لم يكن أجدادنا الأمازيغ على مر التاريخ وهم أحرار يحسبون السنوات بالأشهر الميلادية، بل كانوا يحسبونها بالأشهر القمرية حتى قبل الإسلام وقبل الاحتلال الروماني، وخير دليل على ذلك أن الشهر بالأمازيغية يسمى "يور" أو "أيور" ⴰⵢⵓⵔ يعني الهلال . ولا يزال أمازيغ الطوارق في جنوبالجزائر ومالي يحتفظون ببعض أسمائها كتسميتهم لشهر محرم "ثيندوفان" وصفر يسمونه "تاليت سطفت "وإنما بدأ الحساب بالأشهر الشمسية لما استعمرهم الرومان الذين كان التقويم عندهم بالأشهر الشمسية، ولذلك بدأ ما يسمى عندهم بيناير الذي يقول عنه بعضهم أنه أمازيغي الاسم، وقالوا إن معناه أول السنة لأن يناير يتكون بزعمهم من كلمة "ين" يعني واحد وكلمة "يور" التي تعني الشهر ، فأقول لبني قومي على هذا الأساس يكون يناير معناه أول الشهر أو الشهر الأول، وليس أول السنة. أما قولهم أن يناير هو فاتح السنة الفلاحية فباطل كذلك، لأنه كما هو معلوم فإن أول السنة الفلاحية هو 30 غشت للتقويم الميلادي الموافق ل17 غشت الفلاحي يعني بداية فصل الخريف لأن كل شهر ميلادي يسبق الشهر الفلاحي ب13 يوما كما أن منازل السنة الفلاحية هي 28 منزلا. كما أنه لم يثبت تاريخيا بنص علمي صحيح أن أجدادنا الامازيغ خاضوا معركة بقيادة الزعيم الأمازيغي شيشنق ضد الفرعون المصري رمسيس الثاني او الثالث سنة 950 قبل الميلاد الذي يعتبرونه بداية التاريخ . لان التاريخ يؤكد أن وفاة رمسيس الثاني كانت حوالي 1213 قبل الميلاد فكيف التقى به شيشنق؟ وكانت وفاة ابنه رمسيس الثالث سنة حوالي 1152قبل الميلاد كذلك، يعني كلاهما مات قبل هذه المعركة المزعومة التي ليس لها سند وثائقي تاريخي علمي صحيح. إنما الموجود في بعض المصادر التاريخية المصرية القديمة هو أن شيشنق الأمازيغي ذو الأصول الليبية قد وصل إلى الحكم بعد أن تولى مناصب عدة دينية وسياسية في مملكة الفرعون المصري بسوسنس الثاني الذي زوجه ابنته وبعد وفاة هذا الفرعون قام هو في مكانه بعد أن عرف بصموده ضد مملكة إسرائيل في فلسطين التي كان قد أسسها داود عليه السلام؛ ولذلك فإن التوراة الموجودة بين يدي اليهود اليوم فيها أن الزعيم الأمازيغي شيشنق كان ناهبا للأموال ففي سفر الملوك الاول من الاصحاح 14 تقول التوراة: " وفي السنة الخامسة للملك رحبعام صعد شيشق ملك مصر الى أورشليم وأخذ خزائن بيت الرب وخزائن بيت الملك وأخذ كل شيء". ولذلك أقول إن الدفاع عن لغتنا وثقافتنا الأمازيغية الحبيبة لا يكون بنشر الخرافات والأساطير وإنما يكون بالعلم والمعرفة المبنية على أسس منهجية قويمة.