضباط الجيش. وكتبت (إيثنوس) أن متظاهرين يعتقد أنهم من الحزب النازي الجديد (الفجر الذهبي) ،الذين كان قادته أيضا في المظاهرة ،دخلوا في مواجهات عنيفة مع الشرطة التي ردت بإطلاق الغازات المسيلة للدموع . وقالت الصحيفة إن المواطنين اليونانيين عبروا من خلال هذه المظاهرة على مختلف ألوانهم السياسية بكل وضوح عن رفضهم قبول أي تغيير لاسم الجارة الشمالية يتضمن عبارة (مقدونيا) ،التي هي تراث يوناني خالص. ونقلت الصحيفة نتيجة استطلاع للرأي أنجزته جامعة مقدونيا شمال البلاد ،جاء فيه أن 5ر71 في المائة من اليونانيين لا يقبلون بأن يتضمن الاسم الجديد لهذه الدولة الوليدة عن الاتحاد اليوغسلافي السابق كلمة (مقدونيا) ،في مقابل 5ر22 في المائة لا يمانعون و 6 في المائة مترددون . صحيفة (تا نيا) ذكرت أن مظاهرة الأحد تزيد في تعميق الوضع السياسي الداخلي ،وتضع رئيس الوزراء في مأزق بينما يسارع الخطى للتوصل لتسوية مع سكوبيي. ونقلت عن رئيس الوزراء تسيبراس قوله ”لدي مسؤولية تجاه البلد“ مع رفضه لاستخدام هذه القضية للمزايدة السياسية أو الضغط لإسقاط الحكومة. صحيفة (كاثيمنيري) نقلت نقدا شديدا من وزارة الخارجية في أثينا للمفوض الأوربي المكلف بتوسعة الاتحاد يوهانس هان ،الذي أدلى بتصريحات تحدث فيها عن الجارة الشمالية لليونان بمسمى (مقدونيا). وقالت الصحيفة نقلا عن الخارجية إن” على هان احترام الشرعية الدولية والكف عن خرقها والالتزام بقرارات المفوضية الأوربية“ ،مضيفة أن مواقفه ليست بناءة في وقت تجري فيه المفاوضات. وفي روسيا، أبرزت صحيفة (إزفيستيا) تأكيد بوريس تيتوف، المفوض الرئاسي لشؤون قطاع الأعمال، أمس الأحد، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تسلم قائمة برجال الأعمال الروس الفارين من العدالة والمقيمين بلندن (بريطانيا) ،الذين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم. ونقلت عن تيتوف قوله إن القائمة تضم أزيد من 12 شخصا، وقد تنضاف إليها أسماء أخرى في المستقبل، مشيرا إلى أن السلطات الروسية ستطلب من الشرطة الدولية (الأنتربول) استبعاد المعنيين بالأمر من قوائهما، لاسيما الذين ثبت عدم ارتكابهم لأخطاء "جسيمة" . وقالت الصحيفة إن روسيا "قد تفقد قريبا موقعها كملاذ آمن للثراء اذا استمرت في سياستها القائمة على التدقيق في مصادر الأموال لشراء الأصول"، مضيفة أن "المملكة المتحدة شهدت دينامية وتطورا كبيرا، خلال العقود الأخيرة، نتيجة انتهاجها سياسة تقوم على منح الإعفاءات الضريبية واللجوء المدني لعدد كبير من رجال الأعمال، لاسيما المنحدرين من أصول روسية وصينية". من جهتها، كتبت صحيفة (كوميرسانت) أن خامس فبراير، الذي يصادف اليوم الإثنين، هو الموعد النهائي لتنفيذ الالتزامات الواردة في معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت -3) ،الموقعة بين الولاياتالمتحدةوروسيا سنة 2010. وأضافت الصحيفة أن موسكووواشنطن نفذتا الالتزامات الرئيسية المترتبة عليهما بموجب بنود هذه المعاهدة ، معربة عن اعتقادها باحتمال تمديد بنود هذه المعاهدة لخمس سنوات أخرى ، لاسيما أن واشنطن أكدت في استراتيجيتها النووية الجديدة ،التي تم الإعلان عنها مؤخرا ، أن المعاهدة "تلبي طموحاتها وتتوافق مع مصالحها". وفي تركيا، أعلنت صحيفة (الحرية دايلي نيوز) أنه سيتم قريبا إنشاء تحالف رسمي بين حزب العدالة والتنمية (الحاكم) وحزب الحركة القومية، يمكن أن يتوسع ليشمل حزبين صغيرين آخرين. وقالت الصحيفة إن الحزبين المرتقب انضمامهما للتحالف هما حزب "السعادة" وحزب "الاتحاد الكبير"، اللذين كانا قد حصلا على حوالي 1 في المائة من الأصوات المعبر عنها في الانتخابات التشريعية ،التي جرت في نونبر 2015، مضيفة أنه بالرغم من أن النتيجة التي حصل عليها الحزبان تعد "متواضعة"، فإنها تكتسي أهمية كبيرة خلال رئاسيات 2019 ،لأن كل صوت ستكون له قيمة خاصة. ومضت قائلة إن زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت باهتشلي، كان قد وعد بدعم أردوغان خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه يعتزم بحث صيغة تضمن لحزبه دخول قبة البرلمان، خوفا من عدم التمكن من بلوغ العتبة الإجبارية الوطنية ،المتمثلة في 10 في المائة، لتحقيق هذا المبتغى. وأشارت الصحيفة إلى أن باهتشلي وأردوغان سيعقدان، خلال الأسبوع الجاري، اجتماعا لتحديد تفاصيل التحالف المرتقب، الذي يعتبر الحزبان "تحالفا وطنيا، لا يمكن حصره في الحسابات الانتخابية فقط". وارتباطا بالعملية العسكرية التركية في سوريا، جددت صحيفة (دايلي صباح) التأكيد على أن أنقرة "لن تتوانى في توسيع، إذا اقتضت الضرورة ذلك، عملياتها ضد المنظمات الإرهابية في منجب وشرق الفرات". وذكرت، نقلا عن الناطق الرسمي باسم الحكومة التركية، أن العملية العسكرية بعفرين ستكون "طويلة" على اعتبار أن الأسلحة التي بحوزة الإرهابيين "حديثة وفعالة"، مشيرا إلى أنه "من غير المقبول أن تعمد دولة حليفة لنا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة، إلى تزويد الإرهابيين الذين يهاجموننا، بالأسلحة والمعدات". وفي النمسا، كتبت صحيفة (دير ستاندار) أن المستشار النمساوي المحافظ، سيباستيان كورتز، دعا، في تصريح له، إلى "عدم التسامح مطلقا مع أعمال معاداة السامية"، وذلك تفاعلا مع ما نشرته، مؤخرا، مجلة "فالتر" الأسبوعية عن قيام رابطة طلاب حزب الحرية اليميني المتطرف، بالنمسا السفلى (شمال شرق البلاد) ، بنشر كتيب قديم يتضمن أغان معادية للسامية ومؤيدة للنازية. ونقلت الصحيفة عن كورتز قوله أنه "سيواصل، بصفته رئيسا للوزراء، محاربة معاداة السامية" على غرار ما كان يفعله خلال فترة توليه منصب رئيس الدبلوماسية النمساوية، مجددا، في السياق ذاته، التأكيد على توجه حكومته المؤيد لأوروبا. من جهتها، أفادت صحيفة (كوريير) ، نقلا عن مصادر طبية، بوفاة شخص يبلغ من العمر 50 سنة، أمس الأحد، كان قد أصيب، الخميس الماضي، بجروح خطيرة إثر اندلاع حريق تلته عدة انفجارات في ميدان للرماية مخصص لهواة الصيد بالنمسا العليا. وأضافت الصحيفة أنه لم تتضح حتى الآن أسباب هذا الحادث ،الذي خلف أيضا إصابة شخص آخر (62 سنة) بجروح بليغة، وأن يجري حاليا انتظار نتائج التحقيق الجنائي الذي تم فتحه في الموضوع.