أسفر انفجار قنبلة مخبأة في سيارة إسعاف عند نقطة تفتيش تابعة للشرطة في العاصمة الأفغانية، كابول، عن سقوط 95 قتيلا على الأقل وإصابة 158 آخرين أمس السبت. وقد جاء الهجوم بعد أيام من هجوم دام على واحد من أكبر فنادق العاصمة. وأعلنت حركة "طالبان" مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع بعد أسبوع من إعلانها المسؤولية عن هجوم ضد فندق "إنتركونتننتال" في كابول؛ أودى بحياة أكثر من 20 شخصا. وحمّل متحدث باسم وزارة الداخلية شبكة حقاني، المرتبطة بحركة "طالبان"، مسؤولية تنفيذ الهجوم.. ويرى مسؤولون أفغان وغربيون أن شبكة حقاني تقف وراء الكثير الهجمات الكبرى التي وقعت بمدن أفغانستان. وقال وحيد مجروح، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن الانفجار وقع بأحد الشوارع في منطقة مزدحمة بكابول وقت تناول وجبة الغداء، وهو السبت يوم عمل في أفغانستان. وبذلت الفرق الطبية جهودا مضنية لعلاج الأعداد الضخمة من الجرحى الذين نقلوا إلى المستشفيات، واضطر المسعفون إلى معالجة بعض المصابين في الهواء الطلق، نظرا لعدم وجود أماكن في المستشفيات المكتظة. وقال ديجان بانيك، وهو منسق لدى منظمة الإغاثة الإيطالية "إيمرجنسي" في أفغانستان، إن "هذه مجزرة". وقالت المنظمة في تغريدة على "تويتر" إن المستشفى الذي تديره استقبل وحده ما يزيد عن 70 مصابا، إضافة إلى 7 جثث. ويزيد هذا الهجوم من الضغوط على الرئيس أشرف عبد الغني وحلفائه الأمريكيين، الذين عبروا عن زيادة ثقتهم في نجاح استراتيجية عسكرية جديدة وأكثر قوة في إجبار متمردي "طالبان" على الانسحاب من مراكز إقليمية كبرى. وكثفت الولاياتالمتحدةالأمريكية مساعدتها لقوات الأمن الأفغانية، وزادت من غاراتها الجوية على أهداف ل"طالبان" وجماعات متشددة أخرى بهدف كسر الجمود، وإجبار المسلحين على الجلوس على مائدة التفاوض. لكن "طالبان" رفضت مزاعم بأنها ضعفت بسبب الاستراتيجية الجديدة، وقد أثبتت الحوادث التي وقعت خلال هذا الأسبوع قدرتها على شن هجمات دامية وضخمة حتى في قلب كابول؛ الذي يعد أكثر المناطق تحصينا. وحثت واشنطن، التي اتهمت باكستان بمساعدة "طالبان"، وقطعت بعض المساعدات عن إسلام أباد، كل الدول على اتخاذ "إجراءات حاسمة" لوقف العنف. وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون: "لا يمكن التسامح مع من يدعمون أو يوفرون ملاذا لجماعات إرهابية"، عبر بيان أصدره. وأدانت باكستان، التي نفت الاتهامات الموجهة إليها، الهجوم المرصود في كابول، ودعت إلى "بذل جهود منسقة إرساء تعاون فعال بين الدول للقضاء على بلاء الإرهاب". وتعهدت القوة الدولية، التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان، بمواصلة دعم الحكومة الأفغانية والقوات المسلحة في "المهمة الصعبة والخطيرة"، قائلة إنه لم يسقط أي من أفراد القوة، سواء قتلى أو مصابين في هذا الهجوم. وقال مير واعظ ياسيني، وهو عضو في البرلمان كان قريبا من موقع الانفجار لدى حدوثه، إن سيارة إسعاف اقتربت من نقطة التفتيش ثم انفجرت.. وكان الهدف، على ما يبدو، مبنى مجاورا تابعا لوزارة الداخلية. وهز الانفجار مباني تبعد بمئات الأمتار عن موقع العملية، وتناثرت جثث القتلى في الشارع وسط أكوام من الحطام. وعدد القتلى والمصابين هو الأكبر منذ مقتل 150 شخصا في هجوم تفجيري باستخدام شاحنة، في ماي الماضي، قرب السفارة الألمانية.. وقد تم تعزيز الإجراءات الأمنية بدرجة كبيرة في المدينة بعد ذلك الهجوم. وقال علام، ويعمل موظفا بأحد المكاتب ووجهه مصاب بجروح بالغة، "كنت جالسا في المكتب عندما وقع الانفجار .. تناثر زجاج كل النوافذ وانهار المبنى وكل شيء". وتقع سفارتا السويد وهولندا ومكتب تمثيل الاتحاد الأوروبي ومكتب القنصلية الهندية قرب موقع الانفجار في كابول، لكن لم ترد أي تقارير عن إصابة أي من موظفيها جراء الهجوم. *رويترز