اهتمت الصحف، الصادرة اليوم الأربعاء بمنطقة شرق أوروبا، بقضايا ومواضيع متنوعة، من بينها قضية التبرع بالأعضاء البشرية في بولونيا ، والمباحثات التي أجراها بأثينا المبعوث الأممي المكلف بتسوية الخلاف اليوناني المقدوني حول تغيير اسم هذه الأخيرة، والعقوبات الأمريكيةالجديدة ضد روسيا، ومؤتمر الحوار الوطني السوري بسوتشي، إضافة إلى أبرز المواضيع التي تم التطرق إليها خلال المباحثات التي جمعت بفيينا بين المستشار النمساوى والوزير الأول المجري. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "فورسال" أن قضية التبرع بالأعضاء البشرية "أضحت أكثر من أي وقت مضى مثار نقاش داخل المجتمع البولوني لأبعادها الانسانية والأخلاقية ،ونظرا لأن هذه القضية لازالت فيها بولونيا متأخرة عن باقي الدول الأوروبية ،التي قطعت أشواطا عملية وقانونية مهمة وساهمت في إنقاذ الكثير من الأرواح" . وأضافت أن المدبرين للشأن العام ومهنيي القطاع الصحي وفعاليات المجتمع المدني "مطالبون اليوم قبل الغد بإيلاء كل الاهتمام لهذا الموضوع ،نظرا لحساسيته وبعده الانساني الذي لا يمكن أن ينكره أحد ،ويكفي القول إن الكثير من الدول ،مثل إسبانيا ، أضحت مرجعا في هذا المجال وقدوة يجب السير على نهجها لإنقاذ الآلاف من أرواح الكثير من المرضى ،الذين يتطلعون الى التفاتة إنسانية من هذا النوع ". ورأت صحيفة "أونيط" أن على بولونيا "تدارك التأخر الذي تعرفه في مجال التبرع بالأعضاء البشرية ،وإذا كانت القوانين الوطنية الى حد ما ملائمة لتغيير نظرة المجتمع إزاء هذه الالتفاتة الإنسانية ،فإن ما يجب القيام به هو تحسيس المجتمع للانخراط في هذه المبادرة وفك عقدة التعاطي المجتمعي مع هذا الشأن الاجتماعي ". وأشارت إلى أن "تبرع المواطنين البولونيين خلال السنة الماضية لم يتعد مستوى 1531 عضوا بشريا ، وهذا الرقم وإن كان الأعلى في بولونيا منذ عام 2012، إلا انه يجعل بولونيا متخلفة كثيرا عن إسبانيا ،الرائدة على الصعيد العالمي في هذا المجال" . وكتبت صحيفة "فبروست" أن "مسألة التبرع بالأعضاء داخل المجتمع البولوني للأسف الشديد ليس خيارا ذي أولوية ،وهو ما تعكسه الإحصائيات على الصعيدين العالمي والقاري ،بالمقارنة مع ما يتحقق في بولونيا على أرض الواقع" . وأشارت الصحيفة الى أن "دولا مثل إسبانيا تصل فيها أرقام التبرع الى 40 مانحا لكل مليون شخص ،فيما لا يتجاوز عدد المتبرعين على صعيد بولونيا 15 مانحا لكل مليون نسمة ،مما يعني أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لتحطيم أرقام الدول المرجعية وإقناع المجتمع بضرورة تبني هذا العمل الإنساني النبيل" . وفي اليونان، تناولت الصحف المباحثات التي أجراها الثلاثاء في أثينا ماثيو نيميتز المبعوث الأممي المكلف بتسوية الخلاف اليوناني المقدوني حول تغيير اسم هذه الدولة الوليدة عن يوغسلافيا السابقة. صحيفة (كاثيمنيري) نقلت ارتياح المبعوث الأممي لمجريات المفاوضات وتأكيده على ضرورة مضي البلدين قدما في اتخاذ قرارات شجاعة لإنهاء هذا النزاع الذي عمر لأزيد من 25 سنة. ونقلت الصحيفة عن نيميتز قوله بعد مباحثاته في أثينا قبيل مغادرته لسكوبيي لمباحثات مماثلة إن ”الوقت حاليا لاتخاذ القرار ،لقد وصلنا لهذه المرحلة. فالظروف مواتية علينا اغتنامها ولا مجال للانتظار سواء هنا أو في سكوبيي“. وأضافت الصحيفة ان المرحلة المقبلة من المفاوضات يعتقد أنها ستستمر لأسابيع قبل التوصل الى قرارات . صحيفة ( تو فيما) كتبت أنه ”بدء من المسألة القبرصية إلى قضية اسم مقدونيا تمكنا فقط من إدامة المشاكل والسعي للحاق بالأحداث“، مضيفة أنه ”عادة ما تتبع القيادات السياسية التوجهات الشعبوية والعاطفية والقومية ،لأنها لا تجرؤ على مواجهة التيارات المهيمنة في الرأي العام، ومن ثمة يتم التضحية بالمصالح الوطنية للأمة“. ومضت الصحيفة قائلة "وكما فعلنا مرات عديدة من قبل، حولنا المفاوضات المتعلقة بقضية الاسم إلى قضية سياسية داخلية، بدلا من السعي إلى التقريب في وجهات النظر، علما أن السياسة الخارجية للدول لا تقرر في الشوارع والميادين والتجمعات ،ولا بواسطة اشتباكات ومظاهرات عديمة الاستقطاب". وأضافت "نحن في خطر مرة أخرى من أن نبقى محاصرين وسط هذا الانقسام، في تنافس في ما بيننا لتحديد من هو أكثر وطنية، وفي النهاية قد يتهمنا الرأي العام الدولي بتبني مواقف قومية متطرفة ،هي في الواقع ليست لدينا". وفي روسيا، توقفت صحيفة (كوميرسانت) عند العقوبات الأمريكيةالجديدة ضد روسيا، وكتبت، نقلا عن وزارة الخارجية الأمريكية، أنه أصبح بمقدور واشنطن، اعتبارا من الثلاثاء، فرض عقوبات على الشركات الأجنبية أو الأشخاص الذين تربطهم علاقات ومعاملات هامة مع قطاعي الدفاع والاستخبارات في الحكومة الروسية". وذكرت الصحيفة أن وزارتي الخارجية والخزينة الأمريكيتين زودتا الكونغرس ب "تقرير سري" حول العقوبات، لكنهما فضلا الحفاظ على الطابع السري لهذه المعلومات، مضيفة أن إجراءات التقييد الأمريكيةالجديدة طالت مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من رجال الأعمال البارزين ، إضافة إلى مسؤولي عدة شركات حكومية روسية. ونقلت الصحيفة عن مدير إحدى الشركات الكبرى لصناعة الدفاع الروسية قوله إن "العقوبات الجديدة ستحدث ارتباكا على مستوى معاملات الشركات الروسية مع العملاء الأجانب"، مشيرا على سبيل المثال إلى أنه "لا يمكن لأي سفينة تعمل في مجال نقل الأسلحة وتتعامل مع روسيا أن تشتغل وتؤمن نقل بضاعتها ،إلا إذا وضعت العلم الروسي". وأشار، من جهة أخرى، إلى أن احتمال فرض عقوبات على مالكي السفن الذين يتعاونون مع روسيا "أصبح واردا وبشدة، كما أصبحوا معرضين لمخاطر عديدة". من جهتها، كتبت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) أن سفير الولاياتالمتحدة لدى روسيا، جون هانتسمان، أعرب ، الإثنين، عن استعداده لعقد اجتماعات مع مع عدد من كبار المسؤولين الروس، من بينهم رئيسة مجلس الاتحاد (الغرفة العليا للبرلمان) فالنتينا ماتفينكو ، ورئيس مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، والنائب الأول لمدير ديوان الرئيس الروسي، أليكسي جروموف، إضافة إلى مسؤولين آخرين. وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من أن مبادرة السفير الأمريكي جاءت قبل نشر واشنطن "تقرير الكرملين" الجديد، فإنها، مع ذلك، تعتبر "إشارة واضحة إلى النخبة السياسية الروسية حول استعداد واشنطن للحوار". وأبرزت الصحيفة تأكيد المحلل السياسي، أليكسى أرباتوف، أن "خطط هانتسمان للاجتماع مع المسؤولين الروس تؤكد أنه بالرغم من العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، فإن هناك رغبة واضحة من واشنطن فى التفاوض مع موسكو وطي صفحة الخلاف بين الجانبين". وفي النمسا، تناولت صحيفة (داي بريس) المباحثات التي جرت، أمس الثلاثاء فى فيينا، بين المستشار النمساوى سيباستيان كورتز، والوزير الأول المجري فيكتور أوربان، مسجلة أن المحادثات بين الجانبين أظهرت تطابقا فى وجهات نظر البلدين إزاء خطة تدبير أزمة الهجرة، لاسيما في ما يتعلق برفض آلية حصص استقبال اللاجئين ،التي تفرضها المفوضية الأوروبية ، إضافة إلى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وفي المقابل، ذكرت الصحيفة أن رئيسي حكومتي البلدين مازالا على خلاف بشأن مشروع توسيع محطة الطاقة النووية الهنغارية (باكس 2) بالقرب من الحدود مع النمسا بسبب تعبير فيينا عن مخاوفها الكبيرة من المشروع ، إضافة إلى انخفاض حجم الإعانات المقدمة للأطفال الذين يقيمون في بلد أجنبي، باحتسابها وفقا لمستوى المعيشة ببلد الاستقبال، مشيرة إلى أن السيد كورتز يعتبر هذا الإجراء "عادلا" في الوقت الذي يراه نظيره الهنغاري "تمييزيا". من جهتها، قالت صحيفة (دير ستاندار) إن زيارة العمل ،التي قام بها المسؤول المجري لفيينا، وهي الأولى من نوعها له للنمسا، أثارت موجة انتقادات قوية، لا سيما من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الليبرالي (نيوس)، أبرز حزبين في المعارضة، اللذين انتقدا "شعبوية" رئيس الوزراء المجري وتدابيره المناهضة للديمقراطية. وأشارت الصحيفة إلى أن المتظاهرين ،الذين تجمعوا قرب مقر المستشارية النمساوية ،رفعوا شعارات مؤيدة لأوروبا، ومناهضة لحكومة فيكتور أوربان، مضيفة أن منظمة السلام الأخضر نددت، بدورها، بمشروع توسيع المحطة النووية الهنغارية "باكس 2". وفي تركيا، أفادت صحيفة (ستار) أن المعارضة السورية قررت، لدى وصولها إلى سوتشي، عدم المشاركة في مؤتمر الحوار السوري الوطني الذي تحتضنه المدينة، احتجاجا على تعليق شعارات المؤتمر التي تتضمن علم النظام السوري في المطار ومركز المؤتمرات. وأضافت الصحيفة أن وفد المعارضة رفض المشاركة في أشغال المؤتمر ،الذي يهدف إلى تشكيل لجنة للدستور، وقرر تفويض الوفد التركي بتمثيله في هذه التظاهرة. من جهتها، كتبت صحيفة (دايلي صباح) أن القوات التركية، بتعاون مع الجيش السوري الحر، تمكنت بعد مرور 11 يوما على انطلاق عملية"غصن الزيتون" من تحرير ما مجموعه 17 قرية وخمسة تلال استراتيجية من الإرهابيين في خمس مناطق من عفرين. وأكدت الصحيفة أن هذه العملية مكنت، أيضا، حتى الآن، من القضاء على حوالي 646 إرهابيا ، وأنها لن تنتهي إلى أن يتم القضاء على التهديد الارهابى على الحدود، ويتمكن حوالي 5ر3 مليون لاجئ سوري بتركيا من العودة إلى ديارهم بسلام. من جهتها، ذكرت صحيفة (الفجر الجديد) نقلا عن رئاسة الأركان التركية، أن الجيش التركي لا يستخدم الأسلحة الكيميائية والبيولوجية التي يحرمها القانون الدولي خلال عمليته العسكرية في شمال سوريا، مستنكرا "الحملة التضليلية التي تقوم بها المنظمات الإرهابية ومؤيدوها". وأضافت الصحيفة أن الجيش التركي يستهدف فقط الإرهابيين ومخابئهم ومركباتهم وأسلحتهم ومعداتهم، ويتخذ كافة التدابير الضرورية لتجنب إلحاق الضرر بالأبرياء والمدنيين ".